سياسة عربية

ماذا يعني أن تصبح شبه جزيرة سيناء "منطقة حروب"؟

دفع السيسي بقوات كبيرة من الجيش إلى سيناء - أ ف ب (أرشيفية)
دفع السيسي بقوات كبيرة من الجيش إلى سيناء - أ ف ب (أرشيفية)
تحدث الإعلامي المقرب من نظام الانقلاب في مصر، عمرو أديب، عما قال إنه مخطط لتقسيم مصر؛ زاعما أن الكونجرس الأمريكي يناقش قرارا يعتبر من خلاله شبه جزيرة سيناء "منطقة حروب"، وذلك على خلفية انتشار تنظيم الدولة بالمنطقة الملتهبة في شرق مصر.

وزعم أديب مساء الثلاثاء، خلال برنامج "كل يوم" على قناة "ON E"، أن القوات الأجنبية الإسرائيلية والأمريكية ستدخل سيناء للحرب على الإرهاب، محذرا من ضياع سيناء وتقسيمها.



الحرب على الإرهاب

وفي أيلول/ سبتمبر 2013، دفع الجيش المصري بقوات كبيرة، تضم دبابات وطائرات؛ لشمال سيناء، نفذت عمليات عسكرية واسعة لا زالت مستمرة حتى اليوم.

إلا أن سلسلة الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة في سيناء في ومناطق مصر الأخرى؛ تشير إلى أن استراتيجية الجيش فشلت في التعامل مع التنظيم الذي زاد تمدده خارج سيناء ووصل القاهرة والمحافظات.

وتشير تقديرات أمريكية إلى أن عدد الجنود المصريين الذين قتلوا في سيناء يبلغ نحو ألفي جندي، فيما تشير التقديرات إلى أن عدد المقاتلين التابعين للتنظيم في سيناء بين 1500 إلى 2000 مقاتل.

وفي مقال للخبير الأمريكي إريك تريغر، الثلاثاء، أكد أن "واشنطن ترى استراتيجية الجيش المصري في سيناء فاشلة، لكن عليها أن تكون حذرة في تصريحاتها؛ لئلا يتم تفسير انتقاداتها للنظام المصري على أنها هجوم".

وأضاف تريغر الكاتب المتخصص في الشأن المصري، أن "استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحار للسيسي الأسبوع الماضي؛ يفتح بابا للحوار، حيث يمكن لواشنطن التعاون مع القاهرة لتحسين أدائها بسيناء".

مخطط إسرائيل

من جهته، قال السفير عبد الله الأشعل، إن ما تحدث عنه أديب، يعد "تطبيقا لمخطط إسرائيل للسيطرة على سيناء"، مضيفا: "تل أبيب كانت تنتظر بفارغ الصبر اعتراف النظام بأنه غير قادر علي محاربة الإرهاب، وبالتالي فتح الباب لأمريكا وإسرائيل للتدخل بسيناء"، وفق قوله لـ"عربي21".

ورأى الأشعل أن "معنى مناقشة الكونجرس اعتبار سيناء منطقة حروب، هو تمهيد للآلة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية للقيام بمواجهة تنظيم الدولة في سيناء".

وأضاف المساعد السابق لوزير خارجية مصر، أن "تلك الخطوة سيتبعها حظر دخول المصريين لسيناء، والاستيلاء أيضا على كل شبر بها، ومن ثم تهجير الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة إليها"، كما قال.

وأوضح الأشعل أن تلك الخطوة سوف تجنب السيسي حرج القيام بالمهمة الصعبة، مضيفا: "أظن أن تنفيذ مشروع الوطن البديل للفلسطينين هو أحد أهداف السيسي من فرض قانون الطوارئ مؤخرا".

وكان الوزير الإسرائيلي أيوب قرا؛ قد كشف أن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو ناقشا ما وصفها بخطة السيسي لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء.

أربع دلالات

ويرى المحلل السياسي، أسامة الهتيمي، أن للحديث المشار إليه "دلالة سياسية خطيرة، إذ ينسف ذلك تصريحات قيادات سياسية وعسكرية مصرية، بينها تصريح وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، خلال (الدورة 34) لوزراء الداخلية العرب بتونس حول قضاء مصر على الإرهاب بالسيطرة على جبل الحلال، البؤرة الإرهابية الأساسية بسيناء، ومن ثم فإنه لم تعد تصريحات المسؤولين السياسيين والأمنيين مصدرا موثوقا به أو يمكن التعويل عليه"، وفق قوله.

وأضاف الهتيمي، لـ"عربي21"، أن "ذلك يمثل ضربة كبيرة للسياحة في سيناء؛ إذ ليس من المنطقي أن تقر أي دولة بسفر رعاياها لمنطقة تم إعلان الحرب فيها"، مضيفا: "هذا يعني أيضا تضييع جهود مصر وملايين الدولارات التي أنفقتها لتطمين العالم وإقناعه بتوجيه الرحلات السياحية لها".

وتابع: "أما الدلالة العسكرية لهذا الإعلان، فإنها خطيرة لأقصى درجة؛ ذلك أنه اعتراف أمريكي سيتبعه بكل تأكيد اعتراف دولي بمدى ما اكتسبه تنظيم الدولة من قدرات عسكرية كبيرة، وأنه أصبح يشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار مصر، إذ تجاوز بهذه القدرات كونه مجرد تنظيم له أتباع وعناصر ترفع السلاح بوجه الدولة أو النظام السياسي".

ورأى الهتيمي أنه "قد يكون لهذا الإعلان - إن صح كلام عمرو أديب  - تداعيات على الأرض، من بينها دعم أمريكي عسكري في مواجهة التنظيم المسلح خشية أن يتمكن من نقل قدراته إلى الوادي كثيف السكان، وغير مستبعد أن يصل حجم هذا الدعم للسماح بتواجد قوات أمريكية للحرب ضد التنظيم"، كما قال.

اعتراف بالفشل

ويرى الناشط السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، أن ما نقله عمرو أديب عن الكونجرس؛ هو "اعتراف مختصر وصريح بفشل حملة السيسي بسيناء، في ظل نزيف دماء المصريين من الأهالي أو الجيش والشرطة دون هدف واضح أو خدمة لأجندة وطنية".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الأخرسي أن "ذلك يعد جزءا من خطة لتقسيم سيناء"، مشيرا "لاحتمال من اثنين: إما تسليم جزء من سيناء في إطار خطة الترانسفير الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا؛ أو تمدد وانتشار رقعة التمرد من سيناء إلى محافظات الوادي"، وفق تقديره.

واعتبر أن الاحتمال الثاني "يعني الدخول مباشرة في حرب أهلية وفوضى، ربما يكون من بينها الحديث عن دولة قبطية جنوب البلاد، وتنظيم الدولة بسيناء، واستدعاء تدخل أجنبي لتأمين الملاحة بقناة السويس".

كلام لإرهاب الناس

أما الباحث والمحلل السياسي المصري، محمد حامد، فيرى أن كلام عمرو أديب "لا يتعدى كلام فض المجالس"، معبرا عن اعتقاده بأنه "لتخويف وإرهاب الناس"، واصفا إياه بـ"كلام غير حقيقي وزائف وغير واقعي".

وفي حديثه لـ"عربي21"، استبعد حامد "حدوث تدخل أمريكي أو إسرائيلي أو لدول الناتو بسيناء"، مضيفا أن "مساحتها تبلغ مساحة بلجيكا وهولندا معا، وسدس مساحة مصر، ولكن الأزمة تكمن في 46 كيلومترا فقط، والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي قادرين على هزيمة التنظيم"، على حد قوله.

وأكد حامد أنه رغم تغول تنظيم الدولة وعملياته الإرهابية المتواصلة، "إلا أن القوات البرية المصرية بين الأقوى في العالم وسلاح الجو قادر على المهمة"، مضيفا: "الغرب يرى مصر قادرة على سحق التنظيم برفح والشيخ زويد والعريش، ووعد كثيرا بدعم الجيش المصري"، كما قال.
التعليقات (2)
نبيل زيدان
الخميس، 13-04-2017 08:54 ص
ما يقوله المحلل السياسي محمد حامد عن القدرات العسكرية المصرية صحيح ومعروف للجميع. والسؤال هو لماذا لم يستطع الجيش المصري القضاء على تلك الجماعات قضاء مبرما بحملته العسكرية التي بدأت في أغسطس 2011؟ هل اقتحام مساحة 46 كيلومترا مربعا وتطهيرها من العناصر الإرهابية يستغرق كل هذا الوقت؟
مصري
الأربعاء، 12-04-2017 10:31 م
هل يفصح الخسيسي عن صفقة القرن التي صرح بها و هو جالس عند أقدام سيده ترامب ؟؟؟