ملفات وتقارير

كيف يحفز سحب بوتفليقة ترشحه المصريين للثورة؟

احتفالات بعد تراجع بوتفليقة عن "العهدة الخامسة"- فيسبوك

أحيا سحب الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، ترشحه لولاية رئاسية خامسة، الآمال لدى قطاع عريض من المصريين بوجه عام، والمعارضين بشكل خاص.

 

وعين الرئيس الجزائري، الاثنين، وزير داخليته، نور الدين بدوي، رئيسا للوزراء، خلفا لأحمد أويحي الذي استقال بعد قرارات بوتفليقة بسحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة، وتأجيل الانتخابات، استجابة لحراك شعبي يرفض تلك الولاية.

وجابت مواكب سيارات شوارع العاصمة الجزائر، ولوّح المشاركون فيها بأعلام البلاد، احتفالا بعدم ترشح بوتفليقة، بعد نحو أسبوعين من احتجاجات متواصلة، رفضا لترشحه.

درس جزائري

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي، والباحث السياسي، محمد عبد الشكور، لـ"عربي21": إن "انسحاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من سباق الانتخابات الرئاسية جاء حلا مؤقتا لمشكلة وجود نظام يحكمه الجنرالات منذ عقود من السنوات".

وأضاف أن "الجزائر أعطت الدرس لغيرها، ولعل الشعب المصري والمعارضة المصرية لو أنها اتحدت وتركت الخلافات بينها لحققت المعجزة التي حدثت في 25 يناير، ولكن للأسف تم إجهاضها من خلال الثورة المضادة التي أوصلت العسكر للحكم، ما جعل الأمور تزداد سواء".

وتابع: "ولعل تهديد القيادات في الجيش الجزائري للجزائريين بتذكيرهم بالعشرية السوداء هو عين ما يحدث في مصر؛ حيث تمر مصر منذ أكثر منذ حوالي ست سنوات إلا قليلا بأسوأ الظروف، حيث ارتكبت مجازر لم تحدث للمصريين في التاريخ، بالإضافة للإرهاب الذى تمّ صناعته والترويج له كمحتمل، حتى أصبح حقيقة موجودة".

ورأى عبدالشكور أن "مصر تستطيع وقادرة، وكل ما أخشاه الآن أن الثورة القادمة ستكون شديدة، وربما يحدث فيها عنف وتصفيات؛ حيث إن الشباب تعلموا من درس ثورة يناير، والخوف من خروج الفقراء والمهمشين، فهؤلاء سيكون هدفهم التخريب والانتقام دون سيطرة أو قيادة توجههم"، متوقعا أن "ينجح الشعب المصري في تحقيق المفاجأة".

 

اقرأ أيضا: احتفالات بعد تراجع بوتفليقة عن "العهدة الخامسة" (فيديو)

الشرارة الأولى

مدير موقع مباشر أوروبا، الإعلامي سعيد محمد، قال لـ"عربي21": "في البداية، خروج الجزائريين هو بداية لثورات أخرى، ولعلها الشرارة كما كانت تونس، ورغم إعلان بوتفليقة انسحابه وتأجيل الانتخابات وتعديل الدستور، فهذا يقلق الجزائريين، خاصة أن ما حدث يشبه ما حدث بعد ثورة يناير، ونهج العسكر لا يختلف في الدول العربية".

ورهن نجاح "أي حراك في مصر باصطفاف المعارضة، وتوحد المصريين، سيكون له رد فعل قوي، خاصة أن (صفارة وحلة) أثارت ذعر الانقلاب، وأثبتت وقفة المصريين منذ عدة أيام في جنيف أن إعلام الانقلاب هو أيضا أخذ يترنح ويخرج بأحاديث كاذبة؛ حيث إنه وصف من كانوا في جنيف بالمرتزقة، وبأنهم قلة ".

مؤكدا أن "انسحاب بوتفليقة من الرئاسة أعطى آمالا كثيرة للجزائريين في انتصار ثورتهم، وتنفيذ مطالبهم، وهذا يشجع دولا أخرى للنهوض والنزول، وأولها مصر، وستشاهد ردة الفعل خلال الأيام المقبلة، خاصة مع أزمة العيش والتموين، وخطاب الأحد الهيستيري الذي يؤكد أنه فقد عقله".

قوة تنظيمية ثورية

وقال رئيس حزب الفضيلة ومؤسس تيار الأمة محمود فتحي، لـ"عربي21": إن "فرصة المعارضة المصرية بإزاحة نظام السيسي، إجابتها بنعم ولا"، مضيفا "نعم؛ لأن الشعب كاد ينفجر، وأن السيسي فاشل، ولم يحقق حكمه شيئا للمصريين، وأن الثورة ما تزال في النفوس".

وتابع: "ولكن لا؛ لأن المعارضة لم توجِد الحالة التنظيمية الثورية، وليست الإصلاحية التي تستطيع أن تواجه هذا النظام، وأعني الثورية هنا التي تسير في المسار الثوري، وليس الإصلاحي".

وأوضح أن "الساحة المصرية فيها تياران، أحدهما إصلاحي وله جماعاته ومريدوه، والآخر ثوري، والذي كان في مقدمته الشيخ حازم أبو إسماعيل، وحسام البخاري، ومحمود فتحي، وآخرون، ومن مشكلة التيار الآخر أنه لم يوجد حالة ثورية تنظيمية؛ فقيادته في السجون، والباقي لم يتمكنوا حتى الآن من إيجاد تلك الحالة التنظيمية الثورية".

واختتم فتحي حديثه بالقول إن "القدرة على إنشاء قوة تنظيمية ثورية حتى لو صغيرة، ستكون قادرة على توجيه الثورة التي سيكون له جناحان؛ أحدهما ثوري، والآخر إصلاحي، يتعاونان فيما بينهما، ويدفعان الشعب نحو نيل حقوقه، ويستثمرون فشل السيسي والغضب الشعبي".