اجتاحت موجة غضب وحزن مواقع التواصل الاجتماعي بعد تنفيذ حكم الإعدام في تسعة معتقلين فجر اليوم في سجن طرة، سبقهم ستة آخرون خلال شهر شباط/ فبراير الجاري.
وكانت سلطات الانقلاب العسكري قد رحلت تسعة من المعتقلين السياسيين مساء أمس الثلاثاء إلى مجمع سجون طره بالقاهرة (بداخله غرفة إعدامات)، وتم إخضاعهم للكشف الطبي تمهيدا لتنفيذ أحكام الإعدام النهائية الصادرة بحقهم فجر الأربعاء، في القضية المعروفة الإعلامية باغتيال النائب العام السابق هشام بركات عام 2015.
النشطاء دشنوا عدة وسوم منذ مساء أمس للمطالبة بوقف تنفيذ تلك الأحكام، لتتحول صباح اليوم لموجة غاضبة بعد تنفيذ الحكم بالفعل على التسعة.
وتصدر (#لا_لتنفيذ_الاعدامات) منذ مساء أمس الثلاثاء وحتى الآن؛ قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر، حيث غرد عبره عدد من السياسيين والإعلاميين من جميع الإيدلوجيات والأطراف السياسية، والذين اعتبروا تنفيذ تلك الأحكام "جرائم حرب" يمارسها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونظامه، مؤكدين أنها "عملية قتل جماعي خارج القانون تتناقض وتعهدات مصر الدولية".
اقرأ أيضا: إعدامات جماعية.. هل يدفع الشباب ثمن الفشل الأمني للسيسي؟
مقدم برنامج "جو شو" يوسف حسين رأى أن القضاء المصري يستهدف النيل من المصريين، بينما استنكرت المذيعة الفلسطينية سلمى الجمل الحكم قائلة: "كيف أضحت مصر باطشة هكذا بأبنائها؟".
وأعاد النشطاء تداول مقطع مصور لمحمود الأحمدي أحد الذين تم إعدامهم فجر اليوم، وهو يدلي بشهادته في المحاكمة حول التعذيب الذي تعرض له والصعق بالكهرباء والتهديد بالاغتصاب وإجباره على الاعتراف بارتكاب جريمة لم يرتكبها، وتداولا جملته الشهيرة: "تمت كهربتنا لمدة تكفي مصر 20 عاما، أعطني صاعقا كهربائيا وسأجعل كل الموجودين في القاعة يعترفون أمامك بجرائم لم يرتكبوها".
السياسي الليبرالي عمرو عبد الهادي رأى أنه يجب مواجهة النظام والأحكام الصادرة منه بالدفاع الشرعي عن النفس وليس بالهاشتاجات، ووصف السيسي بأنه "صهيوني يرتكب جريمة أخرى في حق الشعب المصري".
ورأى عبد الهادي أنه يجب إصدار بيان واحد من كل السياسيين والإعلاميين في الخارج من جميع الأيدلوجيات، يمهلون فيه السيسي 24 ساعة ليعلن وقف الإعدامات، وإلا "سيكون من حق الجميع الدفاع الشرعي عن أنفسهم أمام نظام السيسي بكل قوتهم".
الحقوقي هيثم أبو خليل الذي دشن عدة وسوم منذ الأمس وأطلق عدة مناشدات لعمل وقفات أمام القنصليات والسفارات المصرية في الخارج تساءل اليوم بعد تنفيذ حكم الإعدام: "هل سيرحمنا ربنا ونحن عاجزون عن وقف كل هذا القتل؟ وكيف سيكتب التاريخ عنا وهذا يحدث أمام أعيننا؟".
اقرأ أيضا: مصريون ناجون من أعواد المشانق يكشفون لـ"عربي21" حقائق مثيرة
وزير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة هشام قنديل السابق عمرو دراج، اعتبر أن دماء هؤلاء الشهداء التسعة هي عربون استعادة الثورة في مصر، وأكد على أنه: "لا عذر بعد الآن لمن يعرقل العمل الوطني الجامع ولا يسعى لتجميع الصفوف".
فيما وصف الصحفي عمرو القزاز شهر فبراير بأنه "أسود" حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على 15 معارضا سياسيا في أقل من شهر قبل طرح التعديلات الدستورية للاستفتاء على الشعب.
أجواء مؤثرة بتشييع الشبان الذين جرى إعدامهم بمصر (شاهد)
منظمة حقوقية تدين الصمت الدولي على النهج الدموي للسيسي
أول تعليق للسيسي على الإعدامات الجديدة في مصر.. ماذا قال؟