نشرت صحيفة "إيزفيستنايا" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تحسن "غير مسبوق" في
العلاقات المصرية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي بدا جليا من خلال التعاون في المجال العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الحكومة الإسرائيلية تتجه نحو تحسين العلاقات بينها وبين مصر، وتبرر سعيها لاستئناف علاقات التعاون مع جارتها مصر، برغبتها في مواجهة المتشددين في صحراء سيناء، مما جعل الحكومة المصرية تستقبل العرض الإسرائيلي بحفاوة، وتقبل التعاون المشترك بين الجارتين، رغم رفض الرأي العام المصري لهذا التعاون.
ونقلت الصحيفة آراء بعض الخبراء السياسيين، الذين اعتبروا أن "هذا التعاون المصري الإسرائيلي لم يسبق له مثيل، إذ إن العداء الذي كان يجمع بين الدولتين سابقا فجأة تلاشى من الوجود".
ونقلت الصحيفة رأي إفراييم كام، الباحث الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي وضابط الاستخبارات العسكرية السابق في تل أبيب، الذي أكد أن "التعاون المصري الإسرائيلي وصل إلى مستوى غير معهود، لم تعرفه العلاقات بين الدولتين من قبل".
وأكد في السياق نفسه أن "إسرائيل تبذل جهودا هامة في دعم مصر، لمواجهة الإرهاب وحماية أمن واستقرار البلدين، الذي يهدده تواجد الإرهابيين في صحراء سيناء القريبة من الحدود الإسرائيلية"، الأمر الذي يؤكد أن "إسرائيل" قامت بنشر قواتها العسكرية من دبابات وطائرات، لضمان أمنها ولتحقيق مصالحها الشخصية قبل كل شيء.
وأكدت الصحيفة أن تواجد ظاهرة الإرهاب في منطقة سيناء يهدد بالأساس أمن مصر، كما أنه يهدد بشكل كبير الحدود الإسرائيلية؛ مما أجبرها على إنشاء حواجز مزودة بأعلى تقنيات المراقبة وأكثرها تطورا، لمنع عمليات التسلل إلى عبر الحدود. إلا أن هذه الحواجز ليس بوسعها منع الهجومات عن طريق قصف قذائف الهاون والقنابل محلية الصنع، كما تقول الصحيفة.
وأقرت الصحيفة بأن لتل أبيب أسبابا جدية خلف الرغبة في تطوير وتحسين العلاقات مصر، رغم أن الرأي العام المصري يرفض تعاون بلده مع "إسرائيل"، بأي شكل من الأشكال، ومن ذلك مواجهة تنظيم الدولة في سيناء، نظرا للأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة سيناء وقيمة الجزيرة التاريخية بالنسبة لـ"إسرائيل". إلا أن بعض الخبراء الإسرائيليين يعتبرون سيناء وجهة سياحية مفضلة للسياح الإسرائيليين وذات شعبية لديهم لا أكثر. إذ إنه خلال الشهر الماضي زار مصر أكثر من 20 ألف إسرائيلي.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من العمليات العسكرية المنظمة، التي تنفذها القوات المصرية باستعمال طائرات أباتشي وغيرها من الأسلحة المتطورة، إلا أن خلايا التنظيم لا زالت قادرة على التصدي وتنفيذ الهجمات. ففي الشهر الماضي سقط حوالي 12 جنديا وجرح ستة آخرون على إثر "هجوم إرهابي".
وذكرت الصحيفة أن التضاريس الطبيعية لشبه جزيرة سيناء تزيد من تعقيد محاربة الارهاب، إذ إن الجبال في المنطقة تمكن المتشددين من الاختباء والسيطرة على المنطقة، وقد استغل عناصر التنظيم الفراغ العسكري والسياسي في هذه المنطقة، في الوقت الذي كانت فيه السلطات المصرية تقوم بدعم الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 2013.
وأوردت الصحيفة رأي الأستاذة بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، نورهان الشيخ، التي ترى أن "الوضع في مناطق من شبه جزيرة سيناء أصبح معقدا جدا".
وأضافت أن "الشرطة والقوات العسكرية (المصرية) تتواجد بكثافة، وعناصرها يبذلون مجهودات جيدة، إلا أن المتشددين غالبا ما يقومون بإحباط خططهم، مما يوفر لهم مساحة للمناورة".
كما تقر نورهان الشيخ، بحسب الصحيفة، "برفض الرأي العام المصري لما تعرفه مصر من تحسن لعلاقاتها مع إسرائيل". وتضيف: "مصالح إسرائيل ومصر في شبه جزيرة سيناء تكاد تكون نفسها، من حيث المخاطر التي يمكن أن تصدرها المنطقة إلى البلدين".
وفي الختام؛ أكدت الصحيفة أن العلاقات المصرية الإسرائيلية ستستمر، وسيتم تكثيف التعاون بينهما، لكن دون الإعلان عنه تجنبا لإثارة الجدل واستياء الرأي العام المصري، الرافض لهذا التعاون المتجه نحو مزيد التطور.