سياسة عربية

"الزيتونة" يستشرف القضية الفلسطينية بتقريره الاستراتيجي

أمن السلطة أحبط 40 بالمئة من العمليات ضد إسرائيل- عربي21

ناقش مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في تقريره الاستراتيجي، تحليل الأوضاع الفلسطينية الداخلية الخارجية، خلال العامين الماضيين، واضعا رؤية استشرافية لمستقبل القضية في ضوئها.

ولفت التقرير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي واصل خطته في ضرب رموز الوجود الفلسطيني في القدس بالإغلاق والتعطيل كما نفذوا عملية هدم كبيرة في مخيم شعفاط ووادي الحمص والعيزرية، وأقر حزمة مشروعات استيطانية لتغيير وجه المدينة.

وأوضح أنه على صعيد تهويد القدس فإن الاحتلال اعتمد ثلاث مسارات وهي: "مسار التقسيم الزماني واقتحامات المستوطنين للأقصى، مسار تفريغ دور الأوقاف الأردنية من مضمونه، ومحاولة الحلول مكانه، مسار التقسيم المكاني الذي كان يستهدف باب الرحمة من الجهتين الداخلية والخارجية".

وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، يرى التقرير أن "الأجواء العامة لا تشجع على توقع عقد انتخابات حرة نزيهة خلال السنة القادمة"، موضحا أن ذلك مرتبط "ليس فقط بتعقيدات الاحتلال الإسرائيلي واحتمال منع الانتخابات في شرقي القدس؛ وإنما لعدم وجود رغبة حقيقية لدى قيادة السلطة وكذلك الجانب الإسرائيلي والبيئة العربية والدولية بعقد انتخابات يمكن أن تفوز فيها حماس أو تيار المقاومة".

 

اقرأ أيضا: مركز الزيتونة يصدر كتاب "اليوميات الفلسطينية 2018"

ولفت التقرير إلى أنه "لا توجد احتمالية لإيقاف التنسيق الأمني في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أنه "بينما أوقفت الولايات المتحدة كافة أشكال دعم السلطة، إلا أنها أبقت على دعم الأجهزة الأمنية للسلطة بمبلغ 61 مليون دولار لمواصلة التنسيق الأمن. كما صدرت تقارير إسرائيلية في أيار/ مايو 2019 تشير إلى أن أمن السلطة أحبط 40 بالمئة من العمليات ضد إسرائيل".

وعلى الصعيد الخارجي للعلاقات الفلسطينية بالعالم العربي، يرى التقرير أن "البيئة العربية المحيطة بفلسطين لا تزال تعاني من الضعف والانقسام، ومن نزيف المشاكل والصراعات الداخلية، التي شغلت الكثيرين عن قضية فلسطين"، فيما شكلت إسلامية أخرى أبرزها "تركيا وماليزيا وإندونيسيا" دعما إيجابيا للقضية الفلسطينية.

ويرجح التقرير خلال العامين المقبلين "استمرار أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، وتدهور مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وانعدام فاعليتها، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني، وحالة التجاذب بين مساري التسوية والمقاومة، في ضوء إصرار القيادة الفلسطينية الحالية على الهيمنة على صناعة القرار".

كما يرى إمكانية "استمرار الحصار على قطاع غزة (بدرجات متفاوتة) طالما ظل تحت سيطرة قوى المقاومة".

ولفت إلى ارتفاع "احتمالات ضم الاحتلال الإسرائيلي رسميا لأجزاء من الضفة الغربية مثل مناطق الأغوار وما وراء الجدار العنصري العازل".

ويعتقد بأن العامين القادمين سيشهدان "تطور إمكانات العمل الفلسطيني المقاوم، وازدياد قدراته القتالية النوعية".

كما توقع "تزايدا بطيئا ومتدرجا في تعاطف الرأي العام الدولي مع قضية فلسطين، وتزايد أنشطة حركات المقاطعة "بي دي أس"، وكذلك فعاليات تجريم الاحتلال الإسرائيلي".