تعهد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بإحلال السلام
والتنمية في جامو وكشمير، وذلك في اليوم الأول من أول زيارة علنية يقوم بها لهذه
المنطقة المتنازع عليها منذ حملة نيودلهي الأمنية الواسعة في الشطر الهندي قبل
أكثر من عامين.
واتُّخذت إجراءات أمنية مشددة لزيارة مودي قرية بالّي في
جامو، الجزء الجنوبي من الولاية ذي الأغلبية الهندوسية، والذي رحّب بإدخال نيودلهي
الحكم المباشر كحصن ضد الحركة الانفصالية في كشمير.
ولدى افتتاحه مشاريع جديدة لإنشاء طرق وتطوير الطاقة
الكهرومائية، قال مودي أمام حشد يضم آلاف الأشخاص، إن حكومته وضعت المنطقة
المضطربة على طريق الازدهار.
وأضاف مودي: "أريد أن أقول لشباب الوادي إنهم لن
يضطروا لمواجهة الصعوبات والمحن التي كان على آبائهم وأجدادهم التعامل معها".
وتسعى حكومة مودي القومية الهندوسية إلى قمع تمرد مستمر
منذ عقود في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وتعزيز سيطرتها على المنطقة ذات
الأغلبية المسلمة، والتي تطالب بها باكستان المجاورة.
وألغت نيودلهي الحكم الذاتي المحدود للمنطقة في العام
2019، وأوقفت آلاف الأشخاص، وفرضت أطول حظر على الإنترنت في العالم امتد نحو ستة
أشهر، في محاولة لإحباط المعارضة المحلية لهذه الخطوة.
اقرأ أيضا: لوموند: تصاعد العنف ضد مسلمي الهند بتواطؤ حكومي
وتزامن الحدث الأحد مع يوم بانشاياتي راج الوطني، وهو نظام
سياسي نشأ من شبه القارة الهندية، رغم أن كشمير من دون حكومة إقليمية منتخبة منذ
العام 2018.
وكان آخر رئيس للوزراء أوقف خلال الحملة الأمنية، ولم
يُفرج عنه إلا بعد أكثر من عام.
وتقول حكومة مودي إن قرارها إنهاء الحكم الذاتي المحدود
لكشمير يهدف إلى تعزيز سلام دائم وجلب الاستثمار إلى المنطقة المضطربة، حيث قتل
عشرات الآلاف من الأشخاص على مر السنين.
واليوم أصبح هذا الجزء الأكثر "عسكرة" من
الهند، حيث ينتشر أكثر من نصف مليون جندي وقوات شبه عسكرية في كل أنحاء المنطقة.
وتقول الشرطة إن العنف تراجع منذ الإصلاح الشامل لوضع
كشمير في العام 2019. لكن قتل مذاك نحو ألف شخص، من بينهم جنود ومسلحون ومدنيون،
وما زال الشباب ينضمون إلى جماعات متمردة تحارب الحكم الهندي لكشمير منذ أكثر من
ثلاثة عقود.
وفي حادث عنف غير معتاد في جامو، هاجم مسلّحون، الجمعة، حافلة لقوات الأمن بقنابل يدوية في سونجوان، في المنطقة المجاورة للموقع الذي
يزوره مودي، وقتل شرطي هندي واثنان من المتمردين في تبادل إطلاق نار أعقب ذلك، وفق
"فرانس برس".