ملفات وتقارير

هل انتهجت إسرائيل اغتيال العلماء بديلا عن القادة السياسيين؟

أكد خبير إسرائيلي أن "إزالة الشخصيات الرئيسية من الساحة يمكن أن يشتري وقتا ثمينا"- جيتي

تناول خبير إسرائيلي الاثنين، عملية الاغتيال التي وقعت في ماليزيا فجر السبت الماضي، واستهدفت عالم الطاقة الفلسطيني الشاب فادي البطش، معتبرا الاستهداف "مؤثر جدا، نظرا لأن العلماء هم رافعة للأمة".


وذكر الخبير العسكري لدى موقع "وللا" العبري أمير أورن، أنه "على مدار التاريخ، اتهمت إسرائيل بعمليات اغتيال ضد أهداف لسنوات قبل ولادة مصطلح الاغتيالات المستهدفة".


ورأى أن "التجدد في الأحداث الأخيرة، دفع إلى التخلي عن استهداف الزعماء السياسيين الذين لم يساهم سقوطهم في إحباط السياسات، والتركيز الآن على العلماء الذين ينفقون وقتا ثمينا لتطوير الوسائل المضادة"، مؤكدا أن "إسرائيل لم تتخل أبدا عن الاغتيالات".

 

اقرأ أيضا: اغتيال البطش امتداد لقائمة طالها الموساد بالعالم (إنفوغراف)


وأوضح أنه "قبل فترة طويلة من صياغة مصطلح القتل المستهدف، كان هناك أشخاص يعرفون بأنهم أعداء أو مسيرين للأعمال العدائية، وصنفوا كأهداف للصيد".


ونوه أورن إلى أنه "إذا كان هناك اتجاه جديد مبتكر في السنوات الأخيرة، في الاغتيالات المسؤولة عنها إسرائيل أو تلك التي نسبت لها في العالم، فهو الانتقال من القادة السياسيين إلى مراكز المعرفة، مثل العلماء النوويين الإيرانيين ومهندسي حماس الذين يعملون في مجال الطائرات دون طيار".


وأكد أنه "على الرغم من أن كل خبير لديه بديل، فإن إزالة الشخصيات الرئيسية من الساحة يمكن أن يشتري وقتا ثمينا، وهذا أمر ضروري لتطوير التدابير (الإسرائيلية) المضادة".


طائرة أبابيل


وحول تداعيات اغتيال العلماء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أكد عالم الفضاء والفيزيائيّ الفلسطيني، البروفيسور عماد البرغوثي، أن "هذا الاستهداف مؤثر جدا، لأن العلماء وقادة المعرفة هم رافعة ودعائم ومحاور قوة ودخل للأمة، وهم في العالم أحد أهم عناصر الدخل القومي الأساسية للدول".


وأضاف البرغوثي في حديثه لـ"عربي21"، أن "العالم المصري الراحل أحمد زويل، كان أحد دعائم الدخل القومي في الولايات المتحدة، بينما في العالم العربي، البترول هو عنصر أساسي للدخل"، موضحا أن "للعلماء مكانة عالية في المساهمة في بناء الدول وتحرر شعوبهم من الاحتلال والتبعية".


وأوضح البرغوثي أن "إسرائيل لديها اهتمام كبير بالبحث العلمي وتدرك أهميته، وذلك لما له من مساهمات كبيرة في تطوير قوتها المدنية والعسكرية، وعليه فهي تدرك تماما خطورة امتلاك المقاومة لعلماء يمكنهم المساهمة في تطوير أدواتها المختلفة، من أمثال الشهيد التونسي محمد الزواري والشهيد فادي البطش وغيرهم الكثير".

 

اقرأ أيضا: ماليزيا تنشر صور مشتبه بهما في اغتيال العالم البطش (شاهد)


وقال: "إسرائيل تعرف أن عالما واحدا، من الممكن أن يساهم في تطوير سلاح استراتيجي رادع، يكون في خدمة الأمة وليس في خدمة المقاومة في غزة فقط؛ مثل بندقية القنص غول أو طائرة أبابيل المسيرة (من صناعة وتطوير كتائب القسام)، وذلك لاستخدامها في الدفاع عن غزة من بطش وانتهاكات الاحتلال المتواصلة".


وذكر عالم الفضاء الفلسطيني الذي يقيم في الضفة الغربية المحتلة، أنه "بسبب عدم امتلاك الضفة لمثل تلك الأسلحة، قوات الاحتلال يوميا تدخل إلى غرف نومنا وتعتقلنا من بين أطفالنا وتوقفنا يوميا بالساعات على الحواجز، لكنها في غزة لا تستطيع فعل ذلك لأنها تمتلك القوة التي تردع الاحتلال".


قرار سياسي


وأشار إلى أن "العقول النيرة مثل البطش والزواري وغيرهم، هم الذين يزعجون الاحتلال ويؤثرون عليه، لأنهم يطورون الأدوات التي تردع إسرائيل وتدافع عن أوطانهم وشعوبهم، ومن هنا يتضح مدى الحرص الإسرائيلي على اغتيال أمثال هؤلاء العلماء الذي يظهرون في الأمة ويعملون على رفعتها".


ونوه البرغوثي؛ وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، إلى أن "إسرائيل قديما وحديثا، تبحث عن الكفاءات العلمية المؤثرة وتقوم باغتيالهم أو التضييق عليهم وحصارهم، أو حتى اعتقالهم"، معبرا عن حزنه وأسفه من موقف زعامات الأمة العربية وأصحاب القرار فيها، "غير الداعم لتطوير قدرات الأمة، والحريص على الحفاظ على العروش الهشة".

 

اقرأ أيضا: تعرف على نشاط "الموساد" ضد "حماس" في الخارج


ونوه إلى أن "زعامات الأمة ليس لدها قرار بإنتاج أي شيء، بينما نرى أن قيادة المقاومة وحركة حماس في غزة، معنية بتطوير أدواتها وقدراتها، ولذلك تجدهم في العديد من البلدان حريصين على تطوير قدراتهم؛ خدمة لشعبهم ووطنهم ومقدساتهم وأمتهم أيضا".


وتابع: "عندما تتمكن المقاومة خلال السنوات الأخيرة من قصف تل أبيب، وتغلق مطار بن غوريون الإسرائيلي وتمنع قوات الاحتلال من دخول غزة، فهذا ما كان ليكون لولا أن هناك قرار سياسي لدى قيادة المقاومة بتطوير قدراتها واستثمار العقول لديها واستقطاب الكفاءات العلمية المختلفة".


وأكد العالم الفلسطيني، أن "العزم والهيبة والقرار الذي امتلكته المقاومة في غزة، لو وجد لدى الزعامات العربية لأصبحنا قوة رادعة يهابها الأعداء".