قضايا وآراء

المختصر في فضح الكذاب الأشر.. العزة والشرف التي يقود بها مصر (1-5)

1300x600
حكمة جليلة تعلمناها من أسلافنا مفادها أنه على الكذوب أن يكون "ذَكُورا".. ففي كل مناسبة يخرج فيها السيسي على وسائل الإعلام، يطلق سيلا من الأكاذيب المتناقضة، تارة نجده يصرخ كاذبا: "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا"، ثم يصرخ مناقضا كذبته الأولى قائلا: "أنا لو ينفع أتباع، أتباع"، ويتبعها قائلا: "الشعب يجوع عشان نبني البلد"، منهيا التناقض بين إنجازاته المزعومة وبين الواقع قائلا: "أنا مش قادر أديك"، ويناقض كلامه سابق الذكر مقولته الشهيرة: "أنا الكلام عندي بيمر على فلاتر".

يبدو أن فلاتر السيسي الكذوب أصابها عطل طويل المدى أو مرض عضال، كالذي أصاب به المصريين الذين يتابعون خرافاته وأكاذيبه.

فاجأنا الكذوب في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 من كانون الثاني/ يناير 2019، قائلا: "نحن نقود البلاد بالعزة والشرف والأمانة". وعلى الرغم من علم المصريين على اختلاف مشاربهم مدى كذب الكذوب، إلا أنه لا بد لنا من وقفة مع هذا التصريح.

ذكر السيسي ثلاث صفات كمعايير لحكم مصر، وهي الأمانة والعزة والشرف. في هذا المقال سنعيد كل صفة ذكرها إلى أصلها، ثم نسقطها على واقع حكم السيسي لمصر.

بدأ السيسي معايير حكمه لمصر بصفة الأمانة، حيث يقول الله عز وجل في شأن الأمانة: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" (سورة الأحزاب: 72).

للأمانة مصطلحات مرادفة لها، منها النزاهة والثبات على العهد والوفاء بالحقوق، بينما يقابل الأمانة الخيانة. فالشخص الأمين هو من يحافظ على أمانته وعهده، والخائن هو من يضيع الحقوق والعهود.

ولنسقط الصفة التي وصفها السيسي كمعيار لحكمه على ممارسات السيسي منذ برز إلى المشهد العام في مصر بفضل ثورة يناير.

هل كَذِبُ السيسي عندما ادعى اختراق مجموعات أجنبية مسلحة لحدود مصر الشرقية إبان ثورة يناير 2011 كونه رئيسا للمخابرات الحربية؛ يعد أمانة؟ هل أمْر السيسي قواته بإجراء كشوف عذرية لثائرات مصر في ميدان التحرير؛ أمانة؟ هل تمثيل الورع والتقوى على رئيس مدني منتخب حتى يتقرب منه؛ أمانة؟

هل انقلاب السيسي على إرادة المصريين الحرة وعلى ثورة يناير واستغلاله غضبا شعبيا جراء فشل نظام الحكم؛ أمانة؟ هل قتل الآلاف من المصريين منذ 2011 وحتى الآن؛ أمانة؟ وهل سجن عشرت الآلاف من المصريين على اختلاف توجهاتهم العقدية والسياسية؛ أمانة؟ وهل التفريط في أرض مصر والتنازل عن مقدراتها وثرواتها؛ أمانة؟

من كل ما سبق يتضح لكل ذي عقل أنه إذا لم يكن للخيانة عنوان، فالسيسي وممارساته عنوانها.

ثم نأتي إلى المعيار الثاني الذي ارتضاه لحكمه، وهو العزة. والعزة هي حالة مانعة للإنسان أن يُغلب وتعني العزة القوة والمنعة والحمية، وتحمل بين معانيها التأبي عن حمل المذلة.. حينما نُسقط هذه المعاني على شخصية وصفات وممارسات السيسي، نجد أنه يبعد عن العزة بُعد المشرق عن المغرب، وهو من يقودنا إلى طرح مجموعة من التساؤلات، تاركين للقراء الأعزاء والشعب المصري الإجابة عليها لما يتمتعون به من فراسة وكياسة:

هل شرعنة التفريط في مياه النيل بالتوقيع على اتفاقية سد النهضة؛ عزة؟ وهل التنازل عن حقوق المصريين من غاز البحر المتوسط؛ عزة؟ وهل التنازل عن جزء استراتيجي من أرض مصر المتمثل في جزيرتي تيران وصنافير؛ عزة؟ وهل سماحه للعدو الصهيوني بالعربدة في سيناء؛ عزة؟

وأخيرا، يزعم الكذوب أنه يقود مصر بالشرف كمعيار لحكمه، ونحن بدورنا نسأل:

هل سجنك لقياداتك ورفاقك العسكريين لمجرد نيتهم الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية لمنافستك؛ شرف؟ وهل سجنك للنساء شرف؟ وهل سجنك للأطفال شرف؟

وختاما نقول: إن مصر لم تشهد حاكما بمثل تلك الوضاعة التي تتمتع وتستمع بها. نعم أنت خائن.. نعم أنت ذليل.. نعم أنت رويبضة، ولكن العيب ليس فيك، وإنما العيب في مؤسسة كانت ملء السمع والبصر حينما تسمح لرويبضة مثلك بالتحكم فيها، وفي البلاد والعباد. العيب في معارضة تنشغل بخلافاتها وعجزها عن التراص صفا واحدا لمقاومتك.

انتظرونا في الحلقة القادمة من سلسلة "المختصر في فضح الكذاب الأشر".