كشف وزير القضاء
الإسرائيلي الأسبق
يوسي بيلين عن فحوى لقاء جرى بينه وبين السفير
المصري لدى إسرائيل قبل نحو 30 عاما،
محمد البسيوني، وطلبه من تل أبيب ملاحقة "الإسلاميين" في الأراضي الفلسطينية، وإغلاق الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي كانت تابعة لهم.
ومتحدثا عن خطورة "الإسلاميين" على إسرائيل قياسا بغيرهم من القوميين والثوريين، سرد بيلين في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم تفاصيل زيارة سرية مفاجئة قام بها السفير المصري آنذاك محمد البسيوني لمكتبه في تل أبيب، حينما كان يشغل منصب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية قائلا: "في يوم ما في بداية العام 1988 قالت لي سكرتيرتي إن السفير المصري في إسرائيل، محمد بسيوني، يوجد في المكتب ويريد مقابلتي على عجل، ولم أعرف لماذا يأتي إليّ سفير بدون إعلان مسبق، وقد طلبت منه الدخول".
اقرأ أيضا: نتنياهو لا يعترف باتفاق المصالحة.. لكنه لن يمنع تطبيقه
وتابع بيلين: "السفير كان متأثرا وغاضبا، وقال لي أنتم لا تعرفون ما الذي تفعلونه، ووجه الانتقاد لي"، مضيفا: "أنتم تقومون طوال الوقت باعتقال نشطاء تشتبهون بأنهم محسوبين على منظمة التحرير الفلسطينية، وتسمحون لنشطاء إسلاميين متطرفين أن يفعلوا ما يريدون، لأنه يبدو لكم أن ما يهمهم هو القرآن وتقديم الدعم للمساكين(..)، يجب عليكم الاستيقاظ والفهم أن هذه الجماعة المتطرفة هي العدو الحقيقي لكم ولنا".
وأضاف بيلين: "بسيوني حدثني عن حادث معين اعتقل فيه فقط شباب محسوبون على فتح في حين لم يتم اعتقال إسلاميين، ولم أكن أعرف عن الحادثة شيئا، ولكن بعد فحص الأمر مع الجهات المختصة؛ تبين أنه لا أساس للقصة، وليس هناك تفضيل للحركات الإسلامية على الحركات القومية، وحينها قمت بإبلاغ بسيوني بذلك".
وأشار بيلين الذي شغل مناصب عدة إلى أن "إسرائيل أخطأت في تقديرها بأن الحركات الإسلامية أسهل عليها من الحركات العلمانية لعدم وجود مطالب سياسية لها، وهذا كان خطأ استمر سنوات كثيرة، إلى حين تبين أن حركة مثل
حماس صحيح أنها لم تناضل من أجل إقامة الدولة فلسطينية، لكنها ترى أن إلغاء وجود إسرائيل هدفا لها".
اقرأ أيضا: ما خيارات فتح وحماس بعد شروط إسرائيل على حكومة الوحدة؟
وقال بيلين إن القرارات التي اتخذتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 (اعترفت بوجود إسرائيل)، جعلتها شريكة محتملة في حل النزاع، في حين أن حماس كانت عنصرا يمكن التوصل معه إلى طريق مسدود. "لأن من يرى في هذه البلاد كلها وقف إسلامي لا يمكنه التنازل".
وعلق بيلين على اتفاق
المصالحة معتبرا أن نجاحه مصلحة إسرائيلية حال تمكن رئيس السلطة محمود عباس من تغيير مواقف حماس، واستعدادها لتقديم تنازلات.
وقال إن المصلحة الإسرائيلية من المصالحة تتمثل في أنه سيقف أمامنا جسم فلسطيني ممثل واحد، يعارض استخدام العنف، ومستعد للتوصل معنا إلى مصالحة تاريخية تكون جيدة للطرفين.
وختم بيلين بقوله: "من المهم ألا تتحول حماس إلى حزب الله داخل النظام الفلسطيني. وإذا تمسكت حماس في أعقاب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه الأسبوع الماضي ببقاء السلاح في أيديها، واستفردت بالقرار حول استخدامه ضدنا من غزة أو من الضفة الغربية، فستضطر إسرائيل إلى تحميل محمود عباس المسؤولية عن استخدامه ضدنا".