لا أعرف من قام بترقية "عبد الرزاق الناظوري" لدرجة "الفريق"، بل ومن رقَّى "خليفة حفتر" لرتبة "المشير"، والرجل شأنه شأن عبد الفتاح السيسي لم يخض معركة تؤهله لذلك، وهو شرط الترقية لهذه الرتبة العسكرية رفيعة المستوى؛ بالغة الفخامة والأبهة: "المشير"!
بل لا أعرف ضوابط الترقيات في الجيش الليبي، "فرع حفتر"، فلست مطلعاً على دقائق الأمور في الشقيقة، وآخر معلوماتي في هذا الشأن أن "معمر القذافي" قام بثورته وهو في بداية السلم العسكري، مثله في ذلك مثل والده بالتبني "جمال عبد الناصر"، وظل يترقى من منازلهم وبعد أن ترك الخدمة؛ إلى رتبة "العقيد"، ثم توقفت الترقيات، ليصبح هو الرتبة الأعلى في الجيش الليبي. وأذكر في هذا الصدد أنني كتبت مقالاً حمل عنوان "الأخ العميد"، قلت فيه إنني أرقيه لهذه الرتبة، فليس معقولاً أن يظل عمره كله "مربوطاً" على درجة "العقيد"، وهو مقال من عدة مقالات كتبتها ضده، عندما كان يعامل في مصر على أنه "محمية طبيعية"، وكان نظام مبارك يسبغ عليه الحماية واعتبار ذاته مصونة لا تمس. وفي سنة 2003 رفع ضدي دعوى قضائية يتهمني فيها بسبه، وقد أدهشني أن المقال نشر قبل ثلاث سنوات، وكنت قد منعت من القراءة والكتابة، فمن الذي ذكّره بي؟..
ولا أخفي أنني كنت قد نسيت ما جاء في المقال، ولم أتذكره إلا بعد اطلاعي على "عريضة الدعوى"، وهو مقال بدأته بعبارة "سكتنا له دخل بحماره"، واعتبر هو ذلك إهانة له، فكيف أذكر كلمه "حماره" وأنا أخاطب الباب العالي؟!
هزني هزاً أن أجد من يحمل رتبة "الفريق" يدخل صفحتي على "تويتر" بدون سابق معرفة، ويرهبني بزيه العسكري، ومجموعة النسور والسيوف المرصوصة على كتفيه الشريفين
ولأن مقامي ارتبط برتبة "العقيد"، فقد هزني هزاً أن أجد من يحمل رتبة "الفريق" يدخل صفحتي على "تويتر" بدون سابق معرفة، ويرهبني بزيه العسكري، ومجموعة النسور والسيوف المرصوصة على كتفيه الشريفين، ثم يكون الأمر الثاني المخيف هو حمله لرتبة "الفريق"، لتكون ثالثة الأثافي في التعريف المنشور تحت صورته وهو رئيس أركان القوات المسلحة الليبية شخصياً!
كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً، عندما حط "الأخ الفريق" تعليقه على أمر لا يخصه، فالسجال بيني وبين إعلامية مصرية في شأن مصري خالص، انحاز فيها "الأخ العقيد" للإعلامية لأمر يخصه، فذكرنا بوزير الدفاع السوري الهمام "مصطفي طلاس"، الذي كان يقدم نفسه على أنه شاعر، ومحب للفن والفنانات، الأحياء منهم والأموات، ويقال، و"الحجة على الراوي"، أن هناك من كانوا يكتبون له، حتى يعرفه الناس بالمثقف راعي الثقافة والفنون. ومن الواضح أنه كان يتحدى الملل، فالجيش العربي السوري انتهت مهامه القتالية، وتحول إلى حارس لشخص الرئيس وأداة قمع وتنكيل، وهي مهمة يقوم بها صغار الضباط، فماذا يمكن أن يفعل "طلاس" إلا أن يقوم بدور الشاعر؟! ومن عجب أنه عندما ظهرت الحاجة له في ميادين القتال "مات"!
كانت الإعلامية "بثينة كامل"، قد كتبت "تويتة" لفت زميلنا "عبد العزيز مجاهد" انتباهنا إليها، فهي تعلن رفضها لمعارضة الخارج، وتضرب المثل بالزعيم الأفريقي مانديلا الذي قضى أكثر من ثلاثين عاماً في سجن دون أن يغادر البلاد، فوقعت بذلك في شر أعمالها!
أولاً: لأنها - وكما قالت - إن مانديلا كان ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وفي هذا تشبيه لنظام عبد الفتاح السيسي بهذا النظام الذي خرج عليه مانديلا.
المقارنة لا ينبغي أن تكون بين المعارضة سواء في الداخل أو الخارج، ولكن بين زعيمين: مانديلا ومرسي
ثانيا: إن مانديلا كان يقود النضال المسلح، قبل أن يعلن عبارته الشهيرة: "سلميتنا أقوى من الرصاص"، فهل تريد من المعارضة أن تتأسى بالزعيم الأفريقي؟
ثالثاً: أن المقارنة لا ينبغي أن تكون بين المعارضة سواء في الداخل أو الخارج، ولكن بين زعيمين: مانديلا ومرسي، والأخير كما الأول دخل السجن، ولا يزال فيه إلى الآن، فهل تتحمل فاتورة هذه المقارنة، وما تحمله من أمال عريضة بأن النصر قد يأتي بعد أكثر من ثلاثين عاماً من دخول الزعيم السجن؟!
عندما دخلت إلى الحساب الخاص بالمذكورة، لم أجد كلمة معارضة واحدة ضد سياسات الحكم في مصر، وهي التي تمارس المعارضة في عهد محمد مرسي، حد أنها خرجت على مقتضى الواجب الوظيفي، وهي قارئة نشرة في التلفزيون المصريـ فقالت: "انتهت نشرة
الإخوان"، فهل تستطيع الآن أن تقول "انتهت نشرة العسكر"؟ وهل يمكنها أن تمارس المعارضة في حدها الأدنى؟!
حتى لا نظلمها، فقد يكون صمتها عن المعارضة؛ لأنه جاءها ما يشغلها، فقد خرجت من الحياة السياسية بعريس، كان من القضاة الثوار، وقد تقاعد هو أيضاً.. واضح لأنه أيضاً جاءه ما يشغله!
ما علينا، فالأمر بيننا وبين الإعلامية بثينة مصرياً، وما كنت أن أعتقد جنرالاً
ليبيا مهيباً يمكن أن يشغله الأمر، فيدخل معلقاً، ويكون في تعليقه ما يؤكد أن ما في أعلى الرأس "بيادة"!
لما سألت: من نحن؟ قال: الإخوان، عندئذ رأيت ما في أعلى الرأس رأي العين، وإن ساورني الشك في أن يكون عسكرياً
فقد كتب: "يا عزوز لا دين حملتوه ولا أعراضكم صنتوها، فقط نسمع جعجعاتكم ونفس الأسطوانة من 80 سنة...". فلما سألت: من نحن؟ قال: الإخوان، عندئذ رأيت ما في أعلى الرأس رأي العين، وإن ساورني الشك في أن يكون عسكرياً، فإذا كان، فلم أصدق أنه قيادي في الجيش الليبي ولو "فرع خليفة حفتر"!
فمعلوماتي أن السهر خاص بالفنانين والصحفيين الذين يسهرون الليل كله وينامون النهار كله، على غير طبيعة العسكري الذي ينام من المغرب ليستيقظ من "النجمة"، وقد قالت سوزان مبارك إنها تصحو من النوم مبكراً على قيام زوجها بتلميع حذائه، فقد اعتاد في حياته العسكرية الاستيقاظ مبكراً، ولعله لهذا كان المشاهد رقم واحد لبرنامج "صباح الخير يا مصر"، وأحياناً كان يقوم بمداخلات فيه!
والفريق أحمد شفيق، وفي معرض ازدرائه لحمدين صباحي (دون أن يذكره بالاسم)، قال إنه قائد عسكري يقوم من النوم مبكراً، "وليس كزعيمهم الذي يستيقظ العصر" فاته أن حمدين صباحي يستيقظ المغرب وليس العصر!
وقد روى الفريق عبد الغني الجمسي قبل وفاته في مقابلة صحفية مرارته؛ لأن عمله العسكري جعله يستيقظ من النوم مبكراً، وصار الآن يشكو الفراغ.. فماذا يفعل وقد أحيل للتقاعد وصار بلا عمل؟!
الرجل ملبوس بعفريت اسمه الإخوان، فالجميع عنده إخوان.. فأنا إخوان، والمطرب "أحمد سعد" إخوانجي، والجيش الليبي يواجه القاعدة والإخوان
والحال كذلك، فمن الطبيعي أن يساورني الشك في حقيقة كون الرجل عسكرياً فعلا، ويسهر لـ"وجه الفجر" يلهو ويلعب على "تويتر" و"يجر شكل" الخلائق من أمثالنا، فيسلم بأنني من الإخوان، وعليه يذهب لتحريضنا كإخوان على الدفاع عن أعراضنا. ومن عجب أنه ينتمي لخليفة حفتر، عضو التحالف الذي يجمعه بالسيسي، ومع ذلك يحرضنا عليه، نحن الإخوان، باستخدام القوة دفاعاً عن الأعراض المنتهكة!
الرجل ملبوس بعفريت اسمه الإخوان، فالجميع عنده إخوان.. فأنا إخوان، والمطرب "أحمد سعد" إخوانجي، والجيش الليبي يواجه القاعدة والإخوان، وليس هذا هو الموضوع، فهل بالفعل هذا هو رئيس أركان القوات المسلحة الليبية، والتي كانت في صباح هذا اليوم تستعد لمعركة الهلال النفطي، وقال "الناظوري" في منشوراته إنها ضد الإخوان والقاعدة أيضاً. فهل معركة القوم مع داعش أم مع الإخوان والقاعدة أم تراه يرى أن كله عند العرب إخوان؟!
بعد شك، تأكدت أن "عبد الرزاق الناظوري" هو قائد فعلا في القوات المسلحة الليبية "فرع خليفة حفتر"، والأمر لم تؤكده صفته المنشورة، أو صورته مع قائده. فعبر "جوجل"، توصلت إلى أنه شغل موقعه كرئيس أركان الجيش الليبي بقرار من مجلس النواب الليبي في آب/ أغسطس 2014، ومع هذا وجد لديه الوقت الكافي ليخوض معي في سجال طويل ولمدة ساعة كاملة وفي "وجه الفجر"، وكأنه "مكتوب علينا قلة الراحة"، فمن "الأخ العقيد" إلى "الأخ الفريق" يا قلبي لا تحزن!
والسؤال الذي لم أعثر له على إجابة: كيف ترقى صاحبنا ليكون فريقاً، وقد ترك القذافي الجيش والرتبة الأعلى فيه هي العقيد؟
والسؤال الأكثر أهمية هل "الأخ الفريق" لديه وحدة، وكتيبة، ومعسكر، وثن ومد وتسعة استعد، أم أنه قائد من منازلهم ويدير العمليات عبر تويتر؟!
يا لها من جيوش تفرح القلب الحزين!