قال الصحفي البريطاني المقيم في الناصرة جوناثان كوك إن حملة زعيم العمال الجديد كير ستارمر ضد تيار اليسار في حزبه وعزله مسؤولة بتهمة "معاداة السامية"، هي إشارة إلى أن "إسرائيل آمنة" في ظله، ومحاولة لإسكات النقد ضدها، في وقت تعمل فيه على ضم الضفة الغربية ووادي الأردن.
وقال كوك في مقال نشره
بموقع "ميدل ايست آي" البريطاني وترجمته "عربي21"، إن عزل وزيرة التعليم في حكومة الظل العمالية
ريبيكا لونغ- بيلي بسببها نشرها عبر تويتر مقالة احتوت على نظرية مؤامرة فيها
"معاداة للسامية"، كانت بمثابة تحرك قتل فيه ستارمر ثلاثة عصافير بحجر واحد.
وبحسب الموقع، العصفور الأول
أن المقال أعطاه مبررا لكي يخلص نفسه من آخر المؤثرين في تيار الوسط وزعيمه السابق
جيرمي كوربن، وكانت لونغ- بيلي المنافسة لستارمر في انتخابات حزب العمال، ولم يكن أمامه
فرصة إلا شملها في حكومة المقاعد الأولى، وسيتنفس ستارمر الصعداء عندما يقرأ مظاهر
الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب عزل لونغ- بيلي وتهديدات اليسار الاستقالة
من الحزب.
ولفت إلى أن العصفور الثاني،
يتمثل في إثبات ستارمر أنه رجل في يد اليمين داخل العمال الذي عمل جهده لتدمير جيرمي
كوربن من الداخل، كما كشف التقرير الداخلي في تفاصيله المؤلمة، ورغم ما جاء في التقرير
من أن اليمين داخل الحزب خرب انتخابات عام 2017 لكي يمنع كوربن من الوصول إلى رئاسة
الوزراء، قرر ستارمر دفنه، وكذا لم تهتم به الصحافة البريطانية.
وتابع: "سيحاول ستارمر
إثبات أنه قادر على حرف مسار الحزب وأنه حزب يوثق به لتولي حكومة نيوليبرالية، وهو
يريد إظهار أنه جوزيف بايدن العمال لا بيرني ساندرز، ومن هنا فستبدو الفترة الستارمرية
مثل مرحلة البليرية، نسبة إلى توني بلير".
اقرأ أيضا: الغارديان: لهذه الأسباب خسر "العمال" البريطاني الانتخابات
أما العصفور الثالث الذي قتله
ستارمر، فهو عقده السلام مع اللوبي المؤيد لإسرائيل، بعد معركته الطويلة لتشويه سلفه
كوربن ووصمه بمعاداة السامية.
ويقول الكاتب إن المقال الذي
اعتبره ستارمر مضرا ومعاد للسامية كان يتحدث عن دور إسرائيل المثير للجدل في تدريب
الشرطة الأمريكية وعسكرتها ولم يذكر اليهود بالاسم، ومن خلال تفسيره الضيق لمعنى معاداة
السامية تظاهر ستارمر أنه لن يتسامح مع معاداة السامية داخل الحزب، لكنه في الحقيقة
كان يرسل إشارة أنه لن يتسامح مع أي أحد يغضب إسرائيل وبالضرورة الحكومة الإسرائيلية.
وفي شباط/ فبراير احتفلت راشيل
ريفز، النائبة من تيار اليمين في العمال بنانسي أستور، وهي أول امرأة بريطانية تنتخب
للبرلمان وتعرف بكراهيتها لليهود ودعمها لهتلر، ولم يزعج هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل
أو يثبط من عزيمة ستارمر بشمل ريفز في حكومة الظل بعد ذلك بأسابيع، وفق الكاتب.
ويرى الكاتب أن التحرك ضد لونغ-
بيلي كان ملحا، خاصة أن الباب سيفتح هذا الأسبوع لحكومة بنيامين نتنياهو لضم مناطق
واسعة من الضفة الغربية، في خرق للقانون الدولي وبموافقة من خطة سلام دونالد ترامب،
منوها إلى أن كوربن انضم إلى 140 نائبا أرسلوا الشهر الماضي رسالة إلى رئيس
الوزراء البريطاني يحثونه على اتخاذ مواق متشددة بحال مضت إسرائيل بخطة الضم.
وأشار إلى أن ستامر عبر عن
قلقه، متجاهلا الخرق الصارخ للقانون الدولي، الذي يشتمل عليه الضم أو أثره على
الفلسطينيين، معتبرا أن كلامه جاء ضعيفا حينما قال: "لا أوافق على الضم ولا
أعتقد أنه جيد لأمن المنطقة".
اقرأ أيضا: موقع: جونسون أضاع فرصة بغيابه عن تهنئة المسلمين بالعيد
وأكد الكاتب أن "ستارمر
يبدو أنه لا نية لديه للقيام بعمل أكثر من فرك يديه، لأنه يعرف أن اللوبي الإسرائيلي
بمن فيه جماعات الدفاع عن إسرائيل داخل حزبه، مثل أصدقاء إسرائيل في حزب العمال، سيتحركون
ضده بسرعة كما فعلوا مع كوربن".
ويعتقد كوك أن عزل لونغ- بيلي
أعطى اللوبي الإسرائيلي ضحية وأزاح في الوقت نفسه صوتا صريحا ضد الحكومة الإسرائيلية
وقضية الضم، من حكومة الظل التي يترأسها، وهي رسالة واضحة لبقية أعضاء حكومة الظل الحذر،
وكان واضحا أنه لن يسمح لأحد بتجاوز الخط.
وأفاد الكاتب بأن
"ستامر واللوبي الإسرائيلي قررا تعليق لونغ- بيلي من خلال مقابلة بيك، بسبب
ما قالته دون دليل من أن إسرائيل درست شرطة مينيابوليس طريقة الجثو على رقاب
المعتقلين، خاصة جورج فلويد الذي ظل الشرطي ديرك جوفان جاثيا على رقبته لتسعة دقائق
حتى قتله".
وشدد الكاتب على أن بيك
كانت محقة، لأن إسرائيل تستخدم عملية الخنق ضد الفلسطينيين، وقام الخبراء الإسرائيليون
بتنظيم جلسات لشرطة مينيابوليس عام 2012، وما قيل إن الخنق استخدم في مرات نادرة أمر
لا يمكننا التأكد منه في غياب الشفافية حول الدور الإسرائيلي في تدريب عناصر الشرطة
في الدول الأخرى.
وأردف: "الغموض وغياب المحاسبة
أمران عاديان في إسرائيل التي تعامل الشرطة فيها الفلسطينيين كعدو، سواء في المناطق
المحتلة أو داخل إسرائيل، وبالمقابل تعترف الشرطة الأمريكية بدون أن تقنع أحدا أنها
تمارس هذا من أجل الحماية والخدمة".
وبحسب ما ورد في المقال، يتنقد
كوك ستارمر وهو محام معروف بقدرته على فحص الأدلة، بأنه قام باتهام لونع- بيلي ظلما
عندما قال لبي بي سي إن مقابلة بيك تنطوي على "نظريات مؤامرة" معادية للسامية،
مع أن هناك زعم واحد حول تعليم إسرائيل الشرطة الأمريكية طريقة الجثو على أعناق المعتقلين".
ورأى أنه "مهما كان كلام
بيك خطأ أو صوابا فلم يكن معاد للسامية، فإسرائيل ليست يهودية ولا تمثل الشعب اليهودي-
إلا في ذهن المتشددين من الصهاينة والمعادين للسامية، وتجاهل ستارمر عن قصد الحقيقة،
وقام الباحث الإسرائيلي جيف هالبر، ناشط السلام المخضرم بتوثيق الطريقة التي وضعت فيها
إسرائيل نفسها في قلب" صناعة القمع العالمية" وذلك في كتابه "الحرب
ضد الشعب".
وذكر الكاتب أن الجلسات التي
عقدتها إسرائيل لعناصر الشرطة الأمريكية وحول العالم قائمة على "خبرة" في
القمع والعسكرة، ويتجاوز الدور الذي تقوم به إسرائيل الصغيرة حجمها وهي الأولى في قائمة
10 دول أكبر منها حجما وتتربح من صناعتي السلاح وأنظمة الكمبيوتر.
وأشار إلى أن هذا يختلف في
تيار اليسار بحزب العمال وعدد كبير من أعضائه البالغ عددهم نصف مليون، والذين يرون
أن إسرائيل تمثل أوضح نفاق وإفراط في الأجندة النيوليبرالية العالمية والتي تعامل العالم
بلامبالاة، وتنظر للقانون الدولي باحتقار وتتعامل مع السكان كبيدق للمساومة في رقعة
شطرنج استعمارية.
ويعتقدون أن معاملتها
للفلسطينيين دليل على هذا، موضحين أنها تعطي اليهود الأولوية في قوانين مثل قانون الدولة
القومية، وتتجاهل حقوق الفلسطينيين، وترفض قبول السلام مع جيرانها، واندماجها العميق
في الصناعة العسكرية الغربية، وتأثيرها على أيديولوجية "الحرب على الإرهاب"
ونظرة "صدام الحضارات" واحتقارها للقانون الدولي الإنساني.
وتابع: "تقوم إسرائيل بعمل
هذا أمام العالم، وتحظى بدعم من الغرب والولايات المتحدة على جرائمها فيما يتستر الإعلام
على ممارساتها، وبالنسبة لليسار- بيك ولونغ- بيلي وكوربن- فإسرائيل هي مثال واضح عن
إيمان الغرب السيئ".
وأوضح أن "يمين حزب
العمال يفهم الأمر بنفس الطريقة، فهو يتعامل مع التزامه بخدمة إسرائيل كجزء من
الحفاظ على النظام النيوليبرالي العالمي، بما فيه من هيمنة غربية".
FP: جون بولتون خرب مع نتنياهو فرص الدبلوماسية مع إيران
NYT: الفلسطينيون بوادي الأردن يخشون خنق "الضم" لقراهم
فيسك: إسرائيل تتهم زورا كل من يعارضها بمعاداة السامية