نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتبة إيرن بانكو، تكشف فيه عن أن فريق الرئيس دونالد ترامب استعان بشركة إسرائيلية أثناء حملة الانتخابات التي أدت إلى فوز ترامب عام 2016.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن شخصين لديهما معرفة بالأمر، قولهما إن الشركة الإسرائيلية قدمت برامج للتلاعب في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول بانكو إن التفاصيل الجديدة جاءت بعد إعلان المحقق الخاص في التدخل الروسي روبرت مولر عن تعاون المساعد السابق في حملة ترامب الانتخابية ريك غيتس مع الفريق، خاصة في محاولة فريق مولر التحقيق في دور دول شرق أوسطية في الحملة الانتخابية التي قادت إلى فوز مفاجئ للمرشح الجمهوري في حينه.
ويذكر الموقع أن غيتس أجاب بشكل محدد على أسئلة تتعلق بمجموعة "ساي غروب"، وهي شركة إسرائيلية، قال موظفون سابقون إنها قامت برسم خطط تلاعب ومساعدة حملة ترامب، وسأل فريق مولر غيتس عن علاقاته مع مدير الشركة جويل زامل ورجل الأعمال الأمريكي اللبناني جورج نادر، الذي عمل مبعوثا خاصا للسعودية والإمارات العربية المتحدة، بحسب ما قالت المصادر.
ويلفت التقرير إلى أن فريق مولر أعلن يوم الثلاثاء أن غيتس يتعاون في "عدد من التحقيقات"، وطلب من قاض فيدرالي تأجيل الحكم عليه لارتكابه جريمة مالية اعترف بها مع مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت، وهي جزء من البحث الذي يقوم به فريق مولر في تأثير دول شرق أوسطية على الحملة الرئاسية لترامب، بحسب مصادر تحدث معها موقع "ديلي بيست".
وتذكر الكاتبة أن محامي غيتس لم يعلق على التقرير، وكذلك محامي زامل، الذي قال سابقا إنه تعاون مع مكتب المحقق الخاص، ورفض هذا أيضا التعليق على ما ورد في التقرير.
ويفيد الموقع بأن غيتس كان بحسب ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" قد طلب في عام 2016 مقترحات من "ساي غروب"، واشتملت المقترحات على أساليب تحكم وتلاعب في وسائل التواصل الاجتماعي، واخترع رموزا وهمية للتعامل مع الناخبين وأعضاء الوفود في الحزب الجمهوري، مشيرا إلى أن غيتس تحدث عن المقترحات مع المستشار للجمهوري جورج بيرنباوم، الذي لديه علاقات مع إسرائيل، وقال موظفون سابقون تحدثوا لـ"ديلي بيست" إنهم اتصلوا مع بيرنباوم الذي قدم إليهم عبر وسيط، ولم يتواصلوا مع غيتس.
وبحسب التقرير، فإن مولر سأل غيتس عما إذا تواصلت حملة ترامب مع مجموعة "ساي" من خلال وسطاء مثل بيرنباوم أو ممثلين لفريق ترامب، وقال موظفون سابقون في مجموعة "ساي" لصحيفة "نيويورك تايمز" إنهم سألوا الشركة القانونية "كوفينغتون أند بيرلينغ"، ومقرها واشنطن، حول الخطة، وإن كان فيها خرق للقوانين التي تنظم مشاركة الأجانب في الانتخابات الأمريكية.
وأخبر الموظفون السابقون "ديلي بيست" أن الشركة ردت قائلة، إن الشركة لن تخرق القانون لو تعاملت في تنفيذ خطتها مع مواطنين أمريكيين بصفتهم الفردية، لافتا إلى أنه عندما حاول الموقع الاتصال مع الشركة القانونية فإنها لم ترد.
وينقل الموقع عن موظفين في "مجموعة ساي"، قولهم إن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" قابلهم وسألهم عن جمهوريين من عالم ترامب غير غيتس، حاولا التواصل مع المجموعة في عام 2016، وقدم الاثنان نفسيهما للشركة على أنهما جزء من الدائرة المقربة لترامب، وتم تقديم للشركة الإسرائيلية وسطاء كان من بينهم بيرنباوم، وقال الموظفون السابقون إنهم لا يستطيعون الكشف عن أسماء الشخصين؛ لأنهم وقعوا على تعهد يحظر عليهم الكشف عن الأسماء.
وتنوه بانكو إلى أن مجموعة "ساي" تقدمت بإجراءات لتصفية أعمالها، إلا أنه ليس من الواضح إن كان زامل أو مجموعته "ساي" نفذت المقترحات لترامب، مشيرة إلى أن زامل تحدث مع مقربين من ترامب، لأن المحقق الخاص قام بفحص علاقته مع فريق ترامب، وسأله عن خططه لمساعدة فريق الرئيس الحالي للفوز في الانتخابات، وفيما إن تداخلت محادثات زامل مع تلك التي أجراها الموظفون في شركته مع غيتس من خلال بيرنباوم، وأخبر زامل موظفين أنه استخدم مواد مجموعة "ساي" في محادثاته مع المقربين من ترامب.
ويورد الموقع نقلا عن موظف سابق وصفه لجويل بأنه "رجل سري، ويحتفظ بأسراره لنفسه.. هناك إمكانية لقيامه بإدارة عملية جانبية لم يشرك فيها موظفيه"، فيما قالت مصادر مطلعة على تعاون غيتس مع المحقق الخاص، إنه يحاول البحث عن تعامل زامل مع فريق ترامب بطرق أخرى غير شركته، مشيرا إلى أن زامل ساعد على رسم خطة تغيير النظام في إيران بعد فوز ترامب في الانتخابات.
ويكشف التقرير عن الخطة التي شملت لقاء جرى بين زامل ونادر والمستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين والجنرال السعودي أحمد عسيري، وكان نادر يحاول في تلك الفترة الترويج لفكرة قيام أمريكا بتخريب اقتصادي ضد طهران.
وتعلق الكاتبة قائلة إن اللقاء كان على ما يبدو جزءا من الجهود السعودية- الإماراتية للتأثير على الإدارة المقبلة للتحرك ضد قطر وإيران، اللتين تعدان منافسين لهما في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن مكتب المحقق الخاص يقوم بالتحقيق في مليوني دولار دفعهما زامل إلى نادر بعد الانتخابات.
وينقل الموقع عن ثلاثة مصادر، قولها إن مولر حقق مع عدد من الشهود، بمن فيهم غيتس، وسألهم عن هذا المبلغ، لافتا إلى أن مولر يحقق في إمكانية وصول أموال أجنبية للجنة تنصيب ترامب، حيث تم إيصال المال عبر وسطاء أمريكيين.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن من المناسبات المهمة للمحقق، حفلة إفطار تمت في فندق ترامب الدولي، وقبل ثلاثة أيام من حفل تنصب ترامب، وحضرها مايكل فلين، ورئيس اللجنة الأمنية في مجلس النواب ديفين نيونز، ومتبرعون كبار للحزب الجمهوري، ودعي إليها ممثلون عن الإمارات وقطر والسعودية وإسرائيل.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيوريببلك: ماذا تقول غارات إسرائيل عن سياسة ترامب بسوريا؟
أوبزيرفر: مولر بات يعرف أسرارا قادرة على إغراق رئاسة ترامب
فيسك: باستقالة آركين فقد الإعلام الأمريكي أحد أعقل الأصوات