سياسة عربية

"الإخوان" تنفي رسالة "مجهولة" تتهمها بنشر الخوف من كورونا

جماعة الإخوان أكدت أنها "لا تسعى لتسجيل نقاط انتصار ضد سلطة الانقلاب في مثل هذه الجائحة رغم خصومتها معنا"- أرشيفية

نفت جماعة الإخوان المسلمين المصرية صحة الرسالة التي نشرتها بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إصدار مكتب الإرشاد تعليمات لتبني خطة لنشر الخوف والقلق بين المصريين، على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، بحسب ما تم تداوله.

ووصفت الجماعة، في بيان لها، مساء السبت، وصل "عربي21" نسخة منه، تلك الرسالة بأنها "مكذوبة جملة وتفصيلا، وقد وردت فيها افتراءات عديدة على الجماعة، لا نعلم من أصدرها أو حررها".

وأكدت جماعة الإخوان أنها "لا تسعى لتسجيل نقاط انتصار ضد سلطة الانقلاب في مثل هذه الجائحة، رغم خصومتها معنا، بل نفعل كل ما في وسعنا لكي تخرج البلاد سالمة، ويسلم شعبها بجميع أفراده من هذا الوباء الذي يستهدف سفينة الوطن بكل ألوان طيفها".

ولفتت إلى أن "الرسالة المزعومة حملت بنودا وأفكارا تخالف بالكليّة فكر الجماعة ومنهجها، ومواقفها الثابتة في داخل مصر وخارجها، التي شهد لها العالم أجمع، بل والسلطات المتعاقبة في مصر طوال تاريخها".

 

اقرأ أيضا: ارتفاع الضحايا بكورونا في مصر إلى 285 إصابة بينهم 8 وفيات

وقالت: "تزخر مواقع الجماعة وغيرها حاليا وصفحات التواصل الاجتماعي كذلك بعرض العديد من مواقف الجماعة وجهودها في مجال خدمة شعوبها وأوطانها لمواجهة كل المحن والكوارث الطبيعية والأوبئة، بدءا من أيام الإمام الشهيد حسن البنا، ومرورا بأحداث الزلزال في مصر عام 1992، وحتى اليوم، فضلا عن الأنشطة الخدمية والطبية والاجتماعية والإغاثية للجماعة في الأحوال العادية لخدمة مجتمعاتها، بل وخدمة البشرية".

وأردفت: "حوت الرسالة تعليمات مكذوبة، جملة وتفصيلا، على الجماعة، تخالف فكرها وتناقض مبادئها في الحرص على عدم ترويع المواطنين أو إيذاء الآمنين، فهي الجماعة التي ما زالت تتلقى الضربات والحملات الأمنية الظالمة، ولم تواجه ذلك بأي إيذاء للقائمين بها، أو الإضرار بهم أو بمصالحهم.. فكيف يتسنَّى لها أن تفعل ذلك بالمواطن أو الإنسان المسالم في أي مكان؟".

وأشارت جماعة الإخوان إلى أن "الرسالة حوت توجيهات وتعليمات مكذوبة بشأن ما أسمتها تخفيف الضغط على إخواننا المجاهدين في سيناء، ويعلم القاصي قبل الداني أن الإخوان المسلمين لا يوجد لهم (مجاهدون) في سيناء أو غيرها".

وأوضحت أن "الرسالة المزعومة ظهرت في شكل يخالف ويناقض كل صور البيانات والرسائل المعتمدة التي تصدر عن الجماعة، خاصة أنه جاء في أعلى الرسالة على يمين الصفحة العبارات التالية: (مكتب الإرشاد...)، (محضر الاجتماع الدوري رقم 148 بتاريخ 24 رحب 1441 هـ، الموافق 19 مارس 2020)، وعلى يسارها (رقم القيد بالدفتر 724)، وهذا يخالف، جملة وتفصيلا، العرف والشكل المعهود الذي تتخذه كل وثائق وبيانات الجماعة المنشورة عبر العهود والعصور المختلفة".

وقالت: "اُختتمت الرسالة بعبارة مكتب الإرشاد، مذيلا بإمضاء مزعوم، ومن دون أي اسم أو صفة توضح صاحب هذا التوقيع، وهو ما يناقض كذلك -بالكلية- عرف المراسلات في الجماعة منذ نشأتها، ويدحضه تساؤل بديهي: كيف يتسنّى لمستلم المراسلة معرفة صحتها إذا لم تم تكن موقعة بالاسم والصفة؟".

وذكرت: "حددت الرسالة المزعومة الجهة المخاطبة بالقول: (السادة مسؤولي المكاتب الإدارية بالمحافظات)، وهذا دليل ثالث على زيفها، فالعرف في تراسل الجماعة قائم على معاني الأخوّة التي هي رابطة أصيلة في الجماعة؛ حيث يستخدم الإخوان دائما لفظ الأخ أو الإخوة في مراسلاتهم، علاوة على خلوّ الرسالة من تحية الإسلام: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فكيف لجماعة إسلامية أن تغفل البدء بتحية الإسلام؟".

وأطلقت الجماعة نداء إلى أبناء مصر جميعا، وفي مقدمتهم أفراد الإخوان، قائلة: "لنلتزم جميعا بالإجراءات الصحية والوقائية والأخذ بالأسباب، وندعو الجميع بأن يلزم بيته، عسى الله سبحانه وتعالى أن يرفع البلاء عن الجميع، ونؤكد أن هذه تعليمات الجماعة لكل أفرادها".

وتابعت: "نؤكد أن من بين ما نراه من الجهود الضرورية لمواجهة الفيروس هو الإفراج عن المعتقلين؛ حفاظا على حياتهم وحياة أهليهم وحياة من يتعاملون معهم من أفراد الشرطة والقضاء وأسرهم من بعدهم، فالوباء قد يمثل -لا قدر الله- كارثة يدفع ثمنها الشعب المصري كله".

وتقدمت جماعة الإخوان للشعب المصري كله بعميق أسفها واعتذارها لعدم قدرتها على "القيام بواجبنا على الوجه الأكمل في مواجهة هذه الجائحة، كما تعوّد منا الشعب المصري دائما، وذلك بسبب ما تمارسه سلطة الانقلاب ضد الجماعة وأفرادها، ويعلمه القاصي قبل الداني".

وفي سياق متصل، قالت جماعة الإخوان، في بيان آخر: "تتوارد الأنباء يوميّا عن استفحال جائحة فيروس كورونا، وتوسع انتشاره في مشارق الأرض ومغاربها، وازدياد أعداد ضحاياه والمصابين به في معظم بلاد الدنيا".

وأضافت: "إن الإسلام الحنيف الذي احترم النفس الإنسانية، وأعلى حرمتها، وقدّس الوحدة الإنسانية العامة، وجعل الناس في حكم دعوته إخوة، أصلهم واحد، وأبوهم واحد، ونسبهم واحد، لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم للمجموع من خير سابغ وفضل شامل، جاء كذلك برسالة السلام والتراحم والخير للبشرية جمعاء، وحضّ أتباعه على التفاعل الرحيم والتعاون الإنساني الفعال عامة، وفي مواجهة أي نازلة أو كارثة خاصة".

وأكدت أن "دعوة الإخوان المسلمين ورسالتها التي أجمع ما توصف به أنها إسلامية خالصة، تريد الخير للعالم كله، ويعلم أبناؤها أن من أهم واجباتهم المساهمة في السلام العالمي، وبناء الحياة الصحيحة للناس، ورعاية البر والإحسان بين بني البشر جميعا، واحترام النفس الإنسانية، ورعاية حرمتها، والتأسي لفقدانها في كوارث أو أوبئة أو غيرها".

وتوجهت الإخوان بعميق مواساتها "لضحايا جائحة كورونا في كل الدول والشعوب المضارة بها، مع أحرّ تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، وخالص الدعاء إلى الله أن يرفع عن البشرية جمعاء هذا البلاء، وأن يوفقها للعودة إلى خالقها، وإعلاء ونصرة قيم الحرية والعدالة والمساواة بين بني البشر جميعا".