تسارعت الأحداث بعيد العملية الأمنية الفاشلة والتي وصفت بالحساسة لجيش الكيان الإسرائيلي في خانيونس؛ لتلقي ظلالا ثقيلة على الساحة الداخلية للكيان الإسرائيلي والإقليمية عبر عنها بإعلان وزير دفاع الكيان إفيغدور ليبرمان الاستقالة؛ ودعوته لإجراء انتخابات مبكرة بحجة انعدام الرؤية للكابينت الإسرائيلي ورفضه الهدنة التي أعلن عنها برعاية مصرية مع قطاع غزة.
استقالة ليبرمان أضافت متغيرا جديدا يتفاعل في الساحة الإقليمية يضاف إلى متغيرات الساحة الأمريكية التي أفضت إلى فوز الحزب الديموقراطي بالأغلبية النيابية في الإنتخابات النصفية الأمريكية؛ مضيفا تعقيدات جديدة للسياسة الطموحة لترمب ونتنياهو بإطلاق مشروع السلام الإقليمي برعاية تضم دول خليجية الى جانب الكيان الإسرائيلي والإدارة الامريكية الممثلة بترمب.
فالسياسة المتهورة للرئيس ترمب والدعوية لعقد صفقة القرن والسلام الإقليمي والمتضمنة نقل السفارة الأمريكية الى القدس؛ قدمت قوة دفع لحكومة نتنياهو للمضي نحو التطبيع والإعلان عن مشاريع طموحة تجمعه بدول الخليج العربي على راسها ممر السلام والناتو العربي الاسرائيلي في مواجهة ايران؛ حلم سرعان ما بات مهددا و في مهب الريح في اعقاب اعلان ليبرمان استقالته وتهديده لحكومة نتنياهو ومستقبله السياسي.
السياسة المتهورة للرئيس ترمب والدعوية لعقد صفقة القرن والسلام الإقليمي والمتضمنة نقل السفارة الأمريكية الى القدس؛ قدمت قوة دفع لحكومة نتنياهو للمضي نحو التطبيع
تفاعلت التطورات في قطاع غزة في الساحة الإسرائيلية والإقليمية مُهددة المشاريع الطموحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ مشاريع أفضت إلى سباق تطبيعي بين دول الخليج العربي؛ بلغ حد التسابق على التطبيع بين المتنافسين في المنطقة العربية للعب أدوار سياسية متعارضة كسلطنة عمان وقطر من جهة؛ والإمارات العربية والسعودية والبحرين التي تقف على يمينهم القاهرة اللاعب الأساس في الملف
الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة.
التغيرات السريعة التي أعقبت
الهدنة لا يقتصر تأثيرها على الساحة الداخلية الإسرائيلية بل والمشاريع الطموحة للكيان الإسرائيلي وإدارة ترمب بل وعلى الأزمات الإقليمية خصوصا وأن دول الخليج العربي تقف على مفترق طرق بتأثير الملفات المتراكمة في المنطقة؛ أزمات لا زالت تثقل كاهل دول الخليج بالبحث المستمر عن أوراق جديدة لتعزيز مركزها الإقليمي لإدارة الأزمات الإقليمية وعلى رأسها اليمنية وحصار قطر وأزمة خاشقجي والتي باتت ملفات مزمنة لم تجد حلولا مقبولة أو نهايات معقولة بعد.
التغيرات السريعة التي أعقبت الهدنة لا يقتصر تأثيرها على الساحة الداخلية الإسرائيلية بل والمشاريع الطموحة للكيان الإسرائيلي وإدارة ترمب بل وعلى الأزمات الإقليمية
الملف الفلسطيني تحول إلى ملف محرج بتقلص الزخم الكبير الذي شهده بعيد تولي ترمب الرئاسة وتبني نتنياهو لكثير من تفاصيل مشروعه السياسي المرتبك؛ فالمردود السياسي المتوقع في حال انهيار حكومة نتنياهو يقلص المنافع ويرفع التكاليف السياسية لمحاولات لعب دور سياسي من بوابة التطبيع؛ فانهيار حكومة نتنياهو سيربك المشهد السياسي ويضيف أعباء جديدة على القوى العربية التي راهنت على الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة كمخرج لها من أزماتها وملاذ من خصومها .
ختاما أربك ليبرمان ومن قبله قطاع غزة حكومة نتنياهو واستراتيجيته في الإقليم كما أربك الإدرة الأمريكية التي تتعاطى مع عدد كبير من الأزمات وأدخل دول الخليج في حالة من الغموض واللايقين في إدارة ملفاتها وأزماتها الإقليمية؛ ليتحول قطاع غزة إلى متغير أساس إن لم يكن ناظما لإيقاع الإقليم وحركته من خلال سياسة المواجهة والهدنة مسألة من الممكن أن تمتد إلى أشهر بل وسنوات.