ملفات وتقارير

لماذا هدد السيسي مبارك بقضية مقتل محجوب؟.. خبراء يجيبون

جرى اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت محجوب في عام 1990- جيتي

أكد باحثون وسياسيون أن إعادة فتح قضية مقتل رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق الدكتور رفعت المحجوب، وتوجيه أصابع الاتهام للرئيس الأسبق حسني مبارك وبعض رموز نظامه، تمثل حلقة في مسلسل الصراع السياسي الدائر بين رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونجلي مبارك.


وكان أيمن رفعت المحجوب نجل رئيس مجلس الشعب الأسبق، نشر عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، عددا من المنشورات التي تشير إلى تورط رموز من نظام مبارك في عملية اغتيال والده عام 1990، مؤكدا أنه تلقى تهديدات من أحد الرموز البارزة بنظام مبارك عام 1994 بعدما فتح الموضوع مرة أخرى إن كان يريد أن يعيش بأمان هو وإخوته في مصر.


وأشار أيمن المحجوب إلى أنه بعد صدور أحكام قضية مقتل والده عام 1994 التقى بكبار رموز نظام مبارك وهم "زكريا عزمي وصفوت الشريف ومحمد عبد اللاه، وجمال عبد العزيز، وأسامة الباز وكمال الشاذلي"، وسألهم: "من قتل والده"، بعد البراءة التي حصل عليها المتهمون بالقضية، فكان الرد بالتزام الصمت.

 

ودعت شقيقته إيمان المحجوب خلال مشاركتها في برنامج 90 دقيقة بقناة المحور الأربعاء، إلى إعادة فتح التحقيق مرة أخرى في مقتل والدها مؤكدة على تورط الرئيس الأسبق في العملية أو على أقل تقدير علمه بها وحمايته لمن ارتكبها.

 

 

اقرأ أيضا: ما وراء سجن علاء وجمال مبارك؟!


من جانبه، يشير الباحث بعلم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي لـ"عربي21" أن إعادة فتح قضية اغتيال المحجوب هذه الأيام ليس من قبيل المصادفة، حتى وإن كانت ذكري الاغتيال يوم 12 من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، خاصة وأن الموضوع لم يتم فتحه بهذا الشكل خلال السنوات الماضية في نفس الذكري.


ويوضح المرصفاوي أن الملاحظة الثانية متعلقة بنوعية وسائل الإعلام التي قامت بإثارة الموضوع، والتي تتمتع بعلاقات قوية مع نظام السيسي، وهو ما يؤكد أن هدف إعادة فتح الموضوع هو توجيه رسالة من السيسي لعائلة مبارك بأنهم ما زالوا في مرمى النيران، وأن تحركاتهم في الحياة السياسية لن يمر مرور الكرام، وأن المواجهة القادمة سوف يكون بطلها "والدهم العجوز" إذا أصروا على طموحهم السياسي.


وطبقا للباحث السياسي فإن هناك بلاغات تم تقديمها ضد مبارك وعدد من رموز نظامه بعد نجاح ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، عن تورطهم في اغتيال المحجوب، وأثار أبناء المحجوب هذه القضية على نطاق واسع وعقدوا مؤتمرات صحفية وقتها لإعادة فتح القضية، ولكن لم تكن هناك استجابة من المجلس العسكري الذي كان يدير مصر وقتها، واختفي الموضوع حتى عاد للظهور مرة أخرى هذه الأيام.


ويؤكد المرصفاوي أن السيسي حقق خسارة في الجولة السابقة مع آل مبارك وخاصة "جمال" الذي لا يُخفي نيته ورغبته في العودة للمشهد السياسي من خلال رئاسة الجمهورية، موضحا أن هناك ضغوطا جرت على السيسي من أجل إطلاق سراح نجلي مبارك في قضية التلاعب بالبورصة، سواء من قبل أنظمة خليجية وخاصة أبو ظبي والبحرين، أو من خلال الإجراءات العملية التي قام بها بقايا نظام مبارك، ما تسبب في انهيار البورصة المصرية بشكل درامي خلال الأسبوع الذي تم فيه اعتقال جمال وعلاء.

 

اقرأ أيضا: هل انتهت مواجهة عائلة مبارك والسيسي أم أنها لم تبدأ بعد؟


ويضيف الكاتب الصحفي أحمد الجيزاوي لـ"عربي21" أن هناك صراعا ساخنا بين فريقين داخل نظام السيسي من جانب، وبين نظام السيسي ككل وبقايا نظام مبارك من جانب آخر، وهذا الصراع يأخذ أشكالا متعددة منها ما يسميه السياسيون "الضرب فوق الحزام وتحته".


ويلفت الجيزاوي إلى أن السيسي تسرع عندما أراد تأديب نجلي مبارك في قضية البورصة، لأن ما ترتب على القضية أظهر أن هناك فريقا داخل منظومته ما زال ضد وجوده لسيطرته على كل شيء والاعتماد على مجموعة محددة جدا من المقربين منه في إدارة شؤون الدولة، فضلا عن إطلاق يد القوات المسلحة في مختلف المجالات، وهو ما يمثل خسارة للدولة العميقة التي تبحث عن مصالحها دون النظر لنوعية النظام القائم.


ويضيف الجيزاوي أن نجلي مبارك زاد نشاطهم بشكل ملفت خلال الأشهر الماضية، فالنجل الأكبر "علاء" ظهر في مناسبات رياضية واجتماعية عديدة، والنجل الأصغر "جمال" يتعامل باعتباره صاحب الحق الأصيل في منصب رئيس الجمهورية، وبدأ في اتصالات برموز الحزب الوطني من أجل إعادة انتاجه في انتخابات المحليات التي يمكن أن تجري في الربع الأول من العام المقبل، وبعدها انتخابات البرلمان الجديد التي من المقرر أن تجرى قبل نهاية 2019.


ويؤكد الكاتب الصحفي أن دائرة المحيطين بجمال تدفعه نحو المنافسة على منصب الرئيس، وأن هناك من يروج لفكرة أنه البديل المناسب الذي يمكن أن يعيد الأمور لنصابها بعد تدهور الأوضاع بمصر، وفشل السيسي حتى الآن في تحقيق معدلات اقتصاد يشعر بها المواطن المصري، فضلا عن فشله السياسي الذي أدى للقضاء على الحياة السياسية وترسيخ فكرة الحاكم الواحد، وهو ما قتل مساحة المشاركات السياسية والمجتمعية بشكل كبير.