تتسع بالولايات المتحدة
دائرة فضيحة "اتصال أوكرانيا"، لا سيما مع انتقال الرئيس دونالد ترامب
إلى مطالبة حكومات أجنبية، بشكل علني، بالتحقيق في شبهات فساد تتعلق بـ"جو
بايدن"، أحد مرشحي الحزب الديمقراطي لمنافسته على الرئاسة، وذلك بهدف تشويه
سمعته.
وتدور في ظل ذلك المشهد
تساؤلات حول شكل ومدى تأثر حظوظ "بايدن" بالفوز في انتخابات العام
المقبل، لا سيما وسط ترجيحات بعدم وصول مساعي الديمقراطيين تحت قبة الكونغرس إلى الإطاحة
بترامب برلمانيا.
عكس التوقعات
وفي حديث
لـ"عربي21"، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جوزيف
كامينسكي، إن القضية، التي ألقت الضوء على مصالح لعائلة بايدن في أوكرانيا، سيكون
لها تأثير سلبي على المرشح الديمقراطي بالمجمل، في المدى القريب على الأقل، بعكس
ما قد يتصوره البعض.
وأوضح "كامينسكي"
أن الديمقراطيين لا يتمسكون بقادتهم، كما تفعل قاعدة الحزب الجمهوري، "الذين
يميلون إلى السلطوية"، بحسبه.
اقرأ أيضا: جو بايدن متحديا ترامب: "لقد طفح الكيل"
وأعرب الأكاديمي الأمريكي عن
اعتقاده بأن القضية لن يكون لها تأثير كبير على تحديد هوية المنافس الديمقراطي لترامب،
بقدر ما سيكون لبرامج المرشحين الانتخابية.
يشار إلى أن بايدن، الذي كان
نائبا للرئيس السابق، باراك أوباما (2009- 2017)، يواجه منافسة شرسة من السيناتورين،
إليزابيث وارن، والمخضرم "بيرني ساندرز"، من بين 19 مرشحا.
ولفت كامينسكي إلى أن الحزب
الديمقراطي يدرك أن "المساءلة" في الكونغرس ستقف عند جدار الأغلبية
الجمهورية بمجلس الشيوخ، لكنه يمضي بها للإضرار بحظوظ ترامب في انتخابات 2020،
وتشويه ميراثه الرئاسي، ودفعه لارتكاب المزيد من الأخطاء.
إلا أنه أشار إلى احتمال أن
يتسبب ذلك بعناد لدى أنصار الحزب الجمهوري، وخروجهم إلى التصويت لترامب بكثافة.
"المؤسسة" تفضل
"بايدن".. ولكن..
أكد كامينسكي تفضيل المؤسسة
التقليدية بالحزب الديمقراطي فوز "بايدن"، بالنظر إلى كونه الأقرب من
بين جميع المرشحين إلى دوائرها.
لكن الخبير السياسي الأمريكي
استبعد أن يأتي تحريك الحزب الديمقراطي لورقة "العزل البرلماني" في إطار
"مؤامرة داخلية" لصالح بايدن على حساب المرشحين "الأكثر يسارية"،
على غرار ما حدث عام 2016، ضد "ساندرز" لصالح هيلاري كلينتون، وكشفته
رسائل داخلية، اتهمت روسيا بتسريبها.
وقال: "بالتأكيد تدعم
المؤسسة الديمقراطية ترشيح بايدن، لكن هذه المرة لا أعتقد أن الحزب سيقدم على مثل
تلك الألاعيب".
وأوضح أن قاعدة الحزب باتت
تمتلك وعيا بعد قضية كلينتون، فضلا عن كون العديد من المبررات
لدعم الأخيرة، بالنسبة لـ"المؤسسة"، من حيث القرب منها والقوة والنفوذ
في واشنطن فضلا عن شبكة العلاقات الشخصية والمصلحية الواسعة، لا تنطبق على
بايدن تماما، بحسب كامينسكي.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: لماذا رفض روحاني الرد على مكالمة ترامب؟
وفي حديث
لـ"عربي21"، قال الأكاديمي والمختص بالشأن الأمريكي، محمد عويس، إن جو
بايدن "ليس الأوفر حظا"، لا سيما مع تقدمه بالسن وما لذلك من انعكاسات على
أدائه، معتبرا أن ما فعله ترامب أضر إدارته برمتها، أكثر من أي جهة أخرى.
ورجح "عويس" أن
تفوز إليزابيث وارين بترشيح الحزب الديمقراطي، موضحا أنها باتت تتفوق على بايدن،
فيما يحل ساندرز ثالثا، ما يجعل نظرية المؤامرة على الأخير مستبعدة.
"مؤامرة" ترامب
و"فساده"
منذ منتصف أيلول/ سبتمبر
الماضي، عندما تفجرت قضية فحوى اتصال ترامب بنظيره الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، تفضل
قناة "أم أس أن بي سي" الأمريكية وصف مساعي الرئيس إزاحة منافسه
الديمقراطي المحتمل بأنها "مؤامرة"، فيما يتم بالفعل مساءلته برلمانيا
بتهمة سوء استغلال السلطة لحسابات سياسية شخصية.
وفي حديثه
لـ"عربي21"، اعتبر محمد عويس أن ترامب "لم يرد ترامب إحراج وإضعاف
بايدن وحسب، بل أراد أيضا الإساءة للحزب الديمقراطي، ولإدارة الرئيس السابق أوباما،
الذي يواصل الإشارة إليه في كل مؤتمر صحفي أو خطاب وكأنه ما يزال في الحكم".
وأضاف أنه يريد كذلك
"التغطية على فساده، وفساده نظامه وأفراد أسرته"، معتبرا أنه جاء
"من خلفية مافيوية"، وبأن له "تاريخا حافلا بالنصب
والاحتيال".
ورغم "تآمر" ترامب
على بايدن، فقد لفت عويس إلى أن حظوظ الحزب الديمقراطي بالفوز على الرئيس الجمهوري،
بشخصيته الهجومية الشرسة، ستكون أقل في حال نافسه بايدن، مؤكدا أن
"وارين" ستكون أقدر على الفوز، لا سيما مع امتلاكها شخصية قوية وتركيزا
عاليا وبرنامجا رئاسيا واضحا، فضلا عن قبول في أوساط اليسار التقدمي الذي قد يقلق
المؤسسة التقليدية.
تعرّف على كواليس مكالمات رؤساء أمريكا الهاتفية
هكذا يجري عزل الرئيس الأمريكي.. ما واقعية حدوثه لترامب؟
ما هي "فضيحة أوكرانيا" وما مدى خطورتها على ترامب؟