أثارت مناقشة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأزمات ليبيا مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، تكهنات عن تجاهله وجود رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، وسط تساؤلات عن استغلال أمريكي للملف الليبي، لدعم السيسي ضد الحراك القائم ضده بالداخل المصري.
وعقد ترامب اجتماعا مع السيسي مساء
الاثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش خلاله الوضع في
ليبيا وأنهما "يدعمان دولة موحدة من أجل ليبيا مستقرة وموحدة وديمقراطية،
يمكنها الوقوف بمفردها ضد الإرهاب وتوفير الأمن والازدهار لجميع الليبيين"،
وفق بيان للبيت الأبيض.
لماذا السيسي؟
ورغم أن السراج كان حاضرا لاجتماع
الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا أن ترامب التقى السيسي، ما أثار تساؤلات لدى
الشارع الليبي من قبيل: لماذا السيسي وليس السراج؟ وهل هو ضغط على النظام المصري
للقبول بحلول سياسية أم محاولة لرفع أسهم السيسي في المنطقة بعد حالة الغضب
الداخلية ضده؟
من جهته، أكد الباحث السياسي الليبي،
علي أبو زيد أنه "لا يمكن التكهن بدوافع ترامب من مناقشة ملف ليبيا مع السيسي،
لكن الشيء الواضح في السياسة الأمريكية منذ تعيين سفير جديد لها في ليبيا هو
التوجه بحماسة نحو الحل السياسي".
واستدرك في تصريح
لـ"عربي21" قائلا: "لكن ربما يكون هذا اللقاء للضغط على مصر لتوقف
دعمها العسكري لحفتر، أما بخصوص تجاهل السراج فهذا يعكس حالة الضعف الدبلوماسي
ومحدودية العلاقات التي يعاني منها المجلس الرئاسي وحكومته"، وفق تقديراته.
اقرأ أيضا: حزب ليبي: الإمارات قدمت 74 مليون دولار لدعم الحرب بليبيا
وقال الصحفي الليبي، محمد الشامي إن
"ترامب يعتبر السيسي أحد أتباعه وأحد منفذي خطة المنطقة الجديدة لإسرائيل،
لذا ظهر في دور الداعم له خاصة بعد الاحتجاجات الكبيرة في مصر، المطالبة برحيل السيسي
وحكم العسكر".
وتابع لـ"عربي21":
"أما نقاشه معه عن الوضع في ليبيا فهذا شيء طبيعي، من بين القضايا الأخرى
التي تهم مصر وخارطة شرق أوسط جديد، ولعلم واشنطن بكل ما يحدث في ليبيا، فالتقارير
السنوية للأمم المتحدة مذكور فيها تواجد قوات عسكرية لمصر في ليبيا، وخصوصا في مناطق
درنة والرجمة شرق ليبيا"، وفق كلامه.
"دبلوماسية فاشلة"
ورأى الناشط السياسي الليبي، محمد
خليل أن "لقاء ترامب مع السيسي وبعيدا عن ليبيا هدفه دعم الأخير ضد ما
يواجهه من مظاهرات واحتجاجات عارمة في مصر، أما بخصوص الأزمة الليبية فكانت محورا فرعيا في اللقاء، كون السيسي ليس مخولا بالحديث عنها لأنه طرف رئيسي من خلال دعمه
لحفتر".
وحول أسباب الاجتماع مع
"السيسي" وليس "السراج"، قال خليل لـ"عربي21":
"الحقيقة هذا الأمر يسيء إلى ليبيا وقد حدث بسبب فشل السراج ودبلوماسيته عبر
وزير خارجيته وسياستهم المرتعشة العرجاء"، وفق تعبيره.
بدروها، رأت الصحفية التونسية
المهتمة بالملف الليبي، وديان عبد الوهاب أن "الاجتماع يبعث برسالة واضحة حول
الاصطفافات الدولية في الملف الليبي، فمصر لاعب إقليمي قوي في ليبيا وبحكم الدعم
الإماراتي اللامحدود لحفتر فإن مصر والممثلة في السيسي هي أحد أذرع الإمارات في
ليبيا".
وأوضحت عبد الوهاب
لـ"عربي21" أنه "مع هبوط أسهم حفتر بسب الإدانات الدولية لهجومه
على طرابلس فمن المحرج أن يتحدث ترامب مع الأخير مباشرة، لكنه في الوقت نفسه تجاهل
السراج لأن حكومته لا تخدم مصالح ترامب، فليبيا ورقة يسحبها كل من يريد تقوية
موقفه بدعوى محاربة الإرهاب"، وفق قولها.
ليبيا.. السراج يطالب بالتأهب لمعركة أكبر قادمة.. ماذا يقصد؟
هذه محاور القتال المشتعلة جنوبي طرابلس ضد حملة حفتر
"السراج" في واشنطن.. بحث عن دعم أم ملاحقة لـ"حفتر" ؟