في الوقت الذي حفلت فيه شاشات
الفضائيات المصرية بحضور رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي احتفال الكنيسة المصرية
بعيد الميلاد بكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة، فقد نقل أحد العمال المصريين المشهد
المحرم على وسائل الإعلام تصويره من خارج أسوار الكنيسة الأكبر في مصر وإفريقيا.
وشهد السيسي، ووزراء حكومته
وكبار رجال الدولة احتفال المسيحيين في مصر بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد
المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، مساء الاثنين، حيث استقبله البابا تواضروس
الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
العامل، الذي تحدث
لـ"عربي21"، شريطة عدم ذكر اسمه وصفته، قال لـ"عربي21"، بمجرد
مطالعة المشهد خارج أسوار الكنيسة تشعر أنك في ساحة حربية وليست ساحة كنسية
ومناسبة دينية.
وأكد أن القصة التي شهدها تبدأ
منذ يوم السبت الماضي، حيث تم تسريح جميع العاملين في المشروعات الإنشائية حول
محيط الكنيسة، وتسلم الجيش، وقوات الحرس الجمهوري، والمخابرات الحربية، جميع
المواقع وقام بإخلائها تدريجيا من جميع العاملين.
وأوضح أنه "شاهد عددا كبيرا
من العربات حاملة الدبابات والمدرعات تدخل المنطقة، وتقوم بإنزال عدد كبير من
الدبابات لا يمكن حصره بالعين، بينما تقوم لوادر تابعة للجيش بإنشاء تبات رملية
مرتفعة تقف فوقها الدبابات بشكل دائري موجهة فوهاتها عكس مبنى الكنيسة".
وأشار إلى أنه "تم وضع
سيارتين هامر فوق كل منها مدفع رشاش بين كل دبابتين على مسافات متساوية، وفوق كل
سيارة فردين إلى جانب سائق السيارة".
اقرأ أيضا: بعد قرار تركيا حول ليبيا.. مصر تحدد إجراءات بشأن أمنها القومي
وأكد أن "المشهد على الأرض
مرعب، حيث إنه شاهد وجود قناص بكل دور في كل عمارة يحمل بندقيته ويقف بوضع
الاستعداد، مبينا أن العمارة الواحدة بها نحو 9 أفراد قناصين، وأن عدد العمارات التي
يعمل بها والمواجهة للكنيسة نحو 50 عمارة، ما يعني وجود نحو 500 قناص بالمنطقة
التي يعمل بها فقط إلى جانب باقي الواجهات الأخرى المواجهة للكنيسة، والتي لا يعرف
عددها".
وروى أن "أحد أفراد الجيش
الذين تسلموا الموقع الذي يعمل به أكد أن كل ما رآه من قوات سواء الأفراد العاملين
فوق الدبابات، وسيارات الهامر، والقناصة فوق العمارات، وغيرهم من الخدمات المحيطة
بالكنيسة، والحرس الجمهوري، والشرطة العسكرية، والمخابرات الحربية يتم تغيير
أطقمها بشكل دوري كل أربع ساعات".
وأخيرا أكد أن "التعليمات
التي جاءتهم من الأمن أن الموقع يتم إخلاؤه من السبت الماضي وحتى الخميس المقبل،
أي أن تلك القوات مستمرة بالمواقع المحيطة بالكنيسة لمدة 6 أيام متواصلة".
وبعملية حسابية بسيطة، وفق
المصدر ذاته، فإن عدد القناصة فوق كل عمارة 9 أفراد يتم تغييرهم كل 4 ساعات ما
يعني أن هناك 54 قناصا بالعمارة الواحدة في اليوم الواحد، و324 قناصا خلال الأيام
الستة بكل عمارة.
وشهدت مصر، مساء الاثنين،
قدّاسات كنسية لعدد من الطوائف المسيحية، احتفاءً بـ"عيد الميلاد" وسط
تشديدات أمنية.
وترأس البابا تواضروس الثاني،
بابا الكنيسة الأرثوذكسية، قداس عيد الميلاد، بكاتدرائية "ميلاد المسيح"
بالعاصمة الإدارية (شرقي القاهرة)، بحضور السيسي وعدد من الوزراء المصريين
والمسؤولين الأمنيين والعسكريين والبرلمانيين.
وتكرر الاحتفاء بالقداس في مئات
من المقار الكنيسة بمختلف أنحاء البلاد، وسط تشديدات أمنية بمحيط الكنائس.
وللمرة السادسة يحضر السيسي،
قداس عيد الميلاد، منذ وصوله السلطة في 2014، وكانت المرة الأولى في عام 2015، وفق
رصد الأناضول.
ومساء الأحد، احتفت الكنيسة
الإنجيلية، بمقرها شرقي القاهرة، بعيد الميلاد حيث ترأس الاحتفال، القس أندريه زكي
رئيس الطائفة في مصر، وفق إعلام محلي.
وعادةً ما يحتفل الغرب وطوائف
مسيحية، بينها الكاثوليكية بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، يوم 25
ديسمبر/كانون الأول، فيما تحتفل به ليلة 7 يناير/كانون الثاني، طوائف أخرى بينها
الأرثوذكسية (القبطية)، وهي أكبر طائفة بمصر، والتي لها تواجد في 60 دولة بالعالم.
ومنذ أواخر كانون الأول/ ديسمبر
2017، تشدّد السلطات المصرية من إجراءات التأمين بمحيط الكنائس مع بدء احتفالات
عيد الميلاد، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية.
ويقدر عدد المسيحيين في مصر
بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 104
ملايين نسمة.
ما حقيقة موقف السيسي من قطار المصالحة الخليجي؟
حكم غيابي بسجن "علي" بتهمة التهرب الضريبي.. وفيديو جديد
إعلام السيسي في 2019.. تخبط وارتباك مُعلن وإقرار بالفشل