حذرت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من استخدام الهجمات العنصرية لتكون وسيلة لتأمين ولاية ثانية في انتخابات عام 2020؛ لأنها ليست الوسيلة المثلى لتحقيق الاحترام في الداخل والخارج، مشيرة إلى أن الرئيس انخفض بالنقاش السياسي إلى درجة متدنية.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "المبدأ التأسيسي الذي قامت عليه الولايات المتحدة لا يعتمد على الدم أو التراب، بل على الفكرة العامة التي تؤكد القوة من خلال التنوع، وهو ما تقوم عليه الدولة، وينتعش من خلاله المجتمع رغم اختلافاته".
وتجد الصحيفة أن "هجوم ترامب على النائبات الديمقراطيات يدوس على رؤية أمريكا هذه، ولم يكن مفاجئا أن يتخذ مجلس النواب يوم الأربعاء الخطوة النادرة بتوبيخ الرئيس رسميا، بعدما دعا نائبات، ثلاثة منهن ولدن في الولايات المتحدة، للعودة إلى بلادهن".
وتشير الافتتاحية إلى أن "الرئيس لم يعبر عن غضبه من التصويت؛ لاعتقاده أنه أدخل نفسه وبدهاء في المنافسات التي يخوضها الحزب الديمقراطي لاختيار منافس له قادر على الفوز ضده في انتخابات عام 2020، ورغم معاقبة ترامب بنسبة 240 إلى 187 صوتا، إلا أن ذلك تم تمريره من خلال التصدعات داخل الحزب الديمقراطي".
وتلفت الصحيفة إلى أن "ترامب يقوم بعملية تسخين في حملة انتخابية تعتمد على إقناع الناخبين بأن الحزب الديمقراطي حزب اشتراكي ولا يمكن لأحد الثقة فيه لإدارة اقتصاد البلاد أو حماية حدود أمريكا، ويريد في هذه الحالة تعبئة قواعد الجمهوريين من خلال التركيز على سياسة الهوية والولاء".
وترى الافتتاحية أن "لجوء الرئيس إلى ما يمكن أن يصفه الكثيرون بالسياسة القذرة، كشف عن مكامن ضعف منافسيه، حيث زادت شعبيته داخل قواعد الحزب الجمهوري خمس نقاط خلال الأسبوع الماضي إلى 72%".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "المجموعة التي تعرف بالفرقة، وهن إلهان عمر وأيانا بريسلي ورشيدة طليب وألكسندريا أوكاسيو-كورتيز، اختلفت مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، حول الميزانية الطارئة للحدود التي لم تشتمل على ضمانات حماية للأطفال، وعندما هزت كتفها لهن قائلة إنه لا دعم لهن خارج عالم (تويتر)، اشتكت أوكاسيو-كورتيز من أن بيلوسي (تستهدف النائبات المنتخبات الملونات)، وهو ما فتح الباب أمام ترامب الذي شعر أنه لن يخسر كثيرا بعدما وصمت كبيرة الحزب بالعنصرية".
وتؤكد الصحيفة أن "حقيقة دعم الحزب للنائبات الأربع ساعدته في تأكيد موقفه، وأن الحزب أصبح مختطفا من اليسار المتطرف، ما يؤكد في عقل أنصاره أنه خطير".
وتفيد الافتتاحية بأن "أوكاسيو-كورتيز لها أتباع على منابر التواصل الاجتماعي، وقامت بتعبئة القواعد المعارضة للمؤسسة، وتعلم بيلوسي أنها والقيادة الديمقراطية لن تسيطرا على الحزب، إلا إذا تمت استعادة المركز، واعتقد الحزب بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر أنه قادر على شن حملة مضادة لترامب، وحصلت الإنجازات العام الماضي".
وتقول الصحيفة إن "الديمقراطيين لا يزالون يعيشون دروس فشل هيلاري كلينتون، التي لم تقدم برنامجا مقنعا لإعادة أمريكا إلى قوتها، وأكدت انتخابات عام 2016 أن الرئيس المقبل يجب أن يقدم نفسه أو نفسها على أنه عامل للتغيير، وهذا يعني الأصالة والابتعاد عن النخبوية والتعاطف، وليس القسوة مع الناس العاديين".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إنه "بناء على هذا فإن ترامب قد يفوز في انتخابات العام المقبل؛ لأنه سيواجه حزبا متصدعا، لكنه بحاجة لتغيير لهجته إن كان يريد الاحترام، فلا سياسة تنتعش بناء على الانتهاكات التي لا ترتبط بحد".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: ما تأثير سلوك ترامب وأكاذيبه على أمريكا؟
واشنطن بوست: هل تثمر تكتيكات ترامب بممارسة "أقصى ضغط"؟
إغناطيوس: كيف سيحسم الوقت المواجهة بين أمريكا وإيران؟