تحدث دبلوماسي إسرائيلي عن العلاقات
الهامة والمتشعبة للاحتلال الإسرائيلي مع الصين، والتي تتزامن مع حالة التوتر
المتصاعد بين واشنطن وبيجين، وهنا على "تل أبيب" أن تختار الطرف الذي
ينبغي أن تكون معه.
ونبه السفير الإسرائيلي الأسبق في
الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أن
"العلاقات الاقتصادية وغيرها، بما في ذلك في مجال الإنتاج الأمني، بين الصين
وإسرائيل، تطورت بسرعة بعد إقامة علاقات دبلوماسية بينهما".
وأوضح أن "حجم التجارة بين
الطرفين يتراوح في السنوات الأخيرة بين 12 وحتى 15 مليار دولار في السنة، ما جعل
الصين الشريك التجاري الثالث في حجمه لإسرائيل، بعد أوروبا وأمريكا".
ونوه السفير إلى أنه "بسبب حساسية
الموضوع، لا تشاع كل غياهب أوجه التعاون الأمني، ومرت في ارتفاعات وهبوطات، وذلك
ضمن أمور أخرى كنتيجة للتدخل الأمريكي، وفي عام 2000 أدى ضغط أمريكي إلى إلغاء
صفقة كبرى لتصدير طائرات إلى الصين، وكانت هناك حالات أخرى".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: صلاة اليهود في الأقصى ستشعل المنطقة
وقال: "صحيح أن إسرائيل حرصت دوما
على منع انتقال المعلومات أو العناصر الأمريكية للصين، ولكن هذا لم يمنع محافل
أمريكية ذات مصلحة وغيرها على أن تنشر أحيانا معلومات كاذبة في هذا الشأن".
وسبق أن اتهم تقرير لـ"واشنطن
تايمز" عام 1992، "إسرائيل، وبخلاف تعهدات صريحة للولايات المتحدة، أنها
نقلت إلى الصين تكنولوجيا حساسة لصواريخ "باتريوت" بل وحتى صاروخا كاملا"، استنادا إلى "مصادر استخبارية أمريكية".
كما تحدث موظفون في وزارة الخارجية
والدفاع طلب منهم التعقيب على الاتهامات، وأكدوا في محادثات خلفية أن "الاتهامات
جدية".
كما اتهمت "وول ستريت
جورنال"، "إسرائيل بنقل تكنولوجيا عسكرية أمريكية إلى الصين ودول أخرى،
والأكثر خطورة، في الكونغرس أيضا تعجبوا ونقل الموضوع إلى تحقيق مراقب الدولة
الأمريكي".
ولفت شوفال، إلى أن "المحاكم
المسؤولة في إسرائيل، أعلنت أن هذه الاتهامات عديمة الأساس، ولكن الناطقين بلسان
الإدارة رفضوا النفي المطلق للاتهامات، وفقط بعد أن طلبت من نائب وزير الخارجية
الأسبق لورانس ايغلبرغر نشر نفي رسمي، شطب الموضوع عن جدول الأعمال".
ورغم هذا الواقع، أكد أن
"العلاقات الاقتصادية وغيرها بين إسرائيل والصين واصلت التطور، واستثمرت
شركات صينية في مجالات بنى تحتية وتكنولوجيا مختلفة، وهي تحتل مكانة هامة في توسيع
وإدارة موانئ إسرائيلية".
ونبه أن "ميل التسلل لا يتلخص فقط
في الأهداف المادية، كما يمكن لنا أن نعرف أن فرعا من جامعة صينية يوشك على العمل في
إسرائيل ابتداء من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، برئاسة اللواء احتياط متان
فيلنائي، سفير إسرائيل السابق في الصين، وسيعلم الفرع الصينية وسيجري لطلابه
زيارات تعليمية في الصين، ويبدو هذا بريئا، ولكن مؤسسات من هذا النوع لدول شمولية
تستهدف ضمن أمور أخرى نشر الدعاية الخفية والتأثير السياسي والثقافي".
من ناحية الصين، بحسب السفير،
"هذه الاستثمارات والنشاطات تشكل جزءاً من مبادرة "الحزام والطريق"
التي تدمج أهدافا اقتصادية وجغرافية استراتيجية، وإذا كانت علاقات القرب بين
إسرائيل والصين أثارت استياء واشنطن في الماضي، فالموضوع أصبح الآن أكثر حرجا في
ضوء التوتر العالمي الآخذ في الاحتدام بين أمريكا والصين".
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي
السابق دونالد ترامب، "سبق وحذرت تل أبيب من تعميق العلاقات مع الصين، ولكن
في إدارة بايدن تحولت المواجهة متعددة الأبعاد مع الصين إلى الموضوع المركزي في
سياستها الخارجية"، منوها أنه "في تموز/يوليو الماضي اتهمت واشنطن بشكل
رسمي وزارة الأمن الداخلي الصينية بهجوم ساير على شركة "مايكروسوفت"،
ووصفت نشاطات الصين بأنها تهديد حقيقي على أمن أمريكا وحلفائها".
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي لورد أوستن،
أن "بيجين هي التحدي الأكبر للولايات المتحدة، والرئيس نفسه في لقاءاته مع
زعماء أوروبا دعا إلى إقامة جبهة موحدة في مواجهة الميول الصينية".
ونقل شوفال عن الخبير في شؤون الصين
راش دوشي، وهو أحد مستشاري بايدن السياسيين، ما ذكره في كتابه الجديد "لعبة
للمدى البعيد"، أن "هدف الصين، هو الوصول إلى تفوق عالمي تام على أمريكا
في الثلاثين سنة القادمة".
وبين السفير الإسرائيلي، أن "تقدير دوشي لا يتفق معه الجميع، ولكن طالما بقي هذا هو الخط الذي يوجه
السياسة الخارجية الأمريكية، فإسرائيل ورغم علاقاتها الهامة مع الصين، لا يمكنها
أن تتجاهل ذلك، مع الأخذ بالاعتبار أن أمريكا هي الحليف الاستراتيجي الرئيس، ونصف
اليهود يعيشون هناك".
وخلص إلى أنه "بكل تأكيد هناك رغبة
إسرائيلية في "شاو مين" (الصين) و"هامبرغر" (أمريكا)، ولكن
إذا وضعت أمام الاختيار، سيتعين على إسرائيل أن تختار الهامبرغر؛ أي أمريكا".
هآرتس: قراصنة صينيون يهاجمون عشرات الشركات الإسرائيلية
كاتب: عداء متزايد لإسرائيل في أوساط يهود أمريكا
كاتب إسرائيلي يقترح "خارطة طريق" لإنهاء احتلال الضفة