حذر خبير إسرائيلي بارز، من خطورة وتداعيات
الخطوة الأمريكية المتمثلة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قواته من
سوريا، والتي قد يليها قرار مشابه بسحب قواته من العراق، على "أصدقاء"
واشنطن في المنطقة.
وذكر الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ملمان،
في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن قوات الحرس الثوري الإيراني،
تجري المرحلة الأخيرة من المناورة العسكرية الكبرى رقم 12 في سلسلة "الرسول
الأعظم" والتي أطلقت فيها السفن الإيرانية "صواريخ على مقربة من حاملة
الطائرات الأمريكية "جون ستينيس" والقوات المرافقة لها".
ورأى أن "إطلاق النار، ربما كان محاولة أولى
لفحص تصميم الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي، سحب قواته من سوريا،
ومن جهة أخرى، أن هناك أهمية لحقيقة أن القوة البحرية الأمريكية دخلت في هذا الوقت
إلى منطقة الخليج عبر مضيق هرمز".
ونوه ملمان، إلى أن "هذه هي المرة الأولى منذ
11 أيلول/سبتمبر 2001، التي تبحر فيها حاملة طائرات أمريكية في المنطقة"،
موضحا أن "الهدف ليس متابعة المناورة العسكرية الإيرانية وحسب، بل وإطلاق
رسالة تقول إنه رغم قرار الانسحاب من سوريا، فلا تزال طهران على بؤرة الاستهداف من
قبل واشنطن".
وأضاف: "من المهم أيضا التأكيد على أن
الاحتكاك الطفيف في الخليج، لم ينته هذه المرة مثلما في المرة الأخيرة"،
مشيرا إلى أن "إيران سمحت لنفسها في عهد الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما
بأن تمسك بسفينة صغيرة من الأسطول الأمريكي، زعمت أنها تسللت إلى مياه شواطئهم؛
وذلك لأسر ملاحيها وإهانتهم أمام الكاميرات".
أما في هذه المرة، "فلم تتجرأ إيران على
التفكير بذلك خوفا من رد غير متوقع من ترامب، وقوي ليس مثل سلفه الذي مر على الحدث
مرور الكرام"، وفق الخبير الذي نبه إلى أن "قرار
ترامب الانسحاب من سوريا، يفسر في نظر الكثير من المحللين في العالم كانتصار
لإيران وروسيا، وهزيمة لحلفاء واشنطن في المنطقة مثل؛ الأكراد والسعودية والأردن ومصر والإمارات وإسرائيل، وهكذا يفسر في طهران".
وقال قائد الذراع البرية في الحرس الثوري
الجنرال محمد فكفور، في مؤتمر صحفي في طهران: "لقد فهمت الولايات المتحدة أنها غير قادرة على استعراض قوتها؛ لا في سوريا ولا في العراق"، وفق أورده
ملمان الذي رأى أن "ملاحظة الجنرال فكفور عن العراق، مثيرة أكثر للاهتمام".
وأوضح أن "ترامب أعلن عن سحب قواته من
سوريا، وتقليص عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان، ولكنه لم يذكر العراق بعد، حيث
ينتشر نحو 5200 جندي أمريكي في مهام تدريب للجيش العراقي".
وأكد الخبير الإسرائيلي، أن "تواجد القوات
الأمريكية في العراق هام لأصدقاء واشنطن بقدر لا يقل عنه في سوريا؛ لأنهم يشكلون
الغلاف الأول للدفاع والصد في وجه التوسع الإيراني، الذي يسعى للحصول على رواق بري
إلى لبنان والتمترس في شواطئ البحر المتوسط".
اقرأ أيضا: هكذا دافع ترامب عن قراره بشأن سوريا.. ماذا قال عن تركيا؟
ونبه إلى أن "التواجد العسكري الأمريكي في
العراق هو بخلاف سوريا، لأنه بناء على دعوة من الحكومة العراقية"، مؤكدا أنه
في حال "أعلن ترامب سحب قواته من العراق، فإن هذا حقا سيئ جدا للعالم الغربي،
ولحلفاء أمريكا في أرجاء العالم ولإسرائيل".
وتابع: "وهذا سيشرح بقوة أكبر استقالة
وزير الدفاع جيمس ماتيس، والغضب في أوساط عدد غير قليل من أعضاء الكونغرس من الحزب
الجمهوري، الذين يتبنون سياسة خارجية، صقرية وحازمة".
وبين أنه "في العلاقات الدولية لا يوجد
فراغ، وفي كل فراغ تتركه الولايات المتحدة، التي تتخلى عن مكانتها كقوة عظمى
بسيطرة دولية، ستدخل بكامل قوتها الاقتصادية والعسكرية الصين وروسيا، ودول أخرى
لها تطلعات هيمنة إقليمية مثل إيران".
استقالات متوقعة في البنتاغون عقب الانسحاب من سوريا
هل قرر ترامب الانسحاب من سوريا خلال مكالمته مع أردوغان؟
جنرال أمريكي: هكذا يكون التحالف الدولي بسوريا دون أمريكا