بدأت بعض المؤسسات والمجموعات العربية والإسلامية الاستعداد لإقامة سلسلة أنشطة سياسية وفكرية وشعبية بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور (3تشرين الثاني- نوفمبر 1917) والذي مهّد الطريق لإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بدعم من الانتداب البريطاني والعديد من الدول الغربية والشرقية.
وخلال المئة عام الماضية نجح اليهود والصهاينة في إقامة كيانهم على الأرض الفلسطينية ولم يعد السؤال اليوم: إلى متى سيستمر هذا الكيان الصهيوني أو متى سيزول؟ لكن السؤال الذي يطرح اليوم: هل ستبقى الدول العربية والإسلامية قائمة كما هي عليه اليوم؟ أم سنشهد المزيد من التفتيت والتقسيم لهذه الدول على أساس طائفي ومذهبي؟ كما أصبحنا يوما بعد يوم نتابع أخبار التطبيع العربي والإسلامي مع هذا الكيان الغاصب وفي الوقت نفسه، فإن قوى المقاومة تحاصر وتضطهد وتواجه المزيد من المؤامرات والتحديات.
وبناء عليه، فإنه ليس من المهم أن تقوم المؤسسات والهيئات والأحزاب العربية والإسلامية بإحياء الذكرى المئوية لإطلاق وعد بلفور الذي مهّد لقيام الكيان الصهيوني، بل المطلوب عقد ورشة عمل مغلقة لدراسة كيفية مواجهة نتائج هذا الوعد بعد مرور مئة عام على حصوله، وبالمقابل دراسة وضع خطة عمل من أجل إعطاء وعد مضاد للشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والإسلامية باستعادة حقوقها من هذا الكيان الغاصب ولو بعد مئة عام.
وكي لا يبقى هذا الكلام مجرد اقتراح عام وغير علمي، فإنني أستعيد هناك لقاء خاصا عقده المرجع الإسلامي الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله مع وفد علمائي وسياسي من قوى المقاومة عام 1985 وقد جاء الوفد يطرح على سماحته كيفية مواجهة الاحتلال الصهيوني للبنان وفلسطين والدول العربية، وما هو دور المقاومة بكافة أشكالها في هذه المواجهة (وهذا اللقاء مضى عليه حوالي 31 عاما تقريبا)، وقد أكد سماحته خلال اللقاء أهمية العمل العسكري في المقاومة وضرورة دعم هذا الخيار بكل الإمكانات لأنه السبيل الأهم لمواجهة العدو الصهيوني.
لكن في موازاة العمل العسكري والجهادي طرح السيد محمد حسين فضل الله ضرورة وضع خطة ولو لمدة خمسين عاما تتضمن مشروعا متكاملا لدعم الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال الصهيوني (ولم تكن اتفاقية أوسلو قد وقعت ولم يكن العدو الصهيوني قد انسحب من قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية أو من جنوب لبنان)، واعتبر السيد أن المطلوب عدم الاقتصار على العمل الجهادي بل التفكير أيضا في كيفية زيادة عدد السكان الفلسطينيين في كل الأراضي المحتلة وخصوصا في المناطق التي احتلت عام 1948 والعمل كي يصبح عدد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة أكبر من عدد اليهود أو الإسرائيليين، وعلى أن يتم دعوة الفلسطينيين لزيادة النسل مع تقديم المساعدات الاقتصادية والمالية لهم ودعم وجودهم بكافة الاشكال في كل الأراضي المحتلة.
كما قدم السيد أفكارا أخرى من أجل دعم المقاومة وكل أشكال النضال السياسي والشعبي والإعلامي والدبلوماسي لمواجهة الكيان الصهيوني، وكان يردد هذه الأفكار أمام كل الوفود العربية والإسلامية التي كانت تزوره أو يلتقي بها.
واليوم وبعد مرور حوالي 30 سنة على هذا اللقاء وبعد أن تحققت العديد من الإنجازات في مواجهة العدو الصهيوني وفي أجواء الاستعدادات لإحياء ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور، فإن المطلوب اليوم ليس مجرد إقامة أنشطة سياسية أو تعبوية أو إعلامية أو شعبية، بل أن يلتقي عدد من قادة ومفكري هذه الأمة كي يضعوا خطة عمل ولو لخمسين سنة قادمة أو لمئة سنة قادمة كي نستطيع مواجهة هذا الكيان الصهيوني والعمل على إزالته من الوجود، ولو أنني، كما العديد من علماء الأمة مفكريها وناشطيها، أشعر بالاقتناع أن مواجهة هذا الكيان وزواله لن تطول كل هذه المدة، لكن المهم أن يكون لدينا خطة بديلة متكاملة ومشروع عربي وإسلامي جديد قابل للتحقق ولو على المدى البعيد حتى نستطيع أن نخوض المواجهة جميعا وبشكل مشترك وعدم حصر النضال والصراع بفئة دون أخرى.
لماذا تطلبها ولماذا لا تعدها انت ؟؟؟ طبعا ستقول انا لست من اهل التخصص وليست مطلوبه مني وهذا هو داء الامة واولهم الكتاب في الصحافة شغلتهم الكتابه والنقد وتقليب المواجع وخلاص...الله يهديكم