كشف
الاتحاد العام للمهاجرين
الجزائريين بالخارج عن
إحصائيات تفيد بهجرة الأدمغة الجزائرية نحو الخارج، محصيا هجرة نصف مليون جزائري في ظرف 17 سنة، معتبرا الفترة الممتدة بين سنتي 1995 و2012 شهدت أكبر نزيف للكفاءات الجزائرية.
وفي تصريح لصحيفة "الشروق" الجزائرية، قال رئيس الاتحاد، سعيد بن رقية، إن دولا أجنبية منحت الجنسية لـ250 ألف جزائري من فئة الأكفاء، الذين تنقلوا إليها بحثا عن عقود عمل ووظائف لائقة، تتناسب ومستواهم العلمي.
وأوضح بن رقية أن "هؤلاء كانوا مضطرين للقبول بالجنسية رغبة وطمعا في الاستفادة من البحوث وللارتقاء بمستواهم المعيشي والاستفادة من نفس الحقوق للباحثين هناك، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالترقية في المناصب".
وأشار إلى أن هذه الجنسية الأجنبية ستشكل عائقا كبيرا أمام الدولة الجزائرية في حال أرادت الاستثمار في هذه الفئة، وهو ما تنص عليه المادة 51 من الدستور، والتي تمنع المجنسين من تولي مناصب وزارية وعسكرية في الدولة.
وطالب رئيس الاتحاد العام للمهاجرين الجزائريين بالخارج، في هذا السياق، بإعادة النظر في هذه المادة وتعديلها فيما يخص طريقة الطرح، واستثناء هذه الفئة من الإقصاء، ويتعلق الأمر بالكفاءات التي يمكن أن تفيد الوطن، وتقدم الإضافة، لتمكينها من المساهمة في تطور وازدهار الجزائر.
وكشف بن رقية عن برنامج قاعدي مسطر للاتحاد لاستقطاب
الكفاءات الجزائرية بالخارج، عبر توفير مناخ وأرضية للاستفادة من هذه العقول في خدمة الوطن والجالية، مشددا على أن أغلب هؤلاء غادروا الوطن في الفترة الممتدة من 1995 إلى 2012، و90 بالمائة منهم استقروا في فرنسا و10 بالمائة شمال أمريكا، أي بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، إضافة إلى إسبانيا وبريطانيا.
فيما أحصى الاتحاد اشتغال 40 ألف طبيب جزائري بمستشفيات فرنسية، منهم 10 آلاف طبيب مختص، وهي أرقام تدق ناقوس الخطر، ناهيك عن 150 ألف طالب بالجامعات الأجنبية الفرنسية والروسية والأمريكية وحتى العربية، 95 ألفا منهم يشرفون على دراسات عليا و34 ألفا يدرسون ليسانس.
وتحسر بن رقية عن عدم استفادة الجزائر من عقول أبنائها قائلا: "للأسف الشديد، هذه العقول النابغة استقطبتها الدول الغربية وجعلتها نقطة مفيدة في تطوير اقتصادها وعلوم بلادها، فكم من مخترع في أمريكا وأوروبا من أصول جزائرية، في حين أن وطنهم الأم يغلق الأبواب في وجههم، ولا يفكر حتى في كيفية الاستفادة من هذه الأطر".