أضيئت شجرة الميلاد،
السبت، للمرة الأولى باللون الذهبي في ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم بالضفة
العربية المحتلة، رغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي، إيذانا بانطلاق احتفالات عيد
الميلاد المجيد وسط حضور واسع.
وتواصل مدينة بيت لحم
استعدادها لأعياد الميلاد والتي ستضمن الكثير من الفعاليات لحين قدوم ليلة الميلاد
في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وتحدثت
"عربي21" مع رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، حيث قال إن "رسالة
بيت لحم لهذه السنة هي رسالة حياة ووجود، للتأكيد على إصرارنا على العيش على هذه
الأرض المقدسة فوق تراب ووطننا".
وتابع بأن رسالة
الوجود تعني "أننا موجودون ومتجذرون على هذه الأرض"، مرسلا رسالة تحدٍ
للاحتلال ولسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتصرفاته الهمجية بحق الشعب
الفلسطيني.
وكان الموقع
الإلكتروني للمنسق الإسرائيلي، المعني بتنسيق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في
المناطق والمعابر، أكد أنه سيصادق على دخول 500 مسيحي من قطاع غزة إلى القدس
المحتلة والضفة، للمشاركة في فعاليات أعياد الميلاد.
من جانبها، قالت وزيرة
السياحة، رولا معايعة، إنها تتمنى رؤية مسيحيي قطاع غزة في أعياد الميلاد المجيدة،
برغم الحصار المفروض عليهم، مؤكدة في حديث لـ"عربي21" أنه لم يتم بعد
إصدار أي تصاريح دخول من طرف الاحتلال.
واتهمت معايعة
الاحتلال بعرقلة إصدار التصاريح لحضور احتفالات أعياد الميلاد، وفي بعض الحالات
يمنح بعض أفراد العائلة تصاريح للدخول، ويمنع آخرون من نفس العائلة، وعليه تمتنع
بعض العائلات كاملة عن الحضور من القطاع.
ولفتت وزيرة السياحة
إلى أن عددا كبيرا من الزوار الأجانب، وصلوا إلى مدينة بيت لحم، وكنيسة المهد، بشكل لافت
ومميز من حيث العدد.
من جهته، أوضح رئيس
الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، خلال حضوره احتفال إضاءة شجرة الميلاد، أن
عيد الميلاد، عيد لكل فلسطيني، وحدث وطني مميز قائلا: "نلتقي اليوم ونحن في
أتون مواجهة مع العدوان الإسرائيلي، ومخططات تمزيق الكيان والهوية الفلسطينية، من
خلال تعميق الاحتلال وتوسيع وتسريع الاستيطان، واستهداف المؤسسات والقيادات
الوطنية في القدس، في محاولة لاقتلاع الوجود الفلسطيني منها، وعزلها بشكل تام عن
محيطها، وفي وقت تستهدف فيه المقدسات المسيحية والإسلامية، ويحرم الفلسطينيون من
الصلاة في رحابها".
وتابع من بيت لحم:
"نطالب المنظومة الدولية في كافة مكوناتها وقواها بإنقاذ حل الدولتين الذي
نجمع على وجوب تنفيذه وتجمع معظم دول العالم وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل
وإنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا وما يزال بسبب الصمت الدولي الذي شجع طوال
هذه العقود إسرائيل على التمادي في انتهاكاتها واستهتارها بالقانون الدولي و الشرعية الدولية و التنصل من
عملية السلام".
وأضاف: "وإذ
نواجه السياسة التي تمارسها إسرائيل، ونقاوم بكل ما أوتينا من عزم مخططات
اقتلاعنا من الأرض وتجريدنا من حضارتنا وتاريخنا، فإننا أحوج ما يكون إلى صون رسالة
المسيح عليه السلام، بالمزيد من الوحدة والوفاق، ونبذ الانقسام والخلاف، لنكون
فاعلين مؤثرين في حمل قضية شعبنا، والانخراط مع العالم في محاربة كافة أشكال
التمييز والعنصرية والتطرف".
وتبقى شجرة عيد
الميلاد التي تزين مدينة بيت لحم معلقا عليها آمال كبيرة وطنية وسياسية للعيش في
حرية بعيدا عن الاحتلال وغطرستة وحاملة رسالة بيت لحم لهذا العام "حياة
ووجود" إلى العالم أجمع.