وزير "البنتاغون" يبدأ جولة تشمل السعودية وسط ترقب مصري

يبدأ وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الثلاثاء، جولته الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، التي تستمر حتى يوم 23 نيسان/ أبريل الجاري، ويستهلها بزيارة السعودية، الثلاثاء، ويتبعها بمصر، الأربعاء، وسط تقارير إعلامية ترجح أن يركز خلال الجولة، على الحرب على تنظيم الدولة والسياسة إزاء سوريا.

وتأتي الجولة، التي تشمل أيضا، قطر و"إسرائيل"، وجيبوتي، بعد الاستهداف الأمريكي لقاعدة جوية سورية بصواريخ كروز، واستخدام أضخم قنبلة غير نووية في أفغانستان استهدفت تنظيم الدولة.

وكشف البنتاغون، في بيان أصدره الأسبوع الماضي، أن الجولة ستبدأ بزيارة السعودية، لتعزيز المشاركة الأمنية بين الدولتين، ثم يتجه إلى مصر لمناقشة قضايا أمنية إقليمية، ثم سيتجه إلى إسرائيل، للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ثم يتجه إلى قطر، للقاء قيادات دولية لتعزيز الأمن الإقليمي، ثم يزور جيبوتي، لتأكيد التزام بلاده بدعم استقرارها.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "رويترز"، عن خبراء قولهم إن المسؤولين المصريين سيطلبون على الأرجح المزيد من الدعم من ماتيس، وهو جنرال متقاعد في مشاة البحرية الأمريكية، من أجل قتال عناصر تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء.

ومن جهته، قال موقع "نورمانجيي ستار" الأمريكي إن ماتيس سيركز في السعودية على ضرورة استكمال العلاقة المعلقة بينه وبين كبار مسؤولي الأمن الوطني في المملكة.

وأضاف الموقع أن ماتيس يستهدف في مصر بحث قضايا الأمن الإقليمي، بالإضافة إلى المشاركة في مراسم وضع أكاليل من الزهور على نصب الجندي المجهول تكريما للجنود المصريين.

وتابع الموقع أن الوزير الأمريكي سيتوقف في قطر، ويختتم جولته في جيبوتي.

محللون مصريون: معونة ونجاح للسيسي

ورأى محللون مصريون أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى مصر، تأتي لتؤكد نجاح زيارة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة، مشيرين إلى أن  ماتيس يسعى من خلال الزيارة إلى تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، محمد العرابي، إن الزيارة توجه رسائل إيجابية للعالم بعد العمليات الإرهابية التي تعرضت لها مصر، وتعكس العلاقة الوثيقة بين مصر وأمريكا، وتؤكد نجاح زيارة السيسي للولايات المتحدة.

وأضاف العرابي، في تصريحات صحفية، أن الزيارة ستفتح ملفات عدة لمناقشتها، أهمها قضايا الإرهاب، مؤكدًا أنها ستحقق لمصر منافع كثيرة مثل عودة المساعدات العسكرية، وستثبت أنها دولة آمنة، مما يسهم في تنشيط السياحة، وجذب الاستثمارات.

ومن جهته، أكد الخبير الأمني وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، سلامة الجوهري، أن هدف الزيارة تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية بالمنطقة، عبر هذه الزيارة الاستكشافية لتحديد شكل علاقة الإدارة الأمريكية الجديدة بالمنطقة.

وأشار الجوهري إلى أن الزيارة توضح مدى وعي أمريكا بأهمية وثقل مصر بالمنطقة العربية، كما تسعى أمريكا إلى توطيد العلاقة بينها وبين مصر، وفتح ملف الإرهاب لمساندة مصر عسكريا في محاربته.

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية، عمار علي حسن، إن الجولة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تسعى إلى إثبات وجودها، وتسجيل حضورها العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، والدليل على ذلك ضربها لسوريا.

أما رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، علاء عابد، فأكد أن زيارة ماتيس إلى مصر أكبر دليل على نجاح "القمة التاريخية للرئيس السيسي مع نظيره الأمريكى، بالبيت الأبيض"، على حد قوله.

وأضاف، في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أن الزيارة تأتي تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه بين السيسي وترامب، بعد إعلان الأخير دعمه الكامل لمصر في مجال مكافحة الإرهاب واستمرار المساعدات العسكرية لها.

وتوقع عابد، عقد لقاءات موسعة بين الجانبين المصري والأمريكي خلال هذه الزيارة، لوضع استراتيجية واضحة بين مصر والولايات المتحدة، لمواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود، والتصدي لجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو على مستوى العالم، على حد قوله.

أما عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عاطف مخاليف، فرأى أن الزيارة تأتي في إطار ردود الأفعال على زيارة السيسي للولايات المتحدة.

وأشار إلى أن مصر بصدد طلب زيادة المعونة الأمريكية لمصر من مليار إلى مليار ونصف المليار دولار، مضيفا، في حواره مع فضائية "الغد"، أن هناك هدوءا في العلاقات المصرية الأمريكية بعد زيارة السيسي، معربا عن توقعاته بألا تستخدم أمريكا ملف حقوق الإنسان للتلويح بأي أمور ضد مصر، أو أنها غير آمنة أو ما شابه، حسبما قال.


من هو جيمس ماتيس؟

وكان ترامب اختار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس (66 عاما) وزيرا للدفاع في إدارته الجديدة.

وبقي ماتيس في الجيش الأمريكي 44 عاما، ويعرف باسم "الكلب المسعور" شهد خلالها حروبا عدة، كاحتلال العراق، وأفغانستان، ووصف إيران من قبل بأنها "أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط"، واعتبر، حديث سابق أمام الكونجرس الأمريكي، أنَّ سبب تنامي التطرف في أمريكا هو عدم تدخل الولايات المتحدة بشكل كاف لحل مشكلات الشرق الأوسط، وفق قوله.

واكتسب الجنرال لقب "الكلب المسعور" بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز.

ونقل عنه قوله: "كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم"، وفق ما نقلته صحيفة "الغارديان" في تقرير لها ترجمته "عربي21".