ملفات وتقارير

لماذا دعمت الإمارات المبعوث الأممي بليبيا وماذا عن حلفائها؟

الإمارات عبرت عن دعمها لجهود غسان سلامة لحل الأزمة الليبية- جيتي

طرح دعم دولة الإمارات للمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة ومؤتمره الجامع المرتقب، وخطته لدعم الاستقرار؛ عدة تساؤلات حول دلالة هذا الدعم في هذا التوقيت الذي يتعرض فيه "سلامة" لسلسلة اتهامات من قبل رئيس البرلمان الليبي وكذلك اللواء، خليفة حفتر.

وأعربت الإمارات عن ترحيبها ودعمها للجهود التي بدأها "غسان سلامة" لتنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، وأشادت بما أسمته "التقدم" الذي أحرز بهذا الشأن".

وأكد نائب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، سعود حمد الشامسي، خلال مناقشة مفتوحة في مجلس الأمن، دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي وخاصة في عقد ملتقى وطني جامع مطلع العام الحالي بمشاركة الأطياف الليبية كافة"، وفق وكالة "أنباء الإمارات".

حملة تشويه


وتعرض المبعوث الأممي والأكاديمي اللبناني، غسان سلامة إلى حملة تشويه وهجوم من قبل رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح والذي اتهمه بالمحاباة والتدخل في شؤون ليبيا ودعم رئيس الحكومة، فائز السراج، وهاجم المؤتمر الجامع، وكذلك هجوم من قبل المتحدث باسم "حفتر"، والذي هاجم البعثة وخططها.

 

اقرأ أيضا: هجوم من رئيس برلمان ليبيا على "سلامة".. هل بدأ الصدام؟

وجاء الدعم الإماراتي لسلامة في هذا الوقت ليطرح تساؤلات من قبيل: هل تغازل "أبو ظبي" الدول الكبرى الداعمة للمبعوث الأممي وخطته، أم أنها تضغط على "عقيلة" و"حفتر" للقبول بالحلول السلمية بدلا من التصعيد؟

"كلام يخالف الواقع"

من جهته، قال الناشط الليبي، أحمد التواتي إنه "من المعروف أن للدول دائما صوتين، ولا أتوقع أن تتخلى الإمارات عن "عقيلة" و"حفتر"، لكن على الأرجح أن هذا الدعم الإماراتي لـ"سلامة" جاء تحت ضغوط دول كبرى داعمة لخطة البعثة الأممية ومؤتمرها الجامع".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "ويمكن أيضا أن نفهم تصريحات المسؤول الإماراتي أنها فقط للتسويق الكلامي الذي يخالف الواقع الفعلي للدور الذي تلعبه "أبو ظبي" على الأرض والذي يدعم حالة اللااستقرار في ليبيا"، حسب رأيه.

"ضغط أميركي"

وأشار الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير إلى أن "التصريحات جاءت تحت ضغط أميركي خاصة أن "واشنطن" لازالت تدعم المبعوث الأممي في ليبيا، ومن المحتمل أن "السراج" نقل للسفير الأمريكي في لقائهما الأخير أخبار الحملة الممنهجة التي يتعرض لها "سلامة" من بعض الأطراف".

وتابع لـ"عربي21": "ولعل تأكيد السفير الأميركي دعم بلاده للمسار الديمقراطي الذي ترعاه الأمم المتحدة رسالة واضحة لكل الأطراف المحلية والإقليمية التي تتدخل في الأزمة الليبية ومنها الإمارات"، حسب قوله.

دعم أطراف جديدة

لكن الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد قال من جانبه؛ إن "الإمارات لا تريد أن تكون صوتا ناشزا في المجتمع الدولي، وتريد أن يكون خطابها منسجما مع توجهاته، أما أفعالها فهذا أمر آخر ومغاير تماما عن خطابها، فدعمها مستمر لـ"حفتر" كطرف قوي ومهم في معادلة السياسة الليبية"، حسب وصفه.

وحول دلالة دعم "أبوظبي" لـ"سلامة"، قال لـ"عربي21": "تأتي هذه التصريحات نتيجةً لدعم الإمارات لأطراف جديدة بدأت تنشط وتستعد لخوض الانتخابات المرتقبة وسيكون لها دور بارز في الملتقى الجامع الذي تنوي البعثة عقده، وأبرز هذه الأطراف هو رجل الأعمال الليبي، حسن طاطاناكي المتواجد في الإمارت حاليا".

أوراق "أبوظبي" المتغيرة

ورأى المدون والناشط الليبي، مختار كعبار أن "الإمارات لا تريد استقرار ليبيا إلا إذا كان الحكم مستقرا لحليفها "حفتر"، وهي ليست معنية باستقرار ليبيا ولا بخطة "سلامة" ولكنها تماطل وتظهر نفسها أنها مع المؤتمر الجامع وهي تعرف أنها لا تستطيع أن تؤثر على باقي التوجهات السياسية في ليبيا".

 

اقرأ أيضا: خطاب هجومي من "غسان سلامة".. لماذا أغضب ساسة ليبيا؟

وأوضح أن "أوراق الإمارات متغيرة وتلعب بها حسب الحاجة فهي كانت ضد خطط الأمم المتحدة وضد أي لقاء وطني من قبل، والآن تظهر عكس ذلك وتحاول أن تظهر أنها تخلت عن "حفتر وعقيلة"، لكن تواجدها العسكري في شرق ليبيا مرهون بحفتر ولن تستطيع تغيير ذلك"، كما صرح لـ"عربي21".

وتابع: "وفي بعض المرات تحاول "أبو ظبي" اللعب بورقة سيف القذافي لكن كل أوراقها مع "حفتر" كونها لا تملك أوراقا في الغرب الليبي بل إنها مرفوضة تماما هناك"، كما قال.