نشرت مجلة "تايم" مقالا لكل من جاستين ورلاند وفيليب إليوت، يعلقان فيه على تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي يتحدث فيها عن مستقبل النفط في السعودية.
وينقل الكاتبان عن ابن سلمان، قوله إن مستقبل النفط في السعودية مشرق، إلا أن المسؤولين السعوديين عبروا عن القلق في أحاديثهم الخاصة.
ويرى الكاتبان أن "الاستماع إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن مستقبل النفط مثل الرجوع خطوة للوراء، عندما كان ارتفاع أسعار النفط مقدرا له أن يقود المستقبل المشرق في المملكة النفطية".
ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إلى المقابلة التي أجراها ولي العهد البالغ من العمر 31 عاما مع مجلة "تايم"، الذي يدير فعليا المملكة، وأكد فيها أن قطاع النفط في البلد سيظل آمنا مع نمو الطلب عليه، وستعاني بقية الدول من قلة التزويد.
وتنقل المجلة عن ابن سلمان، قوله: "هناك تزايد في الطلب.. فنحن لا ننتج 10 ملايين برميل في اليوم، بل يبدو أننا سنتتج أكثر وأكثر من البراميل في المستقبل".
ويلفت الكاتبان إلى أن "هذه نقطة حاول المسؤولون السعوديون نقلها والتعبير عنها في كل مكان، إلا أنهم في أحاديثهم الخاصة قلقون، وكذلك الحلفاء الأمريكيون، وحذر المسؤولون الحاليون والسابقون في أمريكا من أن اعتماد السعودية على النفط هو واحد من أكبر التهديدات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك على العلاقات المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية".
وتورد المجلة نقلا عن مسؤول أمريكي، قوله: "لو انفجر الاقتصاد فسيخرج كل شيء عن السيطرة".
ويعلق الكاتبان قائلين إنه "دون موارد نفطية فإن السعودية لن تكون قادرة على دعم الاقتصاد، الذي يعتمد بشكل كبير على العمال الأجانب من أصحاب الدخول القليلة، وفي مواجهة التهديدات الداخلية، عملت السعودية على تعزيز شبكة الأمن الاجتماعي، ومواصلة بعض الإصلاحات الليبرالية القليلة، بالإضافة إلى أنه دون سعودية قوية فإن الولايات المتحدة تفقد شريكا يمكن يعتمد عليه في العالم العربي، كما أن هناك سنوات من التعايش والتكافل ربطت البلدين، وفي السنوات الأخيرة اتسمت بالتشكك بسبب الموقف من إيران، فالرغبة المشتركة للحد من طموحات إيران أجبرت الدبلوماسيين على تحمل التوبيخ باسم التحالف الطويل، وحرف النظر عن سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان".
وتنقل المجلة عن مسؤول أمريكي زار المملكة بداية هذا العام؛ للمشاركة في اجتماع على مستوى عال، قوله إنه من المشكوك فيه أن تستمر إصلاحات ابن سلمان "مثل القرعة"، وأضاف المسؤول، الذي عمل في الإدارة الديمقراطية، أنه استمع إلى نقاش مقنع من نظرائه السعوديين حول الطريقة التي يمضي فيها الإصلاح دون نكسات، فيما قام عدد آخر بتقديم نقاش ذي مصداقية، وهو أن السعودية تعيش على الوقت الإضافي، وقال إن "الكثير من الناس سيكتشفون أنهم على خطأ".
ويقول الكاتبان إن "ابن سلمان محق في أن وضع النفط لن يتغير على المدى القريب أو المتوسط، وبحسب تقرير من وكالة الطاقة الدولية، نشرته في الخريف الماضي، فإن الطلب على النفط يزيد بحلول عام 2040، خاصة من الصين، في الوقت الذي تحاول فيه دول أخرى معالجة المشكلات الناجمة من التغيرات المناخية".
ويستدرك الكاتبان بأن "وكالة الطاقة الذرية وجدت أن الإنتاج الجديد من النفط في الولايات المتحدة وفي عدد من الدول الأخرى، سيلبي الطلب على النفط، بالإضافة إلى الطلب من الشركات التي ستستثمر النفط المنتج من الزيت الصخري، فالنفط المنتج في الولايات المتحدة وحدها سيغطي نسبة 80% من الطلب العالمي خلال السنوات المقبلة، بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة، حيث يقول مدير الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول: (سنرى موجة جديدة من الزيت الصخري في الولايات المتحدة)".
وتنوه المجلة إلى أن "السعودية ستواجه مصاعب لتحقيق أرباح على النفط الذي ستنتجه، فعلى المستوى العالمي فإن سعر البرميل 63 دولارا، وهو أقل من توقعات صندوق النقد الدولي، وعلى المدى البعيد فإن السعودية تواجه ما يعرف في صناعة الطاقة بـ(التحول في الطاقة) للدول التي تحولت عن اعتماد اقتصادها على النفط مقابل طاقة نظيفة وتنافسية مثل الهواء والطاقة الشمسية".
ويفيد الكاتبان بأن "هذه الموجة ستتواصل بهذا الاتجاه مع التقدم التكنولوجي، ويزداد الضغط لمواجهة التغير المناخي، ففي مجال النقل أصبحت السيارات أكثر فعالية وتستخدم وقودا أقل، ومن المتوقع أن تستوعب الطرق سيارات كهربائية، حيث قالت شركة (بي بي) بداية هذا العام إنها تتوقع زيادة الطلب بحلول عام 2040، مع تضاعف الطلب على السيارات الكهربائية 100%".
وتبين المجلة أنه "في أثناء عهد باراك أوباما كانت الإدارة تحاول البحث عن مصادر أخرى للطاقة، حيث نظر إلى دفع أوباما نحو الطاقة النظيفة على أنه نوع من الإساءة، وأثر على العلاقات الأمريكية السعودية، وقالت دبلوماسية مخضرمة إنها لم تكن قادرة على إنهاء لقاء مع مسؤولين سعوديين دون الاستماع إلى كيف يساعد بحث الولايات المتحدة عن الطاقة من الهواء والشمس والإيثانول إيران، وقال السعوديون إن استهلاك أمريكا للنفط ضروري لدعم الإصلاحات القليلة".
ويورد الكاتبان نقلا عن ابن سلمان، قوله في مقابلته إن قطاع البتروكيماويات من المجالات التي يمكن أن يتم من خلالها تخفيف الاعتماد على النفط "كل واحد منكم يرتدي جزءا من هذه البتروكيماويات والمواد.. وبالنسبة للأزرار والأقلام والأحذية وهواتفكم فإن فيها جزءا من هذه المواد".
وتشير المجلة إلى أن "أرامكو" استثمرت في هذا القطاع, واشترت في العام الماضي مصفاة "بورت أرثر" في تكساس، التي تعد أكبر مصافي النفط في الولايات المتحدة، وخططت لاستثمار 30 مليار دولار من أجل زيادة الصناعات البتروكيماوية.
ويجد الكاتبان أنه حتى في ظل استمرار الثقة السعودية في النفط ونموه، إلا أن مجرد حديثهم عنه، كما تقول مديرة برنامج الطاقة والتغير المناخي في معهد العلاقات الخارجية في واشنطن آمي جافي "يعني أنهم قلقون"، مشيرين إلى أنه مع أن التحديات التي تواجه صناعة النفط السعودية ليست موضوعا محببا للنقاش عند حكام السعودية، إلا أن الواقع هو الذي يدفع الإصلاحات التي تقوم بها المملكة، بما فيها رؤية 2030.
وتستدرك المجلة بأنه "رغم أن الإصلاحات تظل اجتماعية، مثل تعزيز دور المرأة، والحد من سلطة رجال الدين، إلا أن الإصلاحات الاقتصادية تهدف إلى حماية البلد من الآلام المستقبلية في قطاع النفط، وهذا سبب التخطيط لبيع حصص في شركة (أرامكو)، التي تقدر قيمتها بتريليوني دولار، وقد ينتج البيع 100 مليار دولار".
ويختم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى قول ابن سلمان إنهم جاهزون لطرح الأسهم، لكن الأمر متعلق باختيار الوقت المناسب.
واشنطن بوست: كيف وثّق كوشنر علاقته مع ابن سلمان؟
إنترسبت: هل كانت مقابلة CBS مع ابن سلمان دعاية مأجورة؟
"وول ستريت" تكشف كواليس مركز عمليات حرب الرياض باليمن