ملفات وتقارير

مفاوضات الأسرى بين حماس و"إسرائيل": عض الأصابع

تصر حماس على أن تكون الصفقة أسرى مقابل أسرى ققط - عربي21
تصر حماس على أن تكون الصفقة أسرى مقابل أسرى ققط - عربي21
"عض الأصابع"، "جس النبض"، "المساومات".. أسماء كثيرة يمكن أن يتم إطلاقها على هذه المرحلة التي تشهد، وفق خبراء ومختصين فلسطينيين، حراكا في ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى "كتائب القسام"، التي تدير المعركة باقتدار، وصولا لصفقة تبادل للأسرى، لكن لا يبدو أنها قريبة.

صفقة حقيقة

وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، أنها تلقت عروضا إسرائيلية جديدة، عبر وسطاء، لإجراء صفقة تبادل لإطلاق الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة. وأوضحت الحركة، بحسب ما نقلته قناة الجزيرة القطرية، أن العروض "لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالبنا".

اقرأ أيضا: كتائب القسام: تلقينا عروضا إسرائيلية لصفقة تبادل أسرى جديدة

من جهته، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن "هناك حراكا إقليميا ودوليا في موضوع الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، دون الإفصاح عن طبيعة الجهات التي تقدمت بهذه العروض بين حماس وإسرائيل".

ولفت، في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن وسائل الإعلام العبرية تحدثت مؤخرا عن "عروض بعينها في الجانب الاقتصادي والمعيشي وتحسين ظروف الحصار؛ عبر فتح المعابر وغيرها"، مضيفا: "من الواضح أن حماس قابلت هذه العروض بعدم الاهتمام كثيرا"، وفق قوله.

وأوضح أبو عامر أن "العروض الإسرائيلية أريد بها الانحراف عن موضوع الصفقة الذي تصر المقاومة الفلسطينية على أن تكون أسرى مقابل أسرى، وليس أسرى مقابل فتح المعابر أو تحسين الظروف المعيشية لقطاع غزة المحاصر".

ورأى أن "تصريح القسام اليوم جاء للإعلان بصورة واضحة أن هناك رفضا فلسطينيا للعروض الإسرائيلية؛ لأنها لم تأتي في اتجاه إبرام صفقة حقيقة لتبادل الأسرى"، وفق تقديره.

اقرأ أيضا: هآرتس: "حماس" رفضت التفاوض حول "صفقة تبادل إنسانية"

كما رأى المختص في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "فترة المساومات وعض الأصابع فيما يخص صفقة التبادل القادمة؛ بدأت"، مستبعدا أن يتم التواصل إلى اتفاق على صفقة لتبدل الأسرى بين حماس و"إسرائيل"؛ خلال الفترة القريبة القادمة.

تهديد وإغراء

وأضاف لـ"عربي21": "هذه بداية طريق طويل ستأخذ وقتا قد يستمر لسنوات، وذلك لأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترفض إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وخاصة من من أصحاب الأحكام العالية".

ولفت أبو زايدة إلى أن دلالة تصريح كتائب القسام في هذا التوقيت، "أنه يحمل رسالة طمأنة للأسرى، للتأكيد على أن لديه موقفا والتزاما ثابتا لن يتزحزح أو يتراجع عنه؛ بإنجاز صفقة تبادل مشرفة، تضمن إطلاق أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين".

وأكد أن "قيادة المقاومة في غزة ليست متسرعة في إنجاز صفقة تبادل غير مرضية"، في حين يسعى الاحتلال إلى تسخين جبهة غزة عبر التصعيد الإسرائيلي الأخير والحديث المتواصل عن تعاظم قوة حماس العسكرية"، وفق قوله.

من جانبه؛ أوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، أن "هذه هي الفترة التي يطلق عليها مرحلة المساومات، ويكون فيها الكثير من الأخذ والعطاء والتهديد والإغراء، في الوقت الذي بات ملف أسرى الاحتلال متحركا وجزءا من السياسية الإسرائيلية"، مؤكدا أن المرحلة القادمة "صعبة للغاية؛ بين حماس والعدو الصهيوني".

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "أولى مؤشرات نضج هذه المرحلة؛ هو موافقة إسرائيل على إطلاق سراح الأسرى الذين تم تحرريهم في صفقة وفاء الأحرار (جلعاد شاليط) وعادت إسرائيل واعتقلتهم"، مشددا على ضرورة أن "تتدخل مصر بصفتها الراعية لصفقة الجندي شاليط؛ للإفراج عن هؤلاء الأسرى من أجل إتمام الصفقة الجديدة".

اقرأ أيضا: "القسام" تنشر مقطعي فيديو بذكرى ميلاد "شاؤول" (شاهد)

وقال أبو شمالة: "كتائب القسام تدير المفاوضات بشكل إعلامي تماما كما تديرها بشكل سري، وهي تحسن الضغط على الوعي الإسرائيلي، كما تبدع في إخفاء مكان الجنود الإسرائيليين"، وفق قوله.

رسالة "القسام"

من جهته؛ قال المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، إن الفيديو الأخير الذي أصدرته كتائب القسام في ذكرى ميلاد الجندي الإسرائيلي الأسير شاؤول أرون الثالث والعشرين، "عمل على كسر الموقف الإسرائيلي، ودفع الاحتلال مجبرا لتقديم عروضه، بعدما حمل هذا الفيديو إشارات حول واقع الأسرى الإسرائيليين لديها"، حيث حمل الفيديو العديد من الإشارات.

وأضاف لـ"عربي21": "وهنا يتأكد أن رسالة القسام وصلت الجانب الإسرائيلي الذي يزعم أن جنوده في غزة هم قتلى"، موضحا أن "بدء المفاوضات غير المباشرة حول صفقة التبادل الجديدة؛ يحتاج لفترة طويلة من الزمن؛ وهو ما كان واضحا في صفقة شاليط".

ورأى أبو عامر أن "زيارة وفد أمني حكومي من غزة إلى مصر؛ ربما شكّلت تغطية على الوفد الأمني رفيع المستوى لحركة حماس الذي رافقه في الزيارة، لصرف الأنظار عن الحديث عن أي حديث مع الجانب المصري حول صفقة تبادل مع الاحتلال"، مرجحا أن "تكون مصر هي من تسير في الوساطة مرة ثانية بين حماس وإسرائيل"، وفق تقديره.

وأعلنت "كتائب القسام" في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب الأخيرة، في حين أعلن الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، فقدان الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.

وفي تموز/ يوليو 2015 كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي "أبراهام منغستو"، بعد تسلله عبر السياج الأمني لشمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة لجندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية عام 2016.
التعليقات (0)