قالت صحيفة "
يني سوز" التركية، إن دول
الغرب هي الأولى عالميا في استغلال الأطفال جنسيا، مسلطة الضوء على حجم الجرائم الجنسية المرتكبة في حق الأطفال في الغرب، وخصوصا من قبل رجال الدين والرهبان في الكنائس، وهو ما تؤكده البيانات الصادمة حول عدد ضحايا التحرش الجنسي من الأطفال في الدول الغربية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنّ حجم الاعتداءات الجنسية في دولة مثل
أستراليا، جعلت رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تورنبول، يصف ذلك "بالمأساة الوطنية"، نظرا لعدد حالات التحرش التي يتعرض لها الأطفال في الكنائس، والمدارس، من قبل موظفي الكنائس ومعلمي المدراس والسياسيين والرياضيين وغيرهم، وذلك وفق تقرير "اللجنة الملكية الأسترالية".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسيحيين واليهود والبوذيين وغيرهم الذين ينتقدون الإسلام لسماحه بتعدد الزوجات عند الضرورة، يجدون أنفسهم اليوم أمام حالة من الصدمة نظرا لحجم الجرائم الجنسية المرتكبة في حق الأطفال في بلادهم، وأنهم يحاولون التغاضي عنها رغم عظمها ووضوحها.
ونقلت الصحيفة اعترافات مواطن أسترالي، ذكر تفاصيل مثيرة للجدل حول هذ الموضوع، حيث وصف أستراليا بأنها "حديقة الاستغلال الجنسي للأطفال"، نظرا لما شهده من حالات اختطاف أطفال من الشوارع، بل إنهم يعملون على ولادة الأطفال لاستغلالهم. وتحدث الولادة دون أن يتم تسجيلها بالأوراق الرسمية، ثم يعملون على تربية الفتيات من أجل هذا العمل، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على حالات بيع النساء للمشاهير والسياسيين والرياضيين.
وأوضحت الصحيفة أنّ التقرير الأسترالي كشف عن وجود حالات اغتصاب وتحرش جنسي للأطفال في الكنائس الكاثوليكية وصل عددها إلى 3066 حالة منذ سنة 1980، واضطرت الكنائس إلى دفع تعويضات بلغت قيمتها 213 مليون دولار أمريكي. وذكر التقرير أنّ سبعة بالمائة على الأقل من رهبان كنائس الكاثوليك تحرشوا بالأطفال، حيث كان الرهبان يحفزون الأطفال ويرهبون العائلات من أجل تدريس أطفالهم في مدارس تابعة لهم، وأن يقطنوا في مراكز السكن التي يشرفون عليها.
وحيال هذا الشأن، أدلى رئيس الوزراء الأسترالي بتصريحات وصف فيها هذه المسألة بأنها ليست "مجرد تفاحة فاسدة"، وإنما آفة اجتماعية موجودة في كل مؤسسات الدولة، وخصوصا في المدارس والكنائس والأندية الرياضية، ولا يوجد مؤسسة لم تشبها هذه الآفة المجتمعية التي تنخر في أخلاق المجتمع.
وانتقدت الصحيفة الإجراءات التي سعت أستراليا لاتخاذها لمعالجة هذه المسألة. فبدلا من التوجه نحو تعزيز القيم الأخلاقية وترسيخها في المجتمع، قامت بتحضير مسودة من 400 مادة لمعالجة هذه القضية قانونيا، وسيقدمونها للبرلمان لمناقشتها.
وأكدت الصحيفة أن ارتكاب هذه الجرائم في حق الأطفال لا يقتصر على أستراليا، وإنما منتشر في الغرب بكثرة. ففي الآونة الأخيرة، وقع الكشف عن الكثير من حالات التحرش الجنسي من قبل رؤساء سابقين وسياسيين ومشاهير وممثلين في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن انتشار هذه الرذيلة في الجيش وبين الرياضيين الذين يعملون مع الأطفال واللاعبين الصغار.
وعرضت الصحيفة الأرقام التي ذكرها تقرير هيئة متابعة الإنترنت في إنجلترا لسنة 2016، الذي كشف أنّ 60 بالمائة من المواقع الإلكترونية التي تعرض محتوى جنسيا للأطفال تتمركز في أوروبا وأمريكا، وأنّ 53 بالمائة من الأطفال الذين يتم استغلالهم جنسيا هم تحت سن العاشرة، ورغم علم أجهزة الاستخبارات بذلك إلا أنهم لا يحركون ساكنا. كما اتهم التقرير إدارات مواقع التواصل الاجتماعي بأنها لا تحارب بصورة فعلية المحتوى الجنسي للقاصرين.
وتحدثت الصحيفة عن كندا، التي أشارت في العديد من التقارير إلى وجود حالات اغتصاب وتحرش جنسي للأطفال في كنائسها. وقد طلب الرئيس الكندي من البابا الاعتذار عن استغلال الأطفال طيلة عشرات السنين، بعدما وصل الأمر إلى حد لا يُطاق، وذلك في القمة السباعية التي أقيمت في إيطاليا.
ولم تخف الصحيفة امتعاضها من عدم تناول هذا الموضوع من قبل الصحافة المحلية والعربية والإسلامية، التي اعتادت نقل الصورة الحضارية المشرقة المزيفة للغرب، ويتغاضون عن نقل المآسي الأخلاقية والإنسانية التي يعانون منها، والتي يتستر المسؤولون عليها هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه الأرقام الصادمة، وحجم الاستغلال الجنسي للأطفال في أوروبا والغرب، هو بمثابة "إبادة" للأخلاق والثقافة الاجتماعية، وأنّ على الغرب معالجة الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي أصبح يشوب مجتمعاته قبل أن يحاول نشر قيمه الكاذبة للدول الأخرى النامية.