مع حالة الاستقطاب التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي في حمى الانتخابات المبكرة الخامسة بعد أقل من شهرين، تزداد المخاوف الإسرائيلية من زيادة الفجوات بين مكونات هذا المجتمع الذي يصفه علماء الاجتماع الإسرائيليون بأنه "ممزّق"، تتقاسمه الصراعات الأيديولوجية والأخلاقية، بسبب الحساسيات المتأصلة في مختلف مكوناته المتنازعة، وما يمكن أن تسمى "الأضداد المتناقضة"، وكل ذلك يجد طريقه بين الإسرائيليين إلى حالة من الانزلاقات والتحديات التي تنتظرهم في قادم الأيام.
مع العلم أن المجتمع الإسرائيلي،
كمجتمع من المهاجرين غير المتجانسين، يجمع بين جنسيات وأعراق وديانات وثقافات
مختلفة، وأن عملية ربط لهذه المجموعات المتنوعة عملية معقدة ومليئة بالتوترات
والصراعات، فكل مجموعة تحمل هوية مختلفة، سواء المتدينين والعلمانيين، الشرقيين
السفارديم والغربيين الأشكناز، كلهم لديهم رغبات وأهداف وحساسيات مختلفة بالضرورة
عن سواهم، وفي كثير من الأحيان تتصادم أولوياتها، وتتولد انقسامات تقسم المجتمع،
وتقوض استقراره.
مولي فاليغ مديرة المدرسة الدولية في
كلية أورانيم، وعالمة الاجتماع السياسي، أكدت أن "مستقبل المجتمع الإسرائيلي
في ظل هذه النزاعات الداخلية تم تهميشه لسنوات عديدة بسبب إلحاح قضايا الأمن على
باقي شؤون الدولة، وحتى عندما كان صناع القرار يبحثون في مناقشة جوهر المجتمع
الإسرائيلي، اتضح أن الحل الذي ابتكروه كان مخطئا، لأنه قام على فرضية بوتقة
الانصهار التي لا يمكن أن تجمع كل المكونات المختلفة للمجتمع الإسرائيلي في كيان
واحد متجانس".
وأضافت في مقال نشره موقع "زمن
إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "الدوائر الرسمية في إسرائيل،
سعت لخلق سيادة لثقافة مهيمنة على ثقافة أخرى بين الإسرائيليين، وبدلاً من القضاء
على الانقسامات الاجتماعية، عمل هذا النموذج على تعميقها، لأن نموذج الانصهار قام
في أسوأ الحالات على الافتقار للخطاب، والإملاء من الأعلى، وفي أفضل الأحوال خطاب
المواجهة، الذي أسس مفاهيم العنف الداخلي والانفصال بين الإسرائيليين أنفسهم، بدل
اعتماد نموذج التعددية".
اقرأ أيضا: عضو كنيست: مطلقو النار الفلسطينيون ثوار وليسوا إرهابيين
وأشارت إلى أن "المجتمع الإسرائيلي كمجتمع مهاجرين فيه العديد من الانقسامات، ويضم في جواره أقليات قومية ثقافية كبيرة، ولن يتمكن من تحقيق الاستدامة دون حوار بين المجموعات التي يتكون منها، وإلا فإنه في طريقه إلى نموذج التقويض نتيجة لسيادة مجموعة واحدة من القيم على القيم الأخرى، رغم أننا نتحدث بعيد جدا عن الواقع الذي يتجلى في الخطاب الساخن والمواجهة الذي يميز مثل هذه الأوقات الانتخابية".
يحمّل الإسرائيليون السبب الرئيسي في
شيوع الانقسامات بينهم إلى مجموعة عوامل تتحمل مسؤوليتها الدولة ذاتهـا، لعل أولها
اعتماد المركزية في فرض ثقافة أحادية لفئة واحدة من اليهود على من سواهم، وفي هذه
الحالة تم حرمان باقي اليهود من التمتع بثقافاتهم المختلفة، وقضم حريتها في تشكيل
شؤونها الخاصة بها، وثانيها اعتبار دولة الاحتلال أن الاختلافات بين الإسرائيليين
مصدر تهديد أو تحدّ، وليس إثراء للدولة، خاصة وأن هذه الاختلافات سببها أن ثقافات
الإسرائيليين غريبة ومنفصلة عن بعضها، ولا يوجد أي اتصال بينها.
"هآرتس": إيطاليا "زبون سري" لطائرات التجسس الإسرائيلية
قناة عبرية: تل أبيب ستكثف "حرب الظلال" ضد إيران
إعلام عبري: واشنطن تعد خيارا عسكريا ضد طهران