سياسة عربية

خالد الشريف: "ربيع الحريات" قادم بمصر.. والسيسي لن يستمر

المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية خالد الشريف أكد أن "هزيمة حفتر على يد ثوار ليبيا يعتبر انكسارا لأحد أضلاع محور الشر"- يوتيوب

قال المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، إن ما وصفه بـ "ربيع الحريات" قادم بمصر، وأن "التغيير حتما سيحدث، لأن نظام السيسي غير قابل للحياة، لافتقاده التوازن السياسي، ولانتقامه من الجميع، فضلا عن أن موجات الربيع العربي مستمرة ولن تنتهي، والشعوب لا تنسى حقوقها وحاجاتها الحياتية. ومصر أكبر من كل الطغاة".

وأضاف أن "أزمة كورونا كشفت انهيار المنظومة الصحية، بل كشفت الإدارة الفاشلة للبلاد التي تستخف وتستهتر بأرواح المصريين وحياتهم، حيث أنكرت في البداية وجود الوباء القاتل، وأن المصريين سيقهرون كورونا بالفول والشلولو، وكان ذلك منتهى الاستخفاف والاستهتار، ثم تم تصدير خطاب الخداع للجماهير بالإنجاز والسيطرة على الوباء، وهو لم يفعل أي شيء من التدابير الصحية والوقائية للمواطنين حتى أصبحت المستشفيات مكانا لتصدير الوباء والموت".

وأكد الشريف، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الأطباء باتوا بلا سند، في ضوء عجز الإمكانيات المتاحة لهم، ويُقدر عدد الأطباء الذين توفوا جراء العدوى بنحو 60 طبيبا حتى الآن، وهذا رقم كبير بخلاف مئات المصابين من الأطباء وأطقم التمريض، وهذا الأمر ربما يكون مقصودا ومتعمدا".

وتابع: "مصر تملك كوادر طبية هائلة في العالم العربي، وتملك أكبر كلية للطب في الشرق الأوسط؛ فكأن الأمر بُيّت بليل للتخلص من الأطباء الذين يعملون في ظروف انتحارية لمواجهة وباء كورونا بلا إمكانيات ولا معدات، فضلا عن عدم الشفافية في مواجهة الوباء ورصد أعداد المصابين، والبعض قدّرها بعشرات أضعاف الأرقام المعلنة سواء موتى أو مصابين".

وشدّد على أن "نظام السيسي غير قابل للحياة ولا للاستمرار سواء في كورونا أو بعد كورونا، لأنه يفتقد بالكلية للتوازن السياسي، وينتقم من الجميع، ومقولة الكواكبي الخالدة تتحقق في هذا النظام: (الاستبداد يؤذن بخراب العمران). وفي ظل كورونا وسياسة السيسي الظالمة مصر معرضة للفوضى والخراب إلى حد بعيد".

"تزايد معدلات الفقر"

وأردف: "مصر بلد فقير، ومعدلات الفقر فيها متزايدة ومخيفة؛ فأكثر من نصف سكانها يعيشون حاليا تحت خط الفقر، أي ما يقرب من 60 مليون مواطن، وسكان العشوائيات يقدّرون بأكثر من 20 مليونا، وأطفال الشوارع الذين بلا مأوى 2 مليون، وفي ظل الأزمات التي سبّبها هذا الوباء اقتصاديا فالناس معرضون للمجاعة وفقدان وظائفهم، وأكثر من يتضرر القطاع الخاص وعمال اليومية وهم عدد غفير من الشعب الذين يعانون أصلا قبل كورونا".

وأشار الشريف إلى أن "السيسي لا يزال يتلقى دعما خارجيا يفوق الحدود، ومحور الشر بقيادة الإمارات يدعمه لتمرير وتنفيذ مخططاتها في تخريب الربيع العربي، وتم منحه قرضا جديدا من صندوق النقد الدولي يقارب 9 مليارات دولار لمواجهة كورونا، فضلا عن الاحتياطي النقدي 37 مليار دولار، وبالتالي باتت الحكومة غنية والشعب فقيرا بعد أن تخففت من واجباتها من الدعم للمواطن".

واستدرك بقوله: "لكن أزمة كورونا مختلفة عن باقي الأزمات الأخرى التي مر بها السيسي، حيث أنها تصيب بالضرر عددا أكبر من المواطنين ومتوسطي الدخل ورجال الأعمال المتضررين من الإغلاق. والكل يلمس الفشل في عدم وجود أسرة للعلاج في المستشفيات المتهالكة، والناس يموتون على الأرصفة أمام المستشفيات، وهناك انتقائية للعلاج".

 

اقرأ أيضا: مصادر: غضب مصري على حفتر.. وهذه حقيقة الإقامة الجبرية

ولفت إلى أنه "تم التعامل مع المصريين العالقين في الخارج كأنهم لاجئون، وتم ابتزازهم وفرض إتاوات ومبالغ باهظة استغلالا لظروف كورونا، وكان المواطن رخيصا بلا ثمن ولاجئا بلا وطن. كل ذلك يوسع دائرة الغضب الذي حتما سيولد الانفجار".

واستنكر قيام  مصر سابقا بإرسال شحنات مساعدات طبية لكثير من الدول الخارجية رغم الأزمة التي تواجهها، قائلا: "هذا نوع من السفه والغطرسة في حكم الطغاة الذين يتلذذون بمعاناة الناس وجراحهم وحاجتهم لأدنى حقوقهم في العلاج، بل تبديد أموال المصريين في بناء واستكمال العاصمة الإدارية وهم يحتاجون لبناء مستشفيات ومصانع أدوية، بل يحتاجون لتوفير طعام وشراب ومياه صالحة للشرب خاصة وأن معاناة أهلنا في مصر كبيرة.

لكن السيسي أُصيب بالعمي والحول؛ فيرسل المعونات إلى الخارج، رغم الأزمة الشديدة التي تعتصر مصر، بل ويعقد صفقات لشراء أسلحة مع إيطاليا بأكثر من 10 مليارات من الدولارات في الوقت الذي تفتك كورونا بأهلنا".  

"الجيش وكورونا"

وعبّر عن تعجبه من عدم تدخل المؤسسة العسكرية في أزمة كورونا التي تتفشى بمصر، قائلا: "هذا أمر يدعو للعجب والدهشة؛ فلماذا لا ينتشر الجيش في 6 ساعات في ربوع البلاد، كما قال السيسي في حالة الخطر الذي يهدد الوطن؟ أليس كورونا خطرا داهما على أهلنا وهناك أسر بأكملها ماتت أو تنتظر الموت، وهناك أحياء وقرى بأكملها تحاصرها كورونا التي لا تُهدد عرش السيسي حتى الآن، ولذلك يتم التقاعس عن إنقاذ الشعب المصري".

وأكد المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية أن "هناك وجها آخر فالسيسي يرفض نزول الجيش رغم امتلاكه إمكانات كبيرة، ولم يتم الاستعانة به في حظر التجول، خشية الانقضاض على السيسي؛ فهناك حالة من عدم الأمان بين السيسي والجيش، وتبيّن ذلك خلال فيديوهات الفنان والمقاول محمد علي".

"انكسار محور الشر"

ولفت إلى أن "الضغط لاستبعاد محمود نجل السيسي من المخابرات، وإعادة المبعدين من قادة الجيش - على رأسهم الفريق محمود حجازي- والإفراج عن سامي عنان. كل تلك المؤشرات تقول إن العلاقة بين الطرفين ليست على ما يرام، بل لا أبالغ القول إن السيسي يتوجس خوفا من الجيش ومن خروج الناس في مظاهرات غاضبة. لذلك يمارس مزيدا من القمع والبطش للحيلولة دون خروج أي مظاهر غضب يتعاطف معها الجيش".

واستطرد الشريف قائلا: "المستقبل للشعوب وليس للحكام؛ فنحن نعيش حالة مخاض وشد وجذب بين الحرية والاستبداد. والحرية حتما ستنتصر في النهاية، لأن انتصار الحق يكون بأسباب وبلا أسباب. أقول إن المظالم انتشرت بمصر وأصابت الجميع، وهذا النظام فاشل ويفتقد لأدنى مقومات الاستمرار والبقاء".

واختتم بقوله: "نحن لا نعيش بمعزل عن الإقليم والعالم. هناك معركة تدور رحاها بين ثورات الربيع العربي وبين قوى الشر، وأي انتصار فيها سيصب في مصلحة المصريين وحرياتهم. انتصار قوى الثورة في ليبيا على الانقلابي اللواء خليفة حفتر وتحرير كامل العاصمة طرابلس ومدن أخرى يُبشّر بكل خير ويُعتبر انكسارا لأحد أضلاع محور الشر في المنطقة، ما يعني أن موجات الربيع العربي مستمرة ولن تنتهي، والشعوب لا تنسى حقوقها وحاجاتها الحياتية. ومصر أكبر من الطغاة، والتغيير قادم بنا أو بغيرنا".