كتب

كتاب يرصد التعايش بين المسيحيين والمسلمين بالقدس

التقارب الإسلامي المسيحي في بيت المقدس نموذج حضاري للتعايش بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية

الكتاب: "التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين في بيت المقدس ما بين 1897 و1994م"
الكاتب: إبراهيم صقر إسماعيل الزعيم
دار النشر: دار إي ـ كتب، لندن، عام 2019م.


إنها القدس، مدينة السلام، حاضنة الحضارات، ذات المكانة العظيمة في الإسلام، إذ تأتي في الخيرية بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبقيت محط أنظار أتباع الشرائع السماوية، ذلك لأنها تضم كثيراً من المقدسات، لآثار أنبياء الله موسى، وعيسى، ومحمد صل الله وعليه وسلم، مما أهلها لأن تلعب دوراً حضارياً، وتكون مركزاً للاستقرار والتعايش بين الديانات الثلاث في كنف الإسلام، الذي مثل نموذجاً للتعددية والتعايش على قاعدة العدل، والتسامح، والاحترام المتبادل.

تجلى التقارب الإسلامي المسيحي بأوسع صوره مع المشروع الصهيوني، مع زيادة العداء اليهودي للمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، فكان لوقوف المسلمين والمسيحيين معا أثر بالغ في تصليب المقاومة العربية، وتوعية الفلسطينيين بالخطر الصهيوني على فلسطين، والقدس خصوصا.

تكمن أهمية دراسة التعايش السلمي في بيت المقدس أنها تمثل أوضح مثال على التسامح، والتعايش، وقدمت نموذجاً حضارياً للتعايش بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية؛ ليكون مثالاً يقتفى، فهي دراسة ترد عن الإسلام التهم، التي وجهها له الغرب بالإرهاب، وسفك الدماء، ليست بعبارات عاطفية، ولكن بمنهجية علمية قدمت نموذجا واقعيا، ما زالت آثاره ملموسة في ركن من أركان المدينة المقدسة في التعايش والأخوة، فالنكبة الفلسطينية عام 1948م، كانت قاسما مشتركا عانى منها المسلم والمسيحي.

كشفت الدراسة عن حجم التعايش الإسلامي والمسيحي ومظاهره في بيت المقدس، وسلطت الضوء على المعاناة المشتركة للمسلمين والمسيحيين في المدينة، التي يتقاسمون فيها الحياة المشتركة، ومشتقاتها تحت الاحتلال، وعرض في دراسته الصورة المشرقة للتعايش الإسلامي والمسيحي في القدس بأبهى واقعها.

ناقش الكاتب في الفصل التمهيدي مبادئ التعايش السلمي في الإسلام، فقد وضع الدين الإسلامي مجموعة من القوانين؛ لضبط العلاقات بين المسلمين وأهل الكتاب، فلم يقبل من مسلم أن يتجاوز تلك القوانين التي خطها القرآن الكريم، وحددت السنة النبوية معالمها الدقيقة، فأدلة القرآن الكريم على التعايش عديدة "لا يناهكهم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم، وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" (سورة الممتحنة 8)، فالتعايش ينطلق من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية، وفيما يمس حياة الإنسان، وفق مبادئ كرامة الإنسان، والعدل ورفع الظلم، والحرية الدينية، فلم ينسب إلى النبي صلى الله وعليه وسلم أن حمل أحداً على اعتناق الإسلام.

حول المكانة الدينية لبيت المقدس عند المسلمين والمسيحيين جاء الفصل الأول، الذي تطرق فيه لفضائل بيت المقدس في الكتاب والسنة، وتضمن الاستراتيجية النبوية لتحرير بيت المقدس، وبيت المقدس في العهود الإسلامية المتعاقبة، ومن ثم تناول مكانتها عند المسيحيين، وعن تلك المكانة يقول الكاتب: "بيت المقدس وأكنافه هي أرض الطائفة الثابتة على الدين، حاضنة الخلافة آخر الزمان، ربط الإسلام المسلمين ببيت المقدس برباط وثيق، هو رباط العقيدة، فهو أوثق رباط وأقدسه، وبه لا يمكن لبيت المقدس أن تمحى من الذاكرة والوجدان الإسلامي، حتى وإن غيبها الاستعمار" (ص49)، إن الإسلام حينما جعل المسجد الأقصى ثالث المسجدين العظيمين في الإسلام، إنما أراد بذلك أن يقرر مبدأ مهم من مبادئه، وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم؛ فالقدس كانت أرض النبوات، والمسلمون أولى بأنبياء الله ورسله.

 

"لم يرق للاحتلال الإسرائيلي تصاعد الدور السياسي لبيت الشرق، الذي أصبح رمزاً فلسطينياً تزوره قناصل الدول وسفراؤها وزوار القدس، وبدأت بالتضييق عليه، إلى أن أغلقه 2001م، وصادرت ما فيه من وثائق ومستندات وأبحاث ودراسات".

 



أما عن مكانة القدس عند المسيحيين فيقول: "لم تكتسب القدس تلك القداسة عند المسيحيين؛ لاحتضانها المسيح ورسالته فحسب، بل لأنها أيضا تعد في نظرهم مركزاً للشفاء والبركة، فحسب الاعتقاد المسيحي يوجد في القدس بركة ينزل إليها ملاك فيحرك الماء، فمن نزلها أولا بعد تحريك الماء برأ من مرضه" (ص84).

تنقسم الطوائف المسيحية الرئيسة في القدس إلى الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، اللاتين، الأرمن، الأقباط، الأحباش الذين ينتمون للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والبروتستانت الذين وفدوا فلسطين مع ظهور حركة التبشير المسيحي عام1820م، ولم يكن هناك اعتراف رسمي بهم إلى أن حكم محمد علي بلاد الشام عام 1831م، فسمح لهم بممارسة نشاطهم التبشيري، عاشت تلك الطوائف متجاورة في القدس في الحارة الواحدة والكنيسة الواحدة، وكثيرا ما أثرت على علاقتهم مجموعة من العوامل السلبية والايجابية، سواء من حيث الانشقاقات الطائفية بينهم، أو الصراع على الأماكن المقدسة، والبحث عن الحقوق والامتيازات التي أوجدت العقلية الطائفية، التي بموجبها انغلقت كل طائفة على نفسها، باحثة عن مصالحها ولو على حساب الطوائف الأخرى(88 ـ 92).

ورصد الزعيم التعايش السلمي المجتمعي بين المسلمين والمسيحيين في بيت المقدس، في الفصل الثاني، والوجود الإسلامي المسيحي في بيت المقدس، والجمعيات والمؤسسات العاملة في بيت المقدس، ولعل أعظم دليل على التسامح، هو وجود (70) كنسية في البلدة القديمة مقابل (13) مسجداً، ثم أن الأحياء الإسلامية والمسيحية ليست مقصورة محصورة على أتباعها، بل إن هناك اختلاطا بين السكان المسلمين والمسيحيين، ولكن سُمي كل حي بما غلب عليه من السكان (ص118).

شكل بيت الشرق التمثيل الرئيس والوحيد للمؤسسات السياسية الفلسطينية، وكان يحظى باعتراف كل القوى الدولية التي لها علاقة بمفاوضات السلام، وعن نشاطه السياسي أشار "لم يرق للاحتلال الإسرائيلي تصاعد الدور السياسي لبيت الشرق، الذي أصبح رمزاً فلسطينياً تزوره قناصل الدول وسفراؤها وزوار القدس، وبدأت بالتضييق عليه، إلى أن أغلقه 2001م، وصادرت ما فيه من وثائق ومستندات وأبحاث ودراسات" (ص122).

أوضح الكاتب في الفصل الثالث، جهود مسلمي ومسيحيي القدس في التصدي للمشروع الصهيوني، والمواقف السياسية والدينية الدفاع عن عروبة فلسطين، النضال الإسلامي المسيحي لمقاومة الخطر الصهيوني في بيت المقدس.
 
مارست بريطانيا ضغوطا على المثقفين العرب؛ للتطبيع مع الصهاينة في ظل عدم شعور المسيحيين والمسلمين بالطمأنينة على مستقبلهم حسب ما جاء في تقرير الحاكم العسكري رونالد ستورز عام 1918م (ص158)، ورداً على تلك المحاولات في التطبيع، ورفض زرع بذور الفتنة والشقاق بين الطرفين، تم تأسيس الجمعية الإسلامية المسيحية في بيت المقدس عام 1918م، "التي تعد إحدى الظواهر المهمة التي برزت مع بداية النهضة القومية العربية الفلسطينية، فهي ظاهرة جديدة ومعاكسة لمقولة انعزال المسيحيين عن الحياة العامة" (ص159)، شكلت تلك الجمعيات بداية للتآخي والمحافظة على الأرض العربية، وبرز دور العلماء المسلمين، ورجال الدين المسيحي، في التصدي لخطر تسرب الأرض العربية لليهود.

كان لمسيحي فلسطين دورهم في ثورة عام 1936م، إذ أرسلت الطوائف المسيحية رسالة لمسيحي العالم، طالبوا فيها بإنقاذ القدس، وقد أظهرت الرسالة صورة مشرقة لإضراب عام1936م، فوصفته بأنه شامل لكل مرافق الحياة، واشترك فيه سكان المدن والقرى والبدو، والمسلمون والمسيحيون، والشيوخ والشباب وتلامذة المدراس"(180)، ويضيف الكاتب: إن نجاح الإضراب جاء ثمرة الانصياع التام لمطالب الثورة وتوجيهاتها، وهذا لم يكن، لولا الالتفاف الإسلامي والمسيحي على الحقوق المشتركة، والتوافق على التصدي للمشروع الصهيوني، اذن لم يكن قرار المواجهة حكراً على ديانة بعينها، أو حزب سياسي، أو جمعية ثقافية، وإنما كان قراراً وطنياً شارك فيه الجميع.

 

لعل أعظم دليل على التسامح، هو وجود (70) كنسية في البلدة القديمة مقابل (13) مسجداً، ثم أن الأحياء الإسلامية والمسيحية ليست مقصورة محصورة على أتباعها، بل إن هناك اختلاطا بين السكان المسلمين والمسيحيين، ولكن سُمي كل حي بما غلب عليه من السكان.

 



تحدث الكاتب بمرارة عن خذلان مسيحي العالم لمسيحي فلسطين ونداءاتهم بقوله: "عندما يتعارض الدين مع المصالح الاستعمارية للدول الغربية، فإن أحداً من أولئك لن يلتفت إلى الدين، ولن يهمهم ما يحدث لإخوانهم في الملة، فالقرار الغربي هو تعاون استراتيجي مع الحركة الصهيونية، بحيث يقدم الغرب المال والسلاح، للكيان الذي زرع في قلب الأمة العربية، بينما تتولى الدولة الجديدة منع قيام وحدة سياسية واقتصادية في العالم العربي، وليس مهما بعد ذلك إذا ما كانت هذه الدولة ستضطهد المسيحيين أم لا"، (ص186)

أما عن تأخر مشاركة المسيحين في انتفاضة عام 1987م، على الرغم من مشاركة المسيحيين في كافة مراحل الثورة، والنضال الفلسطيني، وشعورهم بالنبض العربي يقول: "أعتقد أن الشارع المسيحي كان بانتظار إشارة البدء من قيادته الدينية والسياسية، فلما جاءت الإشارة من الكنيسة الأولى في فلسطين، شارك المسيحيون رجالاً ونساء وبقوة، فعاد الزخم للمقاومة ضد الاحتلال بمشاركة مكون فاعل، وعادت العلاقات الإسلامية المسيحية؛ بإقامة الصلاة في كنيسة القيامة تضامنا مع المسلمين" (ص204).

تجلت أروع صور التضامن بين المسجد والكنيسة عام 1990م، حينما تم الاعتداء على بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، استولى 150مستوطناً على دار الضيافة التي تملكها كنيسة الروم الأرثوذكس (دير ماريو حنا المجاور لكنسية القيامة)، ورداً على ذلك الاعتداء أعلن رجال الدين المسيحيين إغلاق جميع الأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين لمدة يومين للمرة الأولى منذ ثمانية قرون، وتضامن معهم العلماء المسلمون بإغلاق المسجد الأقصى وقبة الصخرة" (ص207).

عديدة هي التحديات التي واجهت التعايش السلمي، وحاول الكاتب اقتفاؤها في الفصل الرابع، وأبرز تلك التحديات الهجرة المسيحية من القدس، وتناقص أعدادهم بسبب الإجراءات الإسرائيلية غير المباشرة، إلى جانب عمليات الطرد والتهجير والإبعاد المباشر، فقد عدد الذين تم تشريدهم عام 1948م، ما بين 40.000 -50.000 مسيحي، فالمخطط الإسرائيلي لتهويد القدس، وايجاد طابع يهودي فيها، هو التحدي الأكبر الذي يواجه المسيحيين، الذين لا تتعدى نسبتهم 2% من أهالي القدس، ولذلك طالتهم الاعتقالات ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، وتدني الأجور، والاعتداء على المقدسات، وإغلاق المؤسسات والتمييز العنصري" (ص212)، واستطرد الكاتب ذلك أيضاً بتعدد المرجعيات المسيحية، وضعفها، واهمال القيادات الروحية الغربية لواجباتها في تقوية انتماء المسيحيين للكنيسة الوطنية وارتباطها بها (ص213).

أما عن تسرب المقدسات المسيحية للاحتلال الإسرائيلي، التي ارتكبتها البطريركية الارثوذكسية عبر تأجير أوقافها لمدة طويلة وصلت لنحو 99عاماً، فيقول" خسرت الكنيسة الارثوذكسية مقبرتها، وأراضي دير مار سابا في بيت لحم، وأراضي جبل أبو غنيم في القدس، التي حولت إلى مستوطنة هارحوما، التي تفصل القدس عن بيت لحم" (ص215)، حتى أن مبنى الكنيست الإسرائيلي، أقيمت على أراضي رحافيا الواقعة غربي القدس بعد ان استأجرتها من الكنيسة الارثوذكسية، وأقيم عليها مقر رئيس دولة الاحتلال، واستباقا لانتهاء عقد التأجير طالب الصندوق القومي اليهودي، استأجرها لمدة 999 سنة، وقد أدرك المسلمون بأن ذلك التفريط والتنازل أراد منه الاحتلال تمزيق العلاقة بين الطرقين.

أما عن التحديات الخارجية التي تواجه التعايش الإسلامي المسيحي، فأهمها:

1 ـ المحاولات الإسرائيلية المستمرة الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، عبر سياسة التفريق بين أهل المدينة، عبر إثارة النعرات الدينية والاقتصادية.

2 ـ تهويد القدس ديمغرافياً عبر مجموعة من الإجراءات والسياسات التي اتبعها الاحتلال للسيطرة على القدس.

3 ـ غياب المرجعيات الدينية والسياسية، إذ عد الكاتب أن الراحل فيصل الحسيني آخر المرجعيات السياسية الرمزية في القدس، وكذلك إبعاد الشيخ الرائد صلاح عن القدس، وملاحقة المطران عطالله حنا رئيس الطائفة الدينية الأرثوذكسية، وفقدان مرجعية دينية مسيحية موحدة فهناك مرجعيات دينية كل منها محسوبة على بلد ما، كل هذا الشتات أدى إلى ضياع المواقف والجهود التي تواجه المخططات الإسرائيلية .

4 ـ تعاني القدس من تدخل الدول والمؤسسات الغربية في شؤونها الداخلية تحت عناوين اقتصادية وثقافية وادارية وسياسية، التي تؤثر غالبا على طبيعة العلاقة مع المسلمين" عندما يأتي الدعم الأوروبي الكبير للقدس، يكون حصريا للمسيحيين، ومع أن مسيحي القدس يرغبون في حصول المسلمين على جزء من هذه المساعدات، ولكن ذلك مستحيل في عرف هذه المؤسسات" (ص225)، على أن هناك مؤسسات مسيحية لا تمارس سياسة التحيز، منها مؤسسة اتحاد الشبيبة المسيحية، التي تنفذ مشاريع مدعومة أوروبيا.

تعد أكبر كنيسة القيامة الشاهد الأكبر على أثار التعايش السلمي "ارتضى المسلمون والمسيحيون أن تكون مفاتيح كنيسة القيامة، مؤتمنة منذ أجيال عديدة بيد عائلتين مسلمتين هما: نسيبة وجودة، وذلك بناء على طلب جميع الطوائف المسيحية" (ص229)، وتاريخيا ً يعود ذلك ان صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من براثن الصليبيين وجد صراعا بين الطوائف المسيحية ، فقرر أن يكون المفتاح مع عائلة مسلمة عريقة من عائلات القدس.

على صعيد التعايش الاجتماعي، لا يستطيع الزائر لحارة النصارى في القدس، التفريق بين المسيحي والمسلم في العادات والتقاليد أو في الحياة العامة بل أنه يصعب التمييز بين المسلم والمسيحي حتى في الأسماء فهناك مسيحيين أسماءهم مثل: عمر، وخالد، وطارق (ص220).

 

"ارتضى المسلمون والمسيحيون أن تكون مفاتيح كنيسة القيامة، مؤتمنة منذ أجيال عديدة بيد عائلتين مسلمتين هما: نسيبة وجودة، وذلك بناء على طلب جميع الطوائف المسيحية".

 



أنهى الكاتب دراسته بأهمية التعايش الإسلامي المسيحي في بيت المقدس، هو خيار استراتيجي، عند القاعدة الشعبية، والنخب الفكرية، لا يمكن التفريط به، أو العدول عنه، وذلك ما أنتجه التراث الحضاري العربي، المستمد من القرآن الكريم، والسنة النبوية، والكتاب المقدس، وأكد أن فلسفة التعايش، تقوم على ثلاثة عوامل هي: الديني بالإحسان إلى أهل الكتاب، والتاريخي المتمثل في وجود العهد العمرية، والنضال المشترك.. ثم إن هناك ضرورة ملحة اليوم للحد من هجرة الشباب المقدسي، ووقف النزيف الديموغرافي العربي الذي تعانيه القدس، وإبقاء حالة التواصل بين المسلمين والمسيحيين على المستوى الشعبي والقيادي، وبحث سبل مواجهة الإجراءات الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة.