قضايا وآراء

أسئلة مشروعة حول مبادرة السفير عبد الله الأشعل

1300x600
تشهد مصر هذه الأيام ما يمكن أن نطلق عليه سيل من المبادرات التي تهدف إلى محاولة الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها مصر. وقد انفرد موقع "عربي21" بنشر معظم هذه المبادرات الأخيرة.

ونعتقد أن هذا السيل من المبادرات إنما يدل في جوهره استشعار الجميع حتى ممن كانوا غطاء لهذا النظام العسكري أن هذا النظام أدخل البلاد في نفق أو بئر سحيق من الفشل، بل إننا نستطيع القول بكل ثقة إن خريطة مصر أصبحت مهددة، بل تم اقتطاع جزء منها على يد هذا النظام، وأن النيل الذي جرى حاملا الخير لمصر عبر آلاف السنوات أصبح شحيحا الآن بسبب تفريط هذا النظام في مقدرات البلاد المادية والبشرية.

وفي البداية، أود توضيح أن السفير عبد الله الأشعل قامة دبلوماسية وسياسية ووطنية ولا نشكك أبدا في هدفه الوطني البديل والنبيل لإخراج مصر من البئر السحيق الذي دخلته على يد نظام لا يعترف بمصر سوى أنها كتيبة عسكرية، وأن شعبها ما هو إلا مجموعة من الجنود.

وسألخص ردي على مبادرة السفير الأشعل - التي طرحها عبر موقع "عربي21"- في عدة أسئلة أوجهها للرأي العام قبل توجيهها على السفير عبد الله الأشعل.

السؤال الأول: هل تعتقدون أن هذا النظام راغب في الحل الجذري للأزمة؟ وهل في الأساس يعتقد هذا النظام بوجود أزمة؟

السؤال الثاني: ألا تعتقد يا سعادة السفير أن ترديدك لشماعة المؤامرة الخارجية الكونية التي تحاك ضد مصر إنما هو في الأساس إيمان بما يروجه النظام للسيطرة على عقول وقلوب المصريين؟

السؤال الثالث: هل اختياركم للشخصيات المكونة للجنة العقلاء لمجرد شهرتهم أم لأدوارهم التي تعتقد أنها وطنية في حين لا نجد منهم من معارضي هذا النظام فإنك بهذا تفتح للنظام مخرجا آمنا بحيث يتحاور النظام مع من يؤمنون به مع بعض الخلافات البسيطة؟ إنني أعلم أن أساس الحوار أن يكون بين متضادين فكيف يجرى حوار بين متقاربين إن لم نقل متطابقين؟

السؤال الرابع: هل أزمة مصر تتلخص في البرلمان؟ وهل مجرد إجراء انتخابات برلمانية سيؤدي إلى خروج البلاد من نفقها المظلم؟

السؤال الخامس: هل تعتقد أن النظام الذي قتل الألاف واعتقل عشرات الآلاف وشرّد عشرات الآلاف وفرط في مقدرات مصر وأرضها ومياهها سيخضع للحوار كأسلوب للحل؟

السؤال السادس: هل القفز على الماضي الذي اقترحته سيكون أساسا لحل الأزمة فكيف يتم القفز على القتل والقضاء على حلم المصريين في العيش والكرامة والعدالة؟ وأين العدالة الانتقالية من مشروعكم؟

السؤال السابع: ألا تعتقد أن حتى الذين أيدوا الثلاثين من يونيو وانقلاب الثالث من يوليو يرون الآن أن السيسي انقلب على خارطة الطريق المعلنة في الثالث من يوليو التي تعدون إلى تطبيقها الآن؟

السؤال الثامن: كررتم مصطلح الفئة المستفيدة من استمرار تخريب مصر دون تسميتها فهل يمكنكم تسميتها؟ لأننا لا نعلم فئة أو عصابة تريد تخريب مصر سوى العصابة الصهيونية التي يرتبط معها نظام السيسي بعلاقات دافئة وحميمية.

السؤال التاسع: أي من القراءات الست التي افترضتها للنظام أقرب إلى الواقع، لأن غالبية المصريين، بل والمراقبين الدوليين يرون أن هذا النظام جاء لإعادة الحكم العسكري الديكتاتوري إلى واجهة المشهد، وليس هذا وحسب بل إنه جاء للقضاء على مقدرات البلاد؟

في النهاية أتمنى لكل المخلصين للوطن والعدل النجاح في مساعي الخروج بالبلاد من هذا البئر السحيق؟