ملفات وتقارير

لماذا يبكي السيسي كثيرا؟ وهل يوجد من يصدقه للآن؟ (فيديو)

مراقبون ومختصون: بكاء السيسي ليس سوى محاولة مفضوحة للتأثير عاطفيا على المصريين- أرشيفية
مراقبون ومختصون: بكاء السيسي ليس سوى محاولة مفضوحة للتأثير عاطفيا على المصريين- أرشيفية
خلال السنوات الثلاث الماضية؛ بكى قائد الانقلاب بمصر عبدالفتاح السيسي كثيرا؛ في مناسبات عامة، وأمام كاميرات التلفزيون، حتى أصبح بكاؤه أمرا معتادا في المناسبات المختلفة.

وكانت المرة الأخيرة التي بكى فيها السيسي يوم السبت الماضي، أثناء افتتاح مشروعات للبتروكمياويات بالجيزة، فعندما قال له أحد المواطنين "بنحبك يا ريس"؛ قطع حديثه باكيا من التأثر، وأكد بعدها أنه يحب الشعب المصري بكافة أطيافه، ويحرص على تحقيق أمنيات المصريين.



ورأى مراقبون ومختصون تحدثوا لـ"عربي21" أن بكاء السيسي ليس سوى محاولة مفضوحة للتأثير عاطفيا على المصريين، مؤكدين أن أغلب المواطنين لم يعودا يصدقون دموعه؛ بعدما تيقنوا من كذب وعوده لهم.

شحن عاطفي

وقالت أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتورة هبة عيسوي، إن السيسي يتعامل مع الشعب منذ بداية ظهوره على الساحة السياسية بمنطق عاطفي بحت؛ كي يستطيع جذب انتباهه لقرارات وأشياء من الممكن أن تكون صعبة، وهذا يسمى في علم النفس "شحن عاطفي".

وأوضحت عيسوي لـ"عربي21" أن الشخصية في علم النفس تنطوي على نوعين من السمات؛ سمات ثابتة، وسمات متغيرة، فالسمات الثابتة لا يمكن تغييرها وتصبح مثل بصمات اليد، أما ما يظهره السيسي فهي سمات متغيرة، أي أنها تتغير بتغير الأحداث.

وتابعت: "السيسي متميز في خلق حالة عاطفية مصاحبة لقراراته أمام الشعب، لكن هذه الحالة لا تدوم طويلا، وسرعان ما تنكشف؛ لأنها ليست شخصية السيسي الحقيقية، ففي البداية قال جملته الشهيرة (إنتو نور عنينا) وكلام عاطفي من هذا القبيل، لكن سرعان ما حدثت أزمة مثل قضية تيران وصنافير، وعندها وجدناه يقول (اسمعوا كلامي أنا بس)".

وأضافت أن السيسي "باعتباره رجلا عسكريا كان يعتمد في الجيش على رفع الروح المعنوية والحماس؛ يعامل الشعب المصري وكأنه يعامل مجموعة من الجنود تحت قيادته"، مشيرة إلى أنه "دائما يتظاهر بعكس ما يدور بداخله، فيتظاهر بوجه عاطفي كي يجذب عددا كبيرا من المؤيدين، ولذلك ينتهز أية مناسبة أو جملة عاطفية تأتي في خطاباته أو قراراته؛ ليقوم بإبرازها والتزكيز عليها؛ ليظهر بمظهر الرجل الصالح الذي يشعر ويتأثر بمشكلات الوطن".

"نحن لسنا زوجتك"

أما أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور محمود خليل؛ فقال إن السيسي "فاجأ الأُذن الشعبية المصرية بأداء لفظي وخطابي مختلف وجديد".

وأضاف أنه "في عهود عبدالناصر أو السادات أو  مبارك، كنا بصدد رؤساء يجيدون قراءة الخطب السياسية المكتوبة من الورق بتمكن، وحينما كانوا يرتجلون؛ كانت مساحات الإرتجال محدودة. أما السيسي ففي أغلب الأحيان تكون خطبه عبارة عن مجموعة من النقاط التي يتحدث حولها بلغة مستوحاة من القاموس الشعبي، ويحاول أن يغازل عواطف الجماهير ولا يخاطب عقولهم، معتمدا على ترديد الشعارات الكبرى، ومتجنبا الاشتباك مع القضايا اليومية الجزئية التي يعاني منها المواطنون".

وأوضح خليل لـ"عربي21" أن السيسي يحرص دائما على تضمين خطبه العديد من الجمل العاطفية، مثل "إنتو نور عنينا" و"يا رتني كنت مكانه"، حتى وجدناه يبكي كثيرا في مواقف متكررة، وكل هذا من باب المغازلة العاطفية للشعب.

وأشار إلى قول السيسي للشعب المصري "لو فقدت حبكم يبقى فقدت كل شيء"، وقال: "لسنا زوجتك كي تقول لنا هذا الكلام، فمن المفترض أنك رئيس الجمهورية، وعندما تتحدث في مناسبة عامة؛ يجب أن تنقّي خطاباتك من مثل هذه العبارات".

وقال خليل إن السيسي يستخدم نمطا من اللغة التي يمكن تسميتها بـ"اللغة التبليعية"، فهو يحاول أن "يبلع" الشعب ببعض القرارات الصعبة في غلاف عاطفي، "كما أنه في أحيان أخرى يستخدم لغة خطاب تحتوي على هالات لغوية كبيرة، تتناسب مع المشروعات القومية الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة، حيث أظهر هذه اللغة المشروع وكأنه عصا سحرية".

وتابع: "لكن مشكلة هذه اللغة؛ أنها تعد بأشياء كبيرة مناقضة للواقع، وكأن السيسي يريد للمواطن أن يعيش حياتين، الأولى افتراضية؛ تصورها اللغة الخطابية التي يتحدث بها، والثانية حقيقية؛ متجسدة في الواقع المعقد الذي نحياه".

بكاء متكرر

وكانت بداية السيسي مع البكاء عام 2014 في الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة كانون الثاني/ يناير، قبل توليه رئاسة الجمهورية، عند سماعه أغنية "ابن الشهيد" التي غناها أحد الأطفال.



 وفي آذار/ مارس 2015؛ بكى قائد الانقلاب أثناء الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، عندما نعى العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وذكر مساعدته لمصر.



كما بكى السيسي أيضا في ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أثناء إلقاء والد أحد شهداء الشرطة كلمة كشف فيها عن استشهاد ثلاثة من أسرته في سيناء خلال محاربة "الإرهاب"، وكذلك عندما ألقى أحد الأطفال قصيدة شعرية عن "فضل الشهيد".



وخلال إلقاء كلمته في احتفالية الإعلان استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، في شهر شباط/ فبراير الماضي؛ بكى السيسي حينما تناول الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المصري، وقال جملته الشهيرة: "والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لأتباع عشان خاطر مصر".


 
وبكى في شباط/ فبراير الماضي أيضا؛ أثناء إلقاء خطاب أمام مجلس النواب وحديثه عن شهداء الجيش والشرطة.



وفي الاحتفال بذكرى انتصارات حرب تشرين الأول/ أكتوبر قبل شهرين؛ بكى السيسي تأثرا بكلمات أهالي الجيش والشرطة، وأعرب عن تقديره "لشهداء مصر ودمائهم التي قدموها فداء للوطن".

التعليقات (5)
ابن الجبل
الثلاثاء، 27-12-2016 06:55 م
قد يكون ذلك مؤشراً على انهيار نفسي للسيسي
عادل حمزة احمد
الثلاثاء، 27-12-2016 11:48 ص
هذه هى دموع ىالتماسيح يتمسكن حتى يتمكن منك يا شعب الغلابة يا مساكين كما فعل من قبله مبارك قبل ان يتنحى ولكن لم يخال على شعب مصر هذه المسكنة فرحل وما كان من العسكر الا ان دبروا لعودتهم مرة اخرى بنفس المسكنة وهذه المرة بالدموع لكى يخضعوا هذا الشعب المسكين مرة اخرى فلا تنخضعوا وقفوا وقفة رجل واحد فى وجه الظلم والظالمين وفقنا الله الى ما يحبه ويرضاه .
مصري
الثلاثاء، 27-12-2016 08:45 ص
نعم يوجد من يصدقه من المتخلفين والسذج والجهلاء ومن يريد أن يعيش في الحضيض والفقر والمرض ، بينما السيسي وعصابته من العسكر يتنعمون بما يسرقونه من قوت الشعب ، فليظل هؤلاء المتخلفين في ظلامهم فلن يستمر السيسي مهما كانت سجونه ومعتقلاته التي يقتل فيها الأبرياء من أبناء الشعب .
عربي - فلسطين
الثلاثاء، 27-12-2016 12:12 ص
قريبا ستبكي دماً جراء ما قدمت يداك ياا................
ابن الجبل
الإثنين، 26-12-2016 06:52 م
نعيد المثل الشعبي العراقي..((قحبة"عاهرة"ودموعها إِقْرَيِّبة"قَرِيبة‘)).