نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في طهران سعيد كمالي دهقان، يقول فيه إن انتقادات الرئيس
الإيراني حسن
روحاني لخصومه السياسيين قبل أسبوع من الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية، التي قد تمنحه ولاية ثانية، تعد اجتيازا للخطوط الحمراء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن روحاني اتخذ موقفا صداميا، في الوقت الذي قرر فيه منافسوه المتشددون استخدام كل ما لديهم لمنع إعادة انتخابه رئيسا.
ويقول الكاتب إن "روحاني يعد الخيار المفضل من بين ستة مرشحين يتنافسون على الرئاسة في 19 أيار/ مايو، لكنه اجتاز الخطوط الحمراء، عندما هاجم قوات الحرس الثوري، وعند حديثه عن واحد من المنافسين بأن أهم موهبة يملكها هي الإعدام والسجن".
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس اضطر للدفاع عن نفسه في مناظرتين تلفازيتين، قام فيهما كل من عمدة طهران محمد باقر
قاليباف وإبراهيم
رئيسي، بانتقاد الإنجازات الاقتصادية للرئيس الحالي، منذ توقيعه اتفاق الملف النووي في عام 2015 مع الغرب، الذي تم بموجبه رفع بعض العقوبات.
ويلفت التقرير إلى أن روحاني، المعروف باعتداله، قرر الرد والوصول إلى نسبة 40% من 55 مليون إيراني الذين لا يصوتون في العادة، حيث قال: "نريد قانونا للمؤسسات كلها، ويجب عدم استثناء أي منها من دفع الضرائب، لماذا يجب على أشخاص دفع الضريبة، ولا يجب على الآخرين؟".
ويورد دهقان أنه في تعليق غير عادي لروحاني على تظاهرة انتخابية لمؤيدي النائب العام السابق المرشح إبراهيم رئيسي، الذي ضم عمله في المؤسسة التشريعية مشاركته في حوادث عام 1988، عندما كان واحدا من أربعة قضاة أشرفوا على إعدام المعارضين للنظام، حيث قال: "سيعلن الناس في إيران في هذه
الانتخابات عن أنهم لن يقبلوا بأناس لا يعرفون سوى الإعدام وسجن لـ38 عاما".
وتذكر الصحيفة أن روحاني قال في مناسبة نسائية عقدت في استاد شيروجي في طهران يوم الاثنين، إنه يعارض بشدة الفصل بين الجنسين في المجتمع والجامعات، وأضاف: "لن نقبل بالتمييز بين الجنسين، ولن نقبل بالاضطهاد القائم على الجنس، ونريد حرية اجتماعية وسياسية"، وسط موجات من الهتاف لدعم دعاة قادة الإصلاح، الذين فرضت عليهم الإقامة الجبرية مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
وينوه التقرير إلى أن المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي دخل يوم الأربعاء في اللعبة الانتخابية، حيث حث الجميع على حماية الأمن القومي، وقال: "أي شخص يحيد عن الدرب يعرف أن بانتظاره الصفع على الوجه"، وحذر المرشد من "التخريب"، مستخدما المصطلح ذاته، الذي استخدمه في الانتخابات التي ثار حولها جدل في عام 2009.
وينقل الكاتب عن البروفيسور صادق زيباكلام من جامعة طهران، قوله إن روحاني غير النبرة بعدما قام كل من قاليباف ورئيسي بحملة "غير أخلاقية" عليه في أثناء المناظرات التلفازية، مشيرا إلى أن روحاني كان يرد على الكثير من المؤسسات والجماعات التي رمت بثقلها وراء رئيسي، وقال زيباكلام إن "مرشح المؤسسة المفضل هو رئيسي"، وأضاف: "رجال الدين وتلفزيون الدولة وأئمة الجمعة والباسيج والحرس الثوري كلهم يدعمون رئيسي".
وبحسب الصحيفة، فإن زيباكلام استبعد إمكانية تنازل رئيسي المرشح لخلافة خامنئي للمرشح قاليباف، وقد رفض فكرة خروجه من السباق الرئاسي في اللحظة الأخيرة من أجل تعزيز موقعه بصفته مرشحا لخلافة خامنئي، "رئيسي مرشح للرئاسة"، وقال إن "روحاني يواجه سباقا انتخابيا، لكن على خلاف المؤسسات التي تدعم رئيسي، فإننا نشاهد المواطنين الذين قرروا مقاطعة الانتخابات يعودون بشكل تدريجي، ويدعمون روحاني، وموجة من هؤلاء الناخبين بدأت بالظهور".
وينقل التقرير عن الخبير في جامعة طهران ناصر هاديان، قوله إن المزاج العام في الانتخابات بدأ يسخن شيئا فشيئا، وأضاف أن "مشاركة واسعة في الانتخابات ستجعل من الصعب على روحاني الفوز، حيث كان الرئيس يلمح للذين لم يقرروا بعد المشاركة أم لا".
ويفيد دهقان بأن روحاني هاجم، على مدى أسبوع، الحرس الثوري مرتين، حيث اتهم الحرس الثوري يوم الجمعة بمحاولة تعطيل الاتفاق النووي، وعاد يوم الثلاثاء لمهاجمة قادة الحرس بسبب انفجار حدث في منجم للفحم شمال إيران، لافتا إلى أن المرشحين الستة سيشاركون يوم الجمعة في المناظرة التلفازية الأخيرة.
ويقول هاديان للصحيفة إن "قاليباف ورئيسي سيظلان في السباق الرئاسي، لكن لو قرر قاليباف الخروج من السباق لصالح رئيسي، فإن هذا سيكون لصالح روحاني؛ لأنه ليس كل مؤيدي قاليباف يدعمون مرشحا متشددا"، ويضيف: "أعتقد أنه لو قرر أحدهما الخروج من السباق فإنه سيكون رئيسي؛ حتى يحفظ ماء وجهه، وعندها ستذهب الأصوات إلى قاليباف".
وتختم "العارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مؤيدي قاليباف رفعوا في المناسبات الانتخابية الحاشدة يافطات مكتوبا عليها: "96% أيها الرجل الأشقر أنت رئيسنا"، ويقول قاليباف إنه مع 96% من المواطنين ضد 4% من الأثرياء في المجتمع، لافتة إلى أنه في كرمان في جنوب إيران، تم الترحيب برئيسي، بهتافات "حيدر حيدر" أي الأسد.