صحافة دولية

MEE: قلق لدى مصريين بأمريكا من جرأة السيسي وتردد بايدن

سجلت مبادرة الحرية في بداية هذا العام أن ذراع القاهرة القمعي وصل إلى الولايات المتحدة- جيتي

تحدث موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن مخاوف المصريين في أمريكا من حملة نظام عبد الفتاح السيسي ضدهم، وهم في الخارج.

 

وفي تقرير ترجمته "عربي21"، سلط الموقع الضوء على تواصل انتهاكات نظام السيسي بدون حسيب أو رقيب.

 

وتفاقم القلق بعد أن سأل مدير المخابرات المصرية في زيارة لواشنطن مشرعين في الكونغرس عن سبب عدم اعتقال السلطات ناشطا مصريا أفرجت عنه القاهرة بعدما تخلى عن جنسيته المصرية.


وقال ناشطون وأنصار حقوق الإنسان وأكاديميون إن عدم تحرك إدارة جو بايدن في وجه حملة القمع المصرية ضد المعارضين في الخارج زادت من أجواء الخوف بين الناشطين وعائلاتهم.

 

وأشار التقرير إلى مطالبة مدير المخابرات عباس كامل أثناء زيارته لواشنطن، حسبما نشر موقع "بوليتكو"؛ السلطات الأمريكية باعتقال الناشط محمد سلطان، الذي أفرج عنه عام 2015.

 

واعتقل سلطان في 2013 وبعد فترة قصيرة من الانقلاب الذي قام به الجيش وأطاح بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب.

 

وقضى المتخرج من جامعة ولاية أوهايو عامين تقريبا في السجن، منها 490 يوما مضربا عن الطعام. وكان احتجاجه مدعاة للاهتمام العالمي وأضاف ضغوطا على إدارة الرئيس باراك أوباما لزيادة الجهود والعمل للإفراج عنه.

 

وسأل كامل المشرعين في الشهر الماضي عن السبب الذي لا يزال لأجله سلطان "حرا طليقا" مع أن الولايات المتحدة وعدت باعتقاله حال وصوله أراضيها وقضاء بقية الحكم الصادر عليه، وهو السجن مدى الحياة في سجن أمريكي.


واعترف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بأن كامل قدم رسالة قال إنها تثبت الاتفاق لكنه أكد أن البيت الأبيض لم يعلق على قانونيتها.

 

ويرى التقرير أن تعليقات كامل وغياب الرد من إدارة بايدن أثارا القلق بين المصريين المقيمين في أمريكا، الذين يخشون من ضوء أخضر فعلي للسيسي لمواصلة حملة القمع لمعارضيه في الخارج.

 

وعبر سلطان في سلسلة من التغريدات عن دهشته من كونه أولوية في برنامج كامل الدبلوماسي الذي ضم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومشكلة سد النهضة والانتخابات الليبية.

 

وينقل التقرير عن عامر العفيفي، نائب مدير "مبادرة الحرية" قوله إن قائمة المناقشات مع المشرعين الأمريكيين كشفت أن "ما يحدث للمنفيين يتم التفكير به ويأتي من الهيئات العليا".

 

واعتبر عفيفي أن استهداف سلطان وهو مواطن أمريكي يشير "لتدخل مباشر في السيادة الأمريكية.. وهو أمر نتوقع من حكومتنا رفضه.. ولو لم يتم التعامل مع هذه الخطوة بجدية وكتصعيد من المصريين، فعندها سيرون أنه ضوء أخضر لمواصلة جهودهم".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل كافأ بايدن السيسي وتخلى عن حقوق الإنسان بمصر

 

ومنذ وصوله للسلطة اعتقل نظام السيسي حوالي 60 ألف شخص حسب منظمات حقوق الإنسان. وشملت الملاحقات عائلات المواطنين المعارضين الأمريكيين، وتم اعتقال مجموعة من أقارب سلطان قبل عدة أشهر.

 

وقالت رشا الرضوي، الناشطة المقيمة في الولايات المتحدة "لا نزال غير آمنين" و"أشعر بالخوف للذهاب إلى السفارة أو عمل أي شيء. ونحن لسنا في السجن بل وخارج مصر، لكنهم يواصلون ملاحقتنا" و"أحلم كل يوم أن النظام في مصر سيأتي إلى البيت ويعتقلني".

 

وسجلت مبادرة الحرية في بداية هذا العام أن ذراع القاهرة القمعي وصل إلى الولايات المتحدة، وأشارت إلى حالات من المواطنين الأمريكيين وحملة التأشيرات والمقيمين الدائمين تعرضت فيها عائلاتهم بمصر للاعتقال، كأسلوب ضغط عليهم للعودة واعتقالهم.

 

وقال فيليب ناصيف، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفرع منظمة أمنستي في الولايات المتحدة: "طالما لم تكن هناك محاسبة على التحرش والاستفزاز التي عانى منها الناشطون في مصر وعائلاتهم في الخارج أو هؤلاء الناشطون في الخارج، فسيتواصل السلوك".

 

وأضاف: "أخشى على أمن بعض هؤلاء الناشطين، سواء كانوا مواطنين أمريكيين أم غير ذلك، ويعيشون خارج الحدود المصرية، بناء على هذا السلوك الذي تقوم به مصر".

 

وقال رائد جرار، المدير في منظمة "الديمقراطية في العالم العربي الآن" (داون) إن واحدا من الأسباب وراء زيادة حملة القمع المصرية العابرة للحدود هو غياب الرد الأمريكي.

 

مضيفا أن "نظام السيسي يعتقد أن هناك مكانا يمكنهم الضغط فيه على الولايات المتحدة لسجن الناشطين السياسيين لأنه ترك بدون محاسبة".

 

وقال: "لو دفع النظام المصري الثمن على انتهاكات حقوق الإنسان هذه، فلن يشعر بالجرأة ويرسل رئيس مخابراته إلى الولايات المتحدة يحمل طلبا سخيفا مثل هذا".

 

وركزت إدارة بايدن الذي تعهد في الحملات الإنتخابية بوقف "الشيكات المفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل" على انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

 

وأكد تقرير وزارة الخارجية عن حقوق الإنسان أن مصر مذنبة في عمليات القتل خارج القانون والتغييب القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي والإنتقام السياسي ضد أفراد خارج البلاد.

 

لكن واشنطن لم تترجم هذا النقد إلى فعل ملموس يؤدي لوقف الانتهاكات. فعندما خرجت الأنباء في شباط/فبراير عن اعتقال أفراد من عائلة سلطان أقرت الولايات المتحدة صفقة سلاح لمصر بقيمة 200 مليون دولار.

 

وقال علي حسين مهدي، الناشط المصري في أمريكا: "خيب جو بايدن أملنا". واعتقل أفراد من عائلة مهدي في مصر بداية هذا العام، للضغط عليه بسبب مجموعة من أشرطة الفيديو التي وضعها على يوتيوب وكشف فيها عن انتهاكات لحقوق الإنسان.

 

وقال إن إدارة بايدن لا تزال "قريبة من السيسي وتبيعه أسلحة ولم تفرض عليه عقوبات" خلافا لما قالته في السابق.

 

وقالت إليسا ابستين المحامية في "هيومان رايتس ووتش" إن الطلب الذي حمله مدير المخابرات المصرية يعني أن إدارة بايدن بحاجة "لوضع حقوق الإنسان وبقوة في مركز سياستها تجاه مصر.. ومهما كان خطاب الإدارة عن حقوق الإنسان، فهو لا يعني شيئا للمسؤولين المصريين".