قضايا وآراء

هل تكسر روسيا الحصار البحري على قطاع غزة؟

1300x600

كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا عن وجود مرتزقة إسرائيليين في صفوف كتيبة آزوف النازية؛ ففي حوار مع إذاعة "سبوتنيك" يوم أمس الأربعاء قالت: "ثمة الآن مرتزقة إسرائيليون في أوكرانيا يخوضون القتال جنبا لجنب مع عناصر آزوف".

التصعيد والمواجهة الإعلامية بين موسكو والكيان الإسرائيلي بلغت مستوى غير مسبوق بعد أن هاجم وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد نظيره الروسي سيرغي لافروف؛ الذي علق على الأصول اليهودية للرئيس الأوكراني فولويدمير زيلينسكي بالقول: إن هتلر كان على الأرجح يملك أصولا يهودية؛ وأن أشد داعمي النازية في الحرب العالمية الثانية كانوا من اليهود.

استياء لبيد من تصريحات لافروف وتشكيكه بالرواية والقرءاة التاريخية التي قدمها لافروف حول علاقة النازيين باليهود؛ دفعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا لإعادة تأكيدها في بيان رسمي الثلاثاء الموافق الـ 3 أيار/ مايو الحالي؛ بتقديم أدلة ونماذج لهذه الحقيقة إذ قالت إنه "في بولندا ودول أخرى في أوروبا الشرقية، عين الألمان الصناعيين اليهود كرؤساء للأحياء اليهودية (ghetto) والمجالس اليهودية، وبعضهم يُذكر بأعمالهم الوحشية للغاية".

التراشق الدبلوماسي الروسي ـ الإسرائيلي الذي تبع تصويت الكيان الإسرائيلي على تجميد عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف واتهام وزير خارجية الاحتلال لبيد روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا؛ تبعه انعطافة ميدانية حادة بانضمام عضو آخر في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي ممثلا بوزير الحرب بيني غانتس الذي أعلن عن تزويد أوكرانيا بخوذ حربية وسترات واقية.

خطوات إسرائيلية ترجمت بمشاركة الجنرال درور شالوم رئيس الشعبة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الإسرائيلية في اجتماع قاعدة رامشتاين الجوية بالقرب من برلين لمناقشة سبل تسليح أوكرانيا إلى جانب أربعين دولة أخرى؛ ورغم غياب وزير الحرب غانتس ورئيس أركان الاحتلال أفيف كوخافي بسبب التوترات في القدس والأراضي الفلسطينية والاحتفالات اليهودية بالهولوكوست إلا أن المشاركة الإسرائيلية مثلت نهاية فعلية لحالة الحياد الإسرائيلي والتموضع الإيجابي الذي قدم الكيان نفسه كوسيط بين أوكرانيا وروسيا.

 

روسيا في العهد السوفييتي أرسلت قطعا حربية وشحنات أسلحة إلى منظمة التحرير الفلسطينية في ذروة الحصار الإسرائيلي لبيروت ولم يتمكن الكيان الإسرائيلي من فعل شيء في حينها ولا يتوقع أن تفعل في حال قررت موسكو الرد على جهود الكيان الإسرائيلي الدبلوماسية والعسكرية لدعم زيلنسكي بكسر الحصار البحري على قطاع غزة.

 



التموضع الإسرائيلي الجديد؛ دفع لافروف وزير الخارجية الروسي إلى اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي كنموذج لازدواجية المعايير في أوروبا وأمريكا من خلال مقارنة الموقف الغربي من الأزمة الأوكرانية بالموقف من الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ طرح لافروف المعايير المزدوجة في مفارقة مضحكة تحدث فيها لشبكة سكاي نيوز عن تجاهل الغرب للاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات على مدى أكثر من 70 سنة مقابل استنفار وانخراط مباشر في الحرب الأوكرانية عبر العقوبات على روسيا والتسليح لأوكرانيا.

التراشق الإعلامي والدبلوماسي بين الخارجية الروسية والإسرائيلية لم يطور فعلا روسيا ماديا ملموسا على الأرض يوازي المشاركة الإسرائيلية في اجتماع قاعدة رامشتياين ومشاركة مرتزقة إسرائيليين في العمليات العسكرية؛ قرغم القلق الذي أظهرته الخارجية الروسية من التوتر والتصعيد في القدس رمضان المنصرم ؛ إلا أنها لم تتخذ إجراءات عسكرية مضادة بعد؛ كتقديم السلاح أو التدريب لفصائل المقاومة الفلسطينية.

ردود الفعل الروسية قابلة للتطور بعد أن وجهت الخارجية الروسية دعوة لنائب رئيس "حماس" في الخارج موسى أبو مرزوق لزيارة موسكو ليصل مساء الثلاثاء وبرفقته القيادي يحيى حماد وحسام بدران؛ دعوة جاءت بعد أيام قليلة من خطاب  قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار في اجتماع موسع مع قيادات فلسطينية في قطاع غزة ألمح فيه إلى وجود جهود واستعدادات لكسر الحصار على قطاع غزة عبر قوافل بحرية وبشراكة مع دول.

هل نشهد رسو قطع حربية روسية بالقرب من شواطئ قطاع غزة ووصول شحنات تجارية إلى ميناء غزة  ترفع العلم الروسي والايراني والفنزويلي؟
 
ختاما.. من غير المستبعد أن يتطور الموقف الروسي الدبلوماسي تجاه التموضع الإسرائيلي الجديد من الأزمة الأوكرانية؛ فروسيا في العهد السوفييتي أرسلت قطعا حربية وشحنات أسلحة إلى منظمة التحرير الفلسطينية في ذروة الحصار الإسرائيلي لبيروت ولم يتمكن الكيان الإسرائيلي من فعل شيء في حينها ولا يتوقع أن تفعل في حال قررت موسكو الرد على جهود الكيان الإسرائيلي الدبلوماسية والعسكرية لدعم زيلينسكي بكسر الحصار البحري على قطاع غزة.
 
hazem ayyad
@hma36