اقتصاد دولي

إغلاق "سيليكون فالي بنك".. أكبر إفلاس مصرفي في أمريكا منذ 2008

أسندت الوصاية القضائية على البنك إلى المؤسسة الاتحادية لتأمين الودائع - جيتي
أغلقت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الجمعة، الجمعة مجموعة (إس.في.بي) المالية، وذلك في أكبر انهيار مصرفي منذ ‏الأزمة المالية العالمية، وتحركت سريعا لحماية المودعين في البنك الذي يركز أنشطته على الشركات الناشئة.‏

وأفاد بيان بأن الجهة التنظيمية أسندت الوصاية القضائية على البنك إلى المؤسسة الاتحادية لتأمين الودائع التي ستتصرف في أصوله.

وقالت المؤسسة؛ إن "سيليكون فالي بانك"، هو أول كيان تؤمن عليه يسقط هذا العام.

وكان آخر كيان تم إغلاقه من تلك التي تؤمن عليها المؤسسة هو (ألمينا ستيت بنك) في كانساس في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.

وأضاف البيان أن من المقرر إعادة فتح المكتب الرئيسي وجميع فروع بنك وادي السيليكون في 13 آذار/ مارس، وسيتمكن جميع أصحاب الودائع المؤمن عليها من الوصول بشكل كامل إلى ودائعهم في موعد أقصاه صباح الاثنين.



وكان العاملون في قطاع التكنولوجيا الذين تعتمد رواتبهم على البنك قلقين بشأن الحصول على رواتبهم. وفي أحد فروع (إس.في.بي) بسان فرانسيسكو، كانت هناك لافتة معلقة تخبر العملاء بالاتصال برقم هاتف مجاني.

وقالت المؤسسة الاتحادية لتأمين الودائع؛ إنها ستسعى إلى بيع أصول (إس.في.بي)، وإنه ربما يتم توزيع أرباح نقدية مستقبلا على المودعين غير المؤمن عليهم.

وسعت (إس.في.بي) هذا الأسبوع إلى طمأنة عملائها من أصحاب رأس المال المغامر بشأن سلامة أموالهم بعدما أدت زيادة في رأس المال لانهيار أسهمها 60 بالمئة، وساهمت في انخفاض قيمتها 80 مليار دولار.

وتم تعليق تداول أسهم (إس.في.بي) اليوم الجمعة، بعدما هوت 66 بالمئة في تعاملات ما قبل الفتح.

وتسببت الأزمة في موجة من الذعر عبر القطاع المصرفي، مع تساؤل الأسواق عن عواقب أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية في العام 2008.

فالمصرف لم يعد قادرا على تلبية عمليات السحب الهائلة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، وهم ينشطون خصوصا في مجال التكنولوجيا، كما لم تنجح محاولاته لزيادة رأس المال بسرعة.

وفي نهاية العام 2022، كان لدى البنك أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع مقدارها 175,4 مليار دولار.

ورغم أنه غير معروف كثيرا للعامة، كان "سيليكون فالي بنك" المصرف الأمريكي السادس عشر من حيث حجم الأصول.

وإغلاق "إس في بي" لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك "واشنطن ميوتشوال" للادخار في العام 2008 فحسب، بل أيضا يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.

 تحديات

وأكد كريستيان باريسو من مجموعة الوساطة "أوريل بي جي سي" في مذكرة أن المستثمرين "رأوا أيضا في الصعوبات التي يواجهها المصرف تأثير انعكاس منحنى معدلات الفائدة"، أي عندما تكون المعدلات القصيرة الأجل أعلى من المعدلات الطويلة الأجل.

وتقوم المصارف عادة بالاقتراض بمعدلات قصيرة الأجل، لتقدم قروضا بمعدلات متوسطة أو طويلة الأمد.

وثمة مجموعة أمريكية أخرى تواجه تحديات. فقد أعلنت الشركة الأم لمصرف "سيلفرغيت" العاملة في العملات المشفرة الأربعاء الماضي، أنه ستتم تصفية المؤسسة.

وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة "إس بي آي مانجمنت" في مذكرة، أراد أن تكون مطمئنة؛ إن وقوع "حادث مرتبط برأس المال أو السيولة بين المصارف الكبرى" احتمال "ضئيل".



ومنذ الأزمة المالية في عامي 2008-2009 وإفلاس بنك "ليمان براذرز" الأمريكي، أصبح على المصارف تقديم ضمانات قوية لسلطة ضبط الأسواق الوطنية والأوروبية.

وتخضع الهيئة المصرفية الأوروبية خمسين مصرفا رئيسيا في القارة لاختبارات ملاءة.

وكشفت نتائج آخر اختبار من هذا النوع في نهاية تموز/ يوليو 2021، أن المؤسسات المالية قادرة على تحمل أزمة اقتصادية خطيرة بدون أضرار جسيمة.

بالنسبة إلى المحللين في مورغن ستانلي، فإن "ضغوط التمويل التي تواجه (إس في بي) خاصة جدا، ويجب عدم اعتبارها المعيار للمصارف المحلية الأخرى".