سياسة عربية

بعد جدل بتونس.. قيادي بالنهضة يوضح موقف حركته من الأسد

سبق أن دعت "النهضة" التونسية لمصالحة وطنية شاملة بسوريا- جيتي

أثارت دعوة حركة النهضة لمصالحة وطنية شاملة في سوريا، موجة جدل بتونس بين مرحب ومعارض، فيما اتهمت قيادات حزبية، النهضة، بازدواجية المواقف بخصوص موقفها السابق من نظام بشار الأسد.


ودعت الحركة في بيان لها" لمصالحة وطنية شاملة يستعيد بها الشعب السوري حقه في أرضه وفِي حياة ديمقراطية، وتضع حدا للتقاتل وما انجر عنه من مآس إنسانية وتعيد لسوريا مكانتها الطبيعية في المنظمات الدولية والعربية".


وأكد الناطق الرسمي باسم النهضة عماد خميري في تصريح لـ"عربي21" أن دعوة النهضة لمصالحة شاملة في سوريا تأتي في إطار بحث عن حل سلمي ينهي حالة التقاتل الدائرة هناك، ويفسح المجال للشعب السوري للعيش في مناخ ديمقراطي آمن ومستقر.


وشدد على أن دعوة المصالحة التي أطلقتها النهضة تشمل كافة الأطياف السورية دون إقصاء بما فيها النظام السوري.

 

اقرأ أيضا: "النهضة" التونسية تدعو لمصالحة وطنية شاملة بسوريا

وأوضح أن الحركة تحث على عودة سوريا لمكانها الطبيعي في الجامعة العربية، واستعادة عضويتها المجمدة.


وحول تغير موقف الحركة من الدعوة لتنحي الأسد عن السلطة إبان اندلاع الثورة في سوريا إلى الدعوة لمصالحة شاملة تجمع النظام والمعارضة، عزا الناطق باسم الحركة ذلك إلى التغييرات الحاصلة هناك.

 

وأضاف: "هذه الحرب استمرت لأكثر من سبع سنوات، واتضح أنه لا أفق لها بعد أن كبدت السوريين خسائر بالأرواح، بالتالي، أصبح لابد من إيجاد مخرج، ولن يتم ذلك إلا بالحلول السلمية عبر بحث السوريين عن أفق للمصالحة فيما بينهم".


وحول موقف الحركة من إمكانية قدوم بشار الأسد لتونس والمشاركة بفعاليات القمة العربية المزمع عقدها في شهر آذار/ مارس القادم أكد خميري دعم النهضة للرئيس التونسي في جميع الخطوات الدبلوماسية التي يبذلها لانجاح القمة العربية.


وكانت مصادر في وزارة الخارجية التونسية ورئاسة الجمهورية قد أكدت في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، عن مساع دبلوماسية حثيثة تبذلها الدولة وتحديدا الرئيس السبسي لاستعادة سوريا مقعدها بالجامعة العربية.

 

من جانبه، أوضح القيادي في حركة النهضة محمد بن سالم، في حديثه لـ"عربي21" أنه "لا يختلف مع ماجاء في بيان الحركة من ضرورة إيجاد حل سياسي لحقن دماء السوريين بعد سقوط الثورة بمستنقع العسكرة والمنظمات الإرهابية".

 

اقرأ أيضا: معارض سوري مقرب من أبو ظبي يرحب بـ"التطبيع" مع الأسد

لكنه في المقابل، اعتبر أن ذلك لا ينفي عن بشار الأسد كونه "مجرما أبا عن جد"، و"متورط بسفك دماء الآلاف من السوريين"، لافتا إلى أن "التفاوض يقتضي أحيانا اللقاء بين الأعداء بحال كان الهدف حقن دماء شعب كامل".

 

اتهامات للنهضة

 

على صعيد متصل، وصف الأمين العام لحركة الشعب ذات التوجه القومي، زهير المغزاوي، حركة النهضة بـ"التلون" وبـ"ازدواجية المواقف" مما يجري بسوريا بعد حسم المعركة الميدانية والسياسية لصالح بشار الأسد.


واتهم في تصريح لـ"عربي21" الحركة بـ"إرسال مقاتلين لسوريا"، داعيا إياها للاعتذار "قبل الدعوة لمصالحة شاملة عن الدماء التي تورطت فيها بعد دعمها للجماعات الإرهابية"، بحسب قوله.


وذكر بأن النهضة اتخذت سابقا قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق وطرد السفير السوري، إبان انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في ظل حكومة "الترويكا" ودعوتهم الصريحة لتنحي الأسد عن السلطة.


جدل عبر شبكات التواصل

 

وأثارت دعوة النهضة إلى المصالحة الشاملة في سوريا ردود فعل متباينة بين أنصارها وخصومها السياسيين بين مرحب ومنتقد.

ووصفت النائبة عن كتلة الجبهة الشعبية، مباركة البراهمي، دعوة النهضة بـ"الخطوة الخبيثة" عبر صفحتها على "فيسبوك".


وتابعت: "هل سيغير الموقف الجديد لحركة النهضة في المشهد السياسي والعسكري السوري؟ قطعا لا، هل هي صحوة ضمير بعد أن أغرقوا سوريا في بحر من الدماء أم أنّ صاحب البراميل المتفجّرة- كما كانوا يروّجون - قد مرّغ أنوفهم في الوحل؟".

 

 

واعتبر الباحث والمحلل السياسي جعفر الأكحل، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن بيان النهضة بخصوص سوريا "مهم واستباقي، وفيه قراءة ذكية للوضع الإقليمي والدولي وعلى الساحة السورية".

 

 

وتساءل أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي: "لماذا لم تدع النهضة إلى الحوار والمصالحة في سوريا قبل اليوم، بينما كانت إلى وقت قريب و على امتداد سنوات تحرض شباب المسلمين على القتال".

وأضاف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "تغيرت المعادلة فتغيّر الموقف".