"تفضح ولا تمنع"
وحول جدوى الرقابة الدولية وقدرتها على منع تزوير إرادة المصريين إذا صوتوا بـ"لا"، خاصة أن النظام يضغط عليهم بالترغيب والترهيب للمشاركة والتصويت بنعم؟ يرى الحقوقي المصري خلف بيومي، أن "التعديلات الدستورية القادمة هي شرعنة للاستبداد، ودسترة لأفعال غير قانونية، واستمرار لسيطرة العسكر على مقاليد الأمور، ومحاولة لضمان حكم مصر سنين قادمة".
مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أضاف لـ"عربي21"، أن "كل إجراء مناهض أو معارض أو كاشف لتلك المؤامرة هو إجراء واجب"، مشيرا إلى أن من تلك الإجراءات "طلب البعض وجود رقابة دولية على إجراءات الاستفتاء".
ولكن بيومي، يعتقد أن "تلك المراقبة الدولية حال وجودها تمثل نوعا من أنواع الفضح للنظام فقط؛ ولكنها لا تملك أن تمنع التزوير"، موضحا أن "التعديلات ما كان لها أن تمر إلا بعد موافقة ودعم من دول غربية وعربية ترى أن نظام السيسي، يمثل ضمانا لأمن واستقرار إسرائيل"، مؤكدا أنه "من أجل ذلك يتم السكوت عن تلك المهزلة".
"لا بأس منها"
من جانبه، أكد الكاتب والناشط السياسي، أشرف الريس، أنه "لا بأس من الرقابة الدولية على الاستفتاء بالرغم من عدم منعه للتزوير"، مشيرا إلى أن "النظام يفعل ما يشاء، لكن المهم أن يشارك الناس، ولا يقاطعون للتصويت بـ(لا)، كي تفضح النظام عند تزوير إرادة المصريين".
وحول إمكانية التعويل على وجود حالة غضب بين القضاة من التعديلات، وأنهم قد يمنعون التزوير نكاية في النظام، أكد الريس، لـ"عربي21"، أن "القضاة مهما حاولوا منع التزوير، سيتم الأخير عن طريق الأمن الشرطي أو العسكري".
وشدد بقوله، إنه يجب على رافضي التعديلات الدستورية قبل الاستفتاء، مطالبة المصريين بالمشاركة وشحن الشارع للنزول والتصويت بـ"لا"، وليس المقاطعة.
"الموضوع شائك"
من جانبه فضل الكاتب الصحفي المعارض للتعديلات الدستورية سيد صابر، وجود مراقبة دولية على الاستفتاء بموافقة الدولة والمعارضة معا، إلا أنه يعتقد أن النظام لن يوافق بوجود إشراف دولي، وإن وجد فلا يوجد ما يضمن عدم ممارسة الضغوط على تلك المنظمات.
صابر، أكد لـ"عربي21"، أن "الموضوع شائك؛ وبدون موافقة الدولة لن يكون هناك إشراف دولي"، مضيفا أنه "ولحساسيتنا نحن المصريون من موضوع الاستعانة بالخارج، ستجد أنه بدون موافقة الدولة ستكون هناك اتهامات بالتخوين، فإنهم يخونون المعارضة بكل الأحوال".
ونفى إمكانية التعويل على أن غضب القضاة من التعديلات قد يمنع التزوير، وقال: "إطلاقا؛ فالمجتمع المدني أصبح مدجنا"، موضحا أنه "لا يمكن الرهان على القضاة الذين حصلوا على امتيازات نوعية ومادية كبيرة، لكن الرهان الآن فقط على الشعب".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت الدعوات لوجود الرقابة الدولية على الاستفتاء، وطالبت الإعلامية المعارضة للتعديلات الدستورية منى هلال، بوجود "رقابة دولية من مؤسسات ذات مصداقية".
وأكدت الناشطة منال عفيفي، أنها مع "رقابة دولية من مؤسسات ذات مصداقية أو مقاطعة الاستفتاء.
لماذا يستخدم نظام السيسي النقابات المهنية لتصفية خصومه؟
ما دلالة لقاء ابن زايد بالسيسي بعد قمة القاهرة الثلاثية؟
شبهات حول شراء السيسي مقاتلات روسية بملياري دولار