سياسة عربية

القبض على صحفية تونسية يشتبه بتورطها في اغتيال الزواري

كتائب عز الدين القسام قالت إن المهندس الزواري أحد أفرادها- أرشيفية
كتائب عز الدين القسام قالت إن المهندس الزواري أحد أفرادها- أرشيفية
قالت مصادر رسمية متطابقة إنه تم إيقاف صحفية تونسية تعمل بدولة المجر، للاشتباه بضلوعها في عملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الخميس، بمحافظة صفاقس التونسية (270 كلم بالجنوب الشرقي للبلاد).

وقالت وزارة الداخلية في بلاغ لها، السبت، إن شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج الدولي ألقت القبض مساء الجمعة، على امرأة تحمل الجنسية التونسية، "وصلت من إحدى الدول الأوروبية بعد أن تمكنت الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية من استدراجها وإقناعها بالعودة إلى تونس لمواصلة البحث".

وفي سياق متصل، أكد مساعد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بصفاقس مراد التركي أن الاحتفاظ بصحفية تونسية تعمل في المجر للاشتباه في تورطها في اغتيال المهندس محمد الزواري.

حوار

وأضاف التركي في تصريح لراديو "شمس إف آم"، السبت، أن الصحفية "كانت برفقة شخصين أحدهما قام بالتصوير والثاني صحفي أيضا"، لافتا إلى أنّ الصحفية أجرت حوارا مع الضحية.

وقال إن الصحفية تم تحويلها بمجرد إيقافها بمطار تونس قرطاج إلى محافظة صفاقس، حيث تم استنطاقها وإجراء الأبحاث اللازمة معها، كاشفا أن الأخيرة كانت في المجر ودخلت التراب التونسي عبر بروكسل.

وتابع مساعد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بصفاقس بقوله إنه تم إيقاف المصور، فيما لم يتم القبض على الصحفي حتى الآن، مؤكّدا أنه تم إلى الآن إيقاف ثمانية أشخاص مشتبه بهم يحمل جميعهم الجنسية التونسية.

وأشار التركي إلى أن السلطات الأمنية تبحث عن مواطن بلجيكي من أصول مغاربية وآخر يشتبه في تنفيذهما عملية الاغتيال، مضيفا أنه سيتم نشر صورتيهما بوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية.

جدل

وشهدت الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" جدلا كبيرا وتراشقا بالتهم بين عديد المستخدمين بعد نشر الإعلامي التونسي برهان بسيس تدوينة في حسابه اتهم فيها الموساد الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال.

واستهزأ كثيرون بما كتب بسيس، فيما ذهب آخرون إلى تصديق ما قاله الأخير، خاصة بعد حديث الصحفي الإسرائيلي "أورلي هلر" في القناة العاشرة الإسرائيلية "بأنّه إذا كان الموساد قد اغتال محمد الزواري فعملية الاغتيال لم تكن على ماضيه، بل على ما هو قادم.. فالزواري يساعد حركة حماس للاستعداد للمواجهة القادمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي".

لكن الإعلامي بسيس عاد مساء الجمعة ليكتب على صفحته في "فيسبوك": "أريد أن يكون كلامي هذا آخر ما أتورط فيه في المجادلة العقيمة مع التشكيك الساذج المغلف بخليط من الجهل وسوء النية".

إسرائيل لن تعترف

وتابع بقوله: "من ينتظر تبنيا إسرائيليا رسميا لجريمة الاغتيال عليه أن ينتظر إلى قيام عيسى، فإسرائيل على مر تاريخها الطويل في العمليات الخارجية لم تعترف بأي واحدة منها لأنها ستكون قانونيا تحت طائلة القانون الدولي، من قائمة غولدا إلى اغتيال المبحوح مرورا بعملية قصف حمام الشاطئ وما أوضحها استعراضية ورغم ذلك إلى الآن لا تعترف بها أو تتبناها رسميا".

وقال إن "إسرائيل في كل هذه الحالات توعز لوسائل الإعلام بالتسريب والتعليق والتحليل.. لمن يعرف الساحة الإسرائيلية جيدا يدرك اليوم مثلا الدور الذي تلعبه القناة العاشرة بهذا الصدد وعلاقة كبار معلقيها ومنهم ايلي ليفي بالأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية".

ولفت إلى أن قناة العاشرة "لم تكتف بنقل ما صرحت به، بل خصصت نقاشا تلفزيا بين خبرائها تم فيه ترجيح كفة اغتيال (كيدون) للشهيد محمد الزواري ووقع توجيه النقاش في اتجاه توريط حماس باعتبارها تنظيما إرهابيا دوليا يستنجد بأجانب لقتال إسرائيل".

"لأنهم يكرهون النهضة"

كما قال إن "حماس، على الأقل في هذه الفترة، لن تكشف رسميا عن علاقة ارتباط الشهيد محمد الزواري بها لاعتبارات أمنية أولا وسياسية ثانيا متعلقة بلعبة الجر الإسرائيلي الذي تمارسه إسرائيل تجاهها حتى تصورها على الشاكلة الداعشية كتنظيم إرهابي دولي يضم جنسيات أجنبية وليس حركة تحرر وطني فلسطينية".

وأشار إلى أن "قيادات حماس تدرك جيدا أن لها واجبا أخلاقيا تجاه الشهيد وعائلته لذلك بادر البعض منهم إلى التصريح المباشر بدور إسرائيل في الاغتيال دون التصريح بعلاقة الشهيد الزواري بالحركة".

وختم بسيس بقوله: "أخيرا وبصوت عال أقول لكم أنا برهان بسيس ساندت زين العابدين بن علي ولازلت على موقفي بكامل تفاصيله التي عبرت عنها سابقا لم أكن أتصور أن يأتي يوم يصل فيه العفن الأيديولوجي إلى استماتة البعض في محاولة سحب صفة شهيد نذر نفسه لفلسطين".

وقال: "لم أكن أتصور أن يستميت هؤلاء لسحب صفة الشهيد عن محمد الزواري وتقديمه كضحية جريمة حق عام فقط لأنهم يكرهون النهضة"، متسائلا: "أي عفن أيديولوجي نعيش وأي انحطاط نحيا؟".

وقال مصدر من حركة كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لقناة "الجزيرة"، السبت، إن المهندس التونسي محمد الزواري، الذي تم اغتياله الخميس، كان عضوا في الكتائب، وأحد رواد مشروع الطائرات بدون طيار لديها.

وكان مهندس الطيران الزواري اغتيل، الخميس، في ولاية صفاقس، من خلال التعرض لإطلاق نار من مجهولين، فيما اتهم صحفي تونسي الموساد الإسرائيلي باغتياله "بسبب علاقته مع حركة حماس".
التعليقات (1)
محمد
الأحد، 25-12-2016 05:54 م
ابشرك يا برهان بسبس ان اسرائيل اعترفت لا بل و تتفاخر بالعملية و تحليلاتك صحيحة 100%