قال جنرال إسرائيلي إن "الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل قد تتضمن تيارا يمينيا علمانيا يؤيد إيجاد تسوية مع الفلسطينيين؛ لأن نتائج التصويت الأخيرة في الانتخابات السابقة في أبريل المنصرم أشارت إلى أن الإسرائيليين يريدون قيادة براغماتية من الناحية السياسية، ومصممة من الناحية الأمنية، وليبرالية من الناحية الاجتماعية".
وأضاف ميشكا بن دافيد في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "فرضية الحل السياسي مع الفلسطينيين تقوم على استبدال المناطق السكنية، بحيث يتم ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، فيما يتم نقل المناطق السكنية العربية داخل إسرائيل للسيطرة الفلسطينية، وفي هذه الحالة سيتم العمل على إعادة تموضع الخط الأخضر دون أن يضطر أحد لإخلاء منزله، أو طرده منه".
وأشار بن دافيد، المسؤول السابق بجهاز الموساد، إلى أن "الفلسطينيين المقيمين بمناطق عربية في إسرائيل سيحصلون على جنسية فلسطينية بدل الإسرائيلية، مع بقائهم مواطنين فيها، والعمل فيها، والاستفادة من مقدراتها الاقتصادية، لكن الهدف من المقترح توفير أغلبية يهودية في إسرائيل، وإحداث تقسيم جغرافي مع إعادة انتشار ديموغرافي، ما سيحل مشكلة الجيوب اليهودية في العمق الفلسطيني، والجيوب الفلسطينية في العمق الإسرائيلي".
وأوضح بن دافيد، مؤلف كتاب "القرش" الذي يشرح فرضية أمني مخيفة تتمثل باجتياح الفلسطينيين للحدود الإسرائيلية، أن "هذه الأفكار تبناها أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الذي دعا في 2016 لوقف البناء الاستيطاني خارج التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، في ظل توقف أحزاب اليمين والوسط عن الحديث عن حل الدولتين مع الفلسطينيين".
وأكد أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يعد يتحدث عن خطابه الشهير بجامعة بار ايلان، ومعظم وزراء الليكود أعلنوا مواقف رسمية ضد حل الدولتين، والأحزاب الدينية ترفض أي حديث بهذا الخصوص، ولا ترى مشكلة في ضم ملايين الفلسطينيين بظروف سيئة، وليس ديمقراطية، حتى أن أحزاب الوسط مثل أرزق- أبيض تشهد معارضة واضحة لحل الدولتين، خاصة من قبل الجنرال موشيه يعلون".
وأضاف أنه "في ظل الهجوم الفلسطيني المتواصل على صفقة القرن، التي لا تأتي على حل الدولتين، وتعرض عليهم أقل من دولة مستقلة، يشير إلى صعوبة الانسحاب من حل الدولتين؛ لأنه سيؤدي لنشوء مشكلة ديموغرافية صعبة على الدولة الواحدة".
وأوضح أنه "في ظل الانزياح الحاصل في الخارطة السياسية الحزبية الإسرائيلية نحو التدين المفرط، ووجود حزب الليكود نفسه رهينة لهذه الأحزاب، ربما يظهر ليبرمان الأكثر قدرة على تنفيذ برنامجه السياسي مع الفلسطينيين وفق حل تبادل السكان والأراضي".
وأكد أن "الانتخابات القادمة في سبتمبر ستكون استفتاء على إمكانية تحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين، وعلى شكل الدولة الإسرائيلية التي يجب أن تكون علمانية ليبرالية ديمقراطية، وليست دينية".
وختم بالقول إنه "في المفاضلة بين الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، والحاخام رافي بيرتس زعيم حزب البيت اليهودي، يظهر ليبرمان الذي يرفع شعار "القوة ضد حماس"، ويبدي استعدادا للتنازل عن بعض المناطق الجغرافية، كما يقف سدا منيعا أمام أي تديين يجري لدولة إسرائيل".
"يديعوت" ترسم صورة كئيبة للواقع الاقتصادي بالضفة الغربية
التداعيات الأمنية المحتملة بحال قررت إسرائيل ضم الضفة الغربية
خبراء إسرائيليون: اغتلنا قيادة حماس ودمرنا غزة ولم نحقق الهدوء