أثار استقبال الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب للناشطة الحقوقية
المصرية،
آية حجازي، الجمعة، بالبيت الأبيض، غضب حقوقيين مصريين، قالوا إن الإفراج عنها، ثم ترحيلها للولايات المتحدة، ثم لقاء ترامب بها، يهز هيبة رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، داخليا وخارجيا، ويفيد ترامب أمام الرأي العام الأمريكي.
وتزامن ترتيب مغادرة الناشطة للقاهرة مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي، جميس ماتيس، لمصر، الخميس.
وقضت محكمة جنايات جنوب القاهرة، الأحد الماضي، ببراءة حجازي وسبعة آخرين، بينهم زوجها، في قضية "مؤسسة بلادي لأطفال الشوارع"، وذلك بعد قرابة أسبوعين على استقبال ترامب للسيسي بالبيت الأبيض في 3 نيسان/ أبريل الجاري.
وأثارت القضية توترا في العلاقات بين مصر وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في أعقاب اعتقال وزارة الداخلية المصرية لآية وزملائها، في عام 2014.
"إضعاف للسيسي وبنط لترامب"
ورأى الأكاديمي والحقوقي سعد الدين إبراهيم، أن قرار الإفراج عن آية حجازي سيؤثر حتما على هيبة نظام السيسي داخليا، وخارجيا.
وأكد، في تصريحات صحفية، أن الإفراج جاء بضغط من ترامب شخصيا في أثناء لقاء الأخير مع السيسي بواشنطن.
وردا على سؤال عن مغزى إحضار آية بطائرة عسكرية أمريكية بصحبة أحد كبار القادة الأمريكيين، ومقابلتها لترامب، قال سعد إن المغزى هو أن ترامب يريد أن يكسب بنطا جديدا لدى الرأي العام الأمريكي، ليكتسب شعبية، ويسجل إنجازا جديدا، أراد أن يعلنه، ويتباهى به، على الملأ.
"ترامب ظهر كمدافع عن حرية الأمريكي"
ومتفقا مع سعد الدين إبراهيم، أكد الناشط وائل غنيم، أن دونالد ترامب استفاد من خروج آية حجازي، واللقطة الإعلامية بتصويرها، وهي جالسة معه، ليظهر بمظهر المدافع عن حرية المواطن الأمريكي.
وقال غنيم في تدوينة بموقع "فيسبوك": "بعد براءة آية حجازي، وخروجها من السجن.. ترامب بيستفيد من القضية، وبياخد اللقطة الإعلامية بتاعة أنه بيدافع عن حرية المواطنين الأمريكيين".
وأضاف غنيم: "بشكل عام.. استقبال قادة سياسيين لرعاياهم بعد خروجهم من سجون دول أخرى في قضايا ملفقة أو نجاتهم من الخطر، مسألة متكررة في كل دول العالم الديمقراطي، ومش أول ولا آخر مرة هتحصل".
"ترامب ضرب عصفورين بحجر"
ومتفقا مع الرأيين السابقين، قال الناشط الحقوقي حازم عبد العظيم، في تغريدة بموقع "تويتر": "مقابلة ترامب لآية قد يكون رسالة للداخل الأمريكي أو رسالة للسيسي بأنه مش هايطرمخ على حقوق الإنسان كما يعتقد أو كلاهما معا.. عصفورين بحجر".
عيد: مرعوب على مستقبل البلد
ومن جهته، علق المحامي مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، فقال، في تغريدة: "الفرحة لآية حجازي، الخجل من هذا النظام، السخرية من أكذوبة الفصل بين السلطات، الرعب على مستقبل البلد دي في ظل هذا النظام".
أيمن الصياد: يا لها من حسرة؟
ومن جانبه، قال رئيس تحرير مجلة "وجهة نظر"، أيمن الصياد، في تغريدة على "تويتر": "أيا ما كانت التفاصيل، يبقى في النهاية أنك أمام فتاة مصرية- أمريكية؛ سجنتها مصريتها، وأنقذتها أمريكيتها.. هل هناك مدعاة للحسرة أكثر من ذلك؟".
الأسواني: الفرق بين تسفيرها وسجنها
وعلق الأديب والروائي علاء الأسواني، ساخرا، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، قائلا: "الفرق بين طائرة خصصتها أمريكا لإعادة آية حجازي وبين 3 سنوات سجن لها في مصر، الفرق بين أن تكون مواطنا في ديمقراطية، وأن تكون نور عينين السيسي".
جمال سلطان: إفراج يضرب العدالة
وغير بعيد، أكد الكاتب الصحفي "جمال سلطان" أن الإفراج عن آية حجازي بطلب أمريكي يضرب منظومة العدالة بمصر في مقتل، ويؤكد عدم استقلالها.
وقال، في مقال بصحيفة "المصريون"، التي يرأس تحريرها: "يبدو أن ملف آية حجازي لن يُغلق بسهولة، وسيظل يمثل نزيفا لسمعة النظام السياسي في مصر بكامله، بل ومنظومة العدالة أيضا، وذلك رغم الإفراج عنها بعد ثلاث سنوات سجنا احتياطيا".
حافظ أبو سعدة: أين العدالة الناجزة؟
ومن جهته، قال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة إن المشكلة الحقيقية هي مسألة العدالة الناجزة، موضحا أن حجازي كان يتم محاكمتها لمدة ثلاث سنوات كاملة، ولم يصدر في حقها أي حكم سوى من أسبوع فقط، إذ إنه صدر يوم الأحد الماضي حكم ببراءتها من التهم التي كانت موجهة لها.
هويدي: أمر مفزع في قرار الإفراج
واعتبر الكاتب الصحفي فهمي هويدي، في مقال بصحيفة "الشروق"، بعنوان: "مشكلتهم أنهم مصريون"، أن قرار الإفراج عن آية وزوجها، بقدر ما كان مفاجأة سارة، إلا أنه كان صادما ومفزعا في الوقت ذاته، نظرا لأن التهم التي وجهت لهما كانت ملفقة، ولا أساس لها من الصحة.
ماذا فعل ترامب بعد اللقاء؟
واحتفالا بالناشطة، نشر الرئيس الأمريكي أغنية عبر صفحته بموقع "تويتر".
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة، أن ترامب أرسل طائرة حكومية لنقل حجازي (30 عاما) من القاهرة، حيث حطت في قاعدة أندروز الجوية، التي استُقبل فيها السيسي سابقا، ثم استقبل ترامب وابنته إيفانكا، آية، وشقيقها باسل، في البيت الأبيض، الجمعة.
وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب تدخلت بشكل مباشر، من أجل إطلاق سراح الناشطة المصرية الأمريكية.
ومن جهته، قال موقع "فوكس نيوز" الأمريكي إن إدارة ترامب نجحت في التفاوض مع الحكومة المصرية لضمان الإفراج عن آية.
أما محامي الناشطة، ويد ماكمولين، فقال لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية: "تقديري أن ترامب وأعضاء فريقه لهم الفضل في الإفراج عن آية، بعد أن جعلوا هذا الملف أولوية لديهم في أكثر الأوقات حساسية من عمر القضية".