نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، مقالا لمديرة جمعية "Jewish Voice for Peace"، ريبيكا فيلكوميرسون، تقول فيه إن النائبة إلهان عمر تتعرض للتوبيخ في مجلس النواب جزئيا من قيادات حزبها.
وتشير فيلكوميرسون في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "عمر تواجه أيضا هجوما معاديا للإسلام، فوصفت بأنها إرهابية لمجرد كونها مسلمة، فيما تقوم قيادات الكونغرس الأخرى طيلة الوقت بنشر تغريدات معادية للسامية، دون خجل ودون أن يتعرض لها أحد".
وتقول الكاتبة إن "مدى النفاق مثير بحد ذاته، لكنه أيضا مؤشر إلى الصراع بين ائتلاف تقدمي صاعد يبدو مختلفا عن أجيال الكونغرس القديمة، ويقوم هذا الائتلاف بشكل متزايد بتضمين الحقوق الفلسطينية في أجندته، بناء على الحقوق العالمية، والحاجة للمساواة والحرية للناس جميعهم".
وتجد فيلكوميرسون أن "إلهان عمر تمثل طبقة من أعضاء الكونغرس لا تبدو مثل أعضاء الكونغرس القدماء: نساء ملونات نشيطات من مجتمعات (سوداء ومسلمة في حالة إلهان عمر) تواجه أشد أنواع العنصرية ورهاب الأجانب في هذا البلد".
وترى الكاتبة أنه "ليس صدفة أن يكون الشباب والنساء وبالذات "الملونين"، هم من يشكلون هذا الائتلاف للتقدميين الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية، كجزء طبيعي من أجندة تقوم على العدل والكرامة والحرية، وهذا هو السياق حول اتهامات معاداة السامية والإسلاموفوبيا الأسبوع الماضي، التي تركزت على النائبة عمر، وفي الوقت الذي انتقد فيه البعض لتغريدات النائبة عمر بذلك بصدق نية، إلا أنهم في أكثر الأحيان جزء من استراتيجية ساخرة لوصف الائتلاف الناشئ بأنه معاد للسامية".
وتلفت فيلكوميرسون إلى أن إلهان عمر بصفتها واحدة من أول مسلمتين في الكونغرس، فإنها تواجه مجموعة من المطالب والهجمات، ويتم استخدام الاتهامات بمعاداة السامية لإسكاتها عن انتقاد إسرائيل.
بالإضافة إلى أن هناك شكلا من الإسلاموفوبيا يصدر عن اليمين في مهاجمتها مباشرة بسبب هويتها، وهناك نوع من الإسلاموفوبيا الخفيفة الواضحة في مستوى القلق الأقل الذي يتم التعبير عنه في وجه الهجمات الشائنة ضدها شخصيا.
وهناك الكثير من المسؤولين الليبراليين المنتخبين وغيرهم يدعون زورا بأن الاحتجاج على تغريدات عمر (حول إسرائيل) مساو للاحتجاجات التي تعكس التخوف من الإسلام ضد عمر نفسها.
وتنوه الكاتبة إلى أن "النائبة عمر تفاعلت مع المنتقدين الصادقين الذين انتقدوا لغتها، وأظهرت إصرارا على الالتزام بقيهما، على خلاف غيرها من أعضاء الكونغرس الذين يستمرون في الترويج لرسائلهم المعادية للسامية".
اقرأ أيضا : إلهان عمر: لا صمت أمام العنصرية والتخويف من الإسلام (شاهد)
وتقول فيلكوميرسون: "حتى قبل أن يقوم الحزب الجمهوري في غرب فرجينيا بعرض لافتة تعكس الإسلاموفوبيا، وتربط بين النائبة عمر وأحداث 11 أيلول/ سبتمبر لأنها مسلمة، فإن الإسلاموفوبيا التي تقف خلف الهجوم على عمر كانت واضحا، وكما غردت عمر: (يتم التشكيك في أمريكيتي من الرئيس ومن الحزب الجمهوري كل يوم، ومع ذلك يبقى زملائي صامتين)".
وتشير الكاتبة إلى أنه "في الوقت ذاته فإن قيادات في الكونغرس تستمر في نشر تغريدات معادية للسامية، مثل تغريدة النائب جيم جوردان، الذي كتب اسم توم ستير مستخدما علامة ($) بدلا من حرف (S)، أو تعليق زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفين ماكارثي، الذي غرد حول المتبرعين اليهود، وتلك التغريدات التي تمر دون أن يلاحظها أحد ودون أي عقوبة".
وتبين فيلكوميرسون أن "معاداة السامية -خاصة بصفتها تعبيرا عن استعلاء اليمينيين البيض- لم تكن أبدا بهذا القرب من السلطة، في حياتي على الأقل، واليهود من الأطياف السياسية كلها في حالة خوف، وهم محقون، فتبدو مدينة تشارلوتسفيلي عبارة عن سلسلة من الكتابة على الجدران التي تهاجم اليهود، وحيث تقع الهجمات الحقيقية على اليهود - وعلاوة على ذلك الهجوم القاتل في بيتزبيرغ- ما يجعل الكثير منا يراجعون اعتقادهم بأنهم آمنون في هذا البلد، خاصة البيض منا، الذين لم يتم استهدافهم مباشرة بالاعتداء في تجربتنا الحديثة".
وتفيد الكاتبة بأن "هذا يجعل الأمر محيرا عندما يقوم أشخاص بانتقاد إسرائيل ودعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS)، أو حتى معاداة الصهيونية، حيث يوضع ذلك كله في سلة معاداة السامية التي يواجهها اليهود في أمريكا في هذا الزمن".
وترى فيلكوميرسون أن "الأمر لم يكن أهم منه الآن في التمييز بين النقد -حتى أشد أنواعه- لسياسة دولة (إسرائيل) والتمييز العنصري ضد فئة من الناس (اليهود).
فإسرائيل لا تمثل اليهود كلهم، ولا يؤيد اليهود كلهم إسرائيل، ورفع الصوت بتأييد حقوق الفلسطينيين وآمالهم في الحرية لا علاقة له بأي شكل بمعاداة السامية، مع أن الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تفعل ما بوسعها للتشويش على هذا المفهوم.
صحيح أن هناك معادين للسامية من بين المؤيدين لحقوق الفلسطينيين، إلا أن هؤلاء ليس لهم مكان في حركة لأجل العدل، وهو ما جعله القادة الفلسطينيون في الحركة واضحا جدا".
اقرأ أيضا : ترامب يهاجم إلهان عمر من جديد بسبب إسرائيل
وتقول الكاتبة: "إننا نعلم أن كبار العلماء والناشطين السود، من أنجيلا ديفيس إلى مارك لامونت هيل إلى ميتشيل الكساندر، قاموا في الأشهر الأخيرة برفع أصواتهم بقوة تأييدا للفلسطينيين، ووجدوا أنفسهم مستهدفين في المقابل.
إن الرقابة على الملونين، بمن فيهم إلهان عمر، الذين يرفعون أصواتهم في الشأن الفلسطيني، بما في ذلك المقاييس الأعلى المطلوبة منهم وافتراض سوء النية عند تقييم كلامهم، تجعل قيادتهم في هذه القضية أكثر روعة، لكنها أيضا تعني أنهم يدفعون ثمنا لا يطاق تقريبا".
وتجد فيلكوميرسون أن "حالة الإنهاك والغضب التي يحس بها العديد من الناس -مسلمون وفلسطينيون وسود ويهود ملونون ويهود يؤيدون الحقوق الفلسطينية- لا تزال مستمرة، ولها جانب إيجابي.
فالعلاج المضاد الوحيد للوبي المؤيد لإسرائيل هو بناء حركة شعبية قوية من أشخاص مستعدين للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وذلك هو ما أنهى دعم أمريكا للأبارثهايد في جنوب أفريقيا.
وهو ما أكسب السود في أمريكا انتصارات محدودة في مجال حقوق الإنسان، وهو ما حول الآراء الأمريكية حول زواج المثليين على مدى عشر سنوات قصيرة، وهو ما نراه اليوم".
وتذهب الكاتبة إلى القول إنه "ليس مفاجئا أن يواجه أول مسؤولين منتخبين يدافعون عن حقوق الفلسطينيين معارضة شديدة من المدافعين عن الوضع الراهن، عمر نفسها لم تتراجع لكنها ترد على ناقديها: (معارضة نتنياهو والاحتلال ليست كمعاداة السامية، أنا شاكرة للعديد من الحلفاء اليهود الذي رفعوا أصواتهم وقالوا الأمر ذاته.. يجب أن نكون مستعدين لمكافحة الكراهية بأشكالها كلها وفي الوقت ذاته انتقاد الظلم بأنواعه كلها".
وتختم فيلكوميرسون مقالها بالقول: "سينضم إلى عمر المزيد، لكن فقط إن كنا مستعدين وقادرين على الوقوف للدفاع عنهم، بالحديث عن معاداة السامية بدقة، وبتحدي العنصرية والإسلاموفوبيا، وبمساءلة مؤسساتنا والمسؤولين المنتخبين".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
إنترسبت: هذا هو سجل العار لترامب وحزبه المعادي للسامية
MEE: هل يستخدم الجمهوريون إسرائيل لاستغلال الديمقراطيين؟
ميدل إيست آي: هل تغريدة إلهان عمر معادية للسامية؟