قالت محافل أمنية ومعلقون كبار في تل أبيب، إن إسرائيل ستكون أكبر الخاسرين بعد غياب رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس.
وبحسب تسفي بارئيل؛ معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، فإن عباس تحوّل "إلى ذخر استراتيجي" لحكومة اليمين في إسرائيل.
وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم، وترجمته "
عربي21"؛ أشار بارئيل إلى أن عباس يجمع صفتين ملائمتين تماما لليمين "حيث إن حكومة نتنياهو تبرر عدم تقدمها في مسار المفاوضات بزعم أن عباس ليس شريكا لها في مشروع التسوية، وفي الوقت ذاته فهي تأمن جانبه ومطمئنة إلى أنه لن يقدم على أي تحرك جدي ضد إسرائيل في المحافل الدولية".
واستهجن بارئيل احتفاء اليمين المتطرف في إسرائيل بالتقديرات التي تتوقع تآكل مكانة عباس وقرب ترجله عن مسرح الأحداث، منوها إلى أن سيناريوهات ما بعد عباس تبدو سلبية لإسرائيل.
وأشار بارئيل إلى أنه في حال تمكن الفلسطينيون من الاتفاق على قائد لخلافة عباس، فإنه سيكون بكل تأكيد "أكثر نفعا للمصالح الفلسطينية وأكثر ضررا للمصالح الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن أي قائد سيخلف عباس "سيكون أكثر تشددا ضد إسرائيل وسيشرع في حملات دولية ضدها وسيحرص على إنهاء حالة العداء مع حركة حماس".
واستدرك بارئيل بأن السيناريو الأكثر "قتامة يتمثل في سيادة الفوضى في أعقاب غياب عباس وتفكك السلطة وتولي إسرائيل المسؤولية المباشرة عن إعالة الفلسطينيين وإغاثتهم، إلى جانب خطر اندلاع مواجهات كبيرة"، منوها إلى أن هذا الواقع سيمنح حركة حماس القدرة على التأثير في وتيرة الأحداث بشكل كبير.
وحذر بارئيل من أن كلا من السيناريوهين يمكن أن يفضيا إلى اتخاذ المجتمع الدولي قرارات بفرض عقوبات على إسرائيل.
من ناحية ثانية، قالت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، إن محافل كبيرة في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال وفي جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" مستاءة جدا من الانتقادات التي يوجهها
اليمين الإسرائيلي لعباس.
وفي تقرير بثته الليلة الماضية، وتابعته "
عربي21"، نوّهت القناة إلى أن تلك المحافل ترى في عباس "أهم عنصر استقرار في الساحة"، مشيرة إلى أنه هو من يضمن تواصل التعاون الأمني والتنسيق في الحرب على حركة حماس.
وشددت المحافل على أن غياب عباس سيؤثر "بشكل سلبي" على الواقع الأمني في الضفة الغربية وإسرائيل.