صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي يفضل عدم الانجرار لمواجهة غزة وتوتير الضفة

لا يمكن للفلسطينيين أن يسلموا بأن الوضع القائم هو الوضع الدائم- وفا

أكدت صحيفة إسرائيلية، أن مصلحة "إسرائيل" أمام حالة التوتر التي تسود الأراضي الفلسطينية وخاصة مدينة القدس المحتلة، تقتضي عدم الانجرار لمواجهة جديدة مع قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما، أو زيادة التوتر في الضفة الغربية المحتلة. 
 
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، أن "التوتر الأمني الحالي لا يختلف كثيرا عن ذاك الذي شهدناه عشية العدوان على غزة العام الماضي، ولا يختلف عن عشرات الفترات المشابهة، بينما في جبهات أخرى –لبنان وسوريا – يوجد وضع يتيح الاستقرار، وأما الوضع في الساحة الفلسطينية فلا يحتمل الهدوء". 
 
وأضافت: "من جهة لا يمكن الوصول لاتفاق نهائي حسب مبدأ الدولتين، ومن جهة أخرى، لا يمكن للفلسطينيين، في غزة وفي الضفة الغربية وكذا في القدس، أن يسلموا بأن الوضع القائم هو الوضع الدائم، وفي هذه الظروف من الصواب القيام بأمرين: الأول، فحص حلول محتملة أخرى للنزاع وألا نكون مهووسين بالحل الوحيد الذي يعرض منذ 1993، والثاني وهو الملموس أكثر؛ هو إدارة النزاع". 
  
ورأت أن "السياسة الإسرائيلية الحالية، التي تسمح بارتفاع مضبوط في عدد العمال من غزة، وتشجيع مشاريع بنى تحتية في القطاع، هي خطوة صحيحة، والأمر يستوجب أيضا مفاوضات جارية مع الحكم في غزة، ولا يمكن استنفاد مصلحتنا، التي هي هدوء أمني بلا ثمن، والثمن؛ الاعتراف بحكم الأمر الواقع في غزة، هو أمر مجد".

 

اقرأ أيضا: صحفي إسرائيلي يكشف فحوى رسائل نقلها 4 وسطاء لحماس
 

وأما الأمر الثاني بحسب "يديعوت"، هو "فهم المصلحة الأردنية، وهي استمرار التعاون الأمني مع إسرائيل، وفي نفس الوقت تهدئة الشارع في الضفة الغربية وفي عمان ومنع إعلانات مناهضة لإسرائيل، وهذا هو الشكل القائم منذ 28 عاما". 
 
وتابعت: "المصلحة الثالثة؛ هي مصلحة فلسطينية، أردنية، سعودية، تركية بل وإماراتية، وهي أن تتخذ وتبرز كمن تحمي المسجد الأقصى، وفي هذا الموضوع يمكن لإسرائيل أن تفعل أكثر؛ بالطبع لا تتنازل للنشطاء الفلسطينيين، بل أن تفعل ما هو متوقع منها ظاهرا، وهو الحفاظ على الوضع الراهن، ولكن ما هو الوضع الراهن؟ ولسحب البساط ولو جزئيا من تحت كل المتحمسين ضدنا، وكان ينبغي لنا أن نفعل قبل أسبوع أمرا بسيطا؛ كان ينبغي لرئيس الوزراء نفتالي بينيت أن يخطب بالإنجليزية، ويقول إن إسرائيل ملتزمة بالوضع الراهن، ويفصل معناه؛ ما هو مسموح عمله وما هو متفق على أنه ممنوع، فقول واضح كهذا مسبقا، كان سيوفر الحاجة للشرح الآن". 
 
ولفتت "يديعوت" إلى أن "أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، تعرف كيف تحتوي أعمالا عسكرية إسرائيلية، طالما كانت مركزة نسبيا وطالما كان عدد القتلى متدنيا، وهذه مصلحة رابعة". 
 
وذكرت أنه "من السهل أن يغرينا اتخاذ خطوات قوية أكثر، صهيونية أكثر، ولكن إذا كانت الغاية هي مواصلة "إدارة النزاع" فمن الصواب إجراء تمييز واضح بين المصالح الإسرائيلية الحقيقية وبين الأفعال التي ثمنها أكبر من نفعها، ومن السهل جدا السقوط عن الكرة؛ سواء نحو حرب أخرى في غزة أو إلى مواجهات في الضفة، لكن الحكمة هي الامتناع عن ذلك".