كشفت مسؤولون في
البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب وضع خطة سرية للتصدي لما وصفه بـ"الأجندة
الشيوعية" التي يعتزم تنفيذها
زهران ممداني، أول عمدة اشتراكي ديمقراطي في تاريخ
مدينة
نيويورك، بعد فوزه التاريخي في الانتخابات الأخيرة.
وبحسب صحيفة "
ديلي
ميل" البريطانية كتب ترامب على منصته "تروث سوشال" فور إعلان فوز ممداني:
"وهكذا يبدأ الأمر"، في إشارة إلى بداية مواجهة سياسية حادة بين الرئيس الجمهوري
والعمدة المنتخب، الذي لم يتأخر في الرد، قائلاً في خطابه ليلة الانتخابات: "ارفعوا
الصوت"، وهو يدرك أن ترامب، الذي بنى إمبراطوريته التجارية من قلب نيويورك، يتابع
المشهد عن قرب.
وقال المسؤولون داخل
الجناح الغربي للبيت الأبيض للصحيفة أن الرئيس الأمريكي يراقب ممداني عن كثب، وأن دائرته
المقربة تبحث عن وسائل "لإعادته إلى أرض الواقع"، محذرين من أن استمرار ممداني
في "لعب دور الرجل القوي واستفزاز الرئيس" قد يؤدي إلى "عواقب ثقيلة".
وأضاف المسؤولون أن
هذه المواجهة ترسم ملامح صراع سياسي جديد بين شخصيتين متناقضتين تمثلان توجهين متعارضين
داخل المشهد الأمريكي.
وأضاف الصحيفة أن ترامب
كان قد حذر سابقًا من أنه سيعاقب مدينة نيويورك إذا انتخبت "شيوعيًا" لإدارة
البلدية، ومع فوز ممداني، يبحث الرئيس ومستشاروه في واشنطن كيفية مواجهة "الاشتراكي
المعلن" الذي يستعد لتولي قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة.
ونقلت "ديلي ميل"
عن محللين جمهوريين قولهم إن لهجة ممداني العدائية تجاه ترامب ليلة الانتخابات أثارت
دهشة الأوساط السياسية في واشنطن، وأشار أحد الاستراتيجيين إلى أنه من الأفضل لترامب
انتظار فشل سياسات ممداني "الاشتراكية" لتنهار من تلقاء نفسها، ثم الإشارة
إلى "الأضرار الذاتية" التي لحقت بالناخبين في نيويورك، بينما دعا آخرون
الرئيس إلى الهجوم المباشر، بل وطرح بعضهم فكرة رفع دعوى للطعن في جنسية ممداني بتهمة
"الاحتيال".
وأضاف الصحيفة أن عدد
من النواب الجمهوريين من بينهم راندي فاين من فلوريدا وآندي أوغلس من تينيسي، وزارة
العدل طالبوا بفتح إجراءات لإسقاط الجنسية عن ممداني، بزعم إخفائه ارتباطات سابقة بـ"منظمات
شيوعية أو شمولية" .
وقال أحد الاستراتيجيين
الجمهوريين: "الطعن في جنسيته سيكون الضربة القاضية لصعوده الاشتراكي" فيما
حذر آخرون من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية، معتبرين أن “الهجوم الشخصي قد يحوله
إلى شهيد سياسي".
كما حذر مسؤولون في
حملة ترامب من أن قطع التمويل الفدرالي عن نيويورك قد يضر الجمهوريين في الانتخابات
النصفية المقبلة عام 2026، خاصة في الحملات الحساسة مثل حملة إليز ستيفانيك التي أعلنت
الجمعة ترشحها لمنصب حاكم الولاية.
وتابع التقرير أنه
ومنذ فوز ممداني، يتجنب ترامب ذكر اسمه صراحة، ويكتفي بالإشارة إليه بـ"الشيوعي
في نيويورك" أو "شيوعيي الصغير".
وكان الرئيس قد قال
لأنصاره قبل الانتخابات إنه سيكون من "الصعب" الاستمرار في إرسال الأموال
الفدرالية إلى نيويورك، لأن "وجود شيوعي على رأسها يعني إهدار المال".
وفي مقابلة مع "ديلي
ميل" من المكتب البيضاوي، قال ترامب: " إذا كان شيوعيًا بالفعل،
فلن يكون هناك الكثير من النشاط، وبالتالي لن تحتاجوا إلى كل تلك الجسور والأنفاق والمشاريع
المخطط لها في نيويورك."
كما أكد الرئيس أن
حملات الترحيل (ICE) ستستمر رغم الاحتجاجات اليسارية التي ساعدت
على صعود ممداني سياسيًا، مضيفًا: "إذا كانوا مجرمين، فنحن نريد إخراجهم. من الأفضل أن يفعل هو ذلك بنفسه، لكن يبدو
أن ذلك غير محتمل".
وتابع التقرير أن ترامب
يرى أن انتخاب ممداني يمنحه فرصة لربط الحزب الديمقراطي ككل بما يسميه "رائحة
الاشتراكية"، وقال لأنصاره في فلوريدا بعد الانتخابات إن الديمقراطيين "نصّبوا
شيوعيًا" عمدةً لنيويورك، محذرا الجالية اللاتينية من أن المدينة تتبنى الآن "سياسات
كوبا الشيوعية وفنزويلا الاشتراكية الفاشلة".
وأضاف ترامب أن انتخاب
ممداني سيدفع سكان نيويورك إلى الانتقال إلى فلوريدا هربًا من "نظامه الشيوعي"،
مختتمًا حديثه بالقول: "لقد فقدنا قليلاً من السيادة الليلة الماضية في نيويورك، لكن لا تقلقوا… سنتولى
الأمر."