قبل ثلاثة اشهر، وبدعوة من مؤسسة قرطبة وهي منظمة سويسرية مقرها جنيف وبدعم من وزارة الخارجية السويسرية، التقى ناشطون مسلمون سنة وشيعة وزيديون وصوفيون وسلفيون في اسطنبول لبحث الاوضاع في لبنان والعراق والبحرين واليمن والسعودية وسوريا، وفي هذه الايام وبدعوة من المؤسسة ذاتها يلتقي ناشطون سنة وشيعة من جمعيات متعددة في بيروت لبحث كيفية التعاون الميداني في ملفات اللاجئين السوريين وقضايا الموقوفين في السجون اللبنانية وموضوعات اخرى، عسى ان يشكل هذا التعاون مدخلا لتخفيف التوترات المذهبية والعقائدية والسياسية بين السنة والشيعة.
وقد انطلقت مؤسسة قرطبة في هذه النشاطات، من خلال القيام بدراسات مفصلة عن الاوضاع العربية والاسلامية، وبعد ان توصلت الى رؤية شاملة تعتبر ان استمرار التوترات المذهبية والعقائدية والفكرية في العالم العربي والاسلامي تؤدي الى تغذية الصراعات الامنية والسياسية وزيادة التطرف والعنف في المنطقة ولا تقتصر تداعياتها على العرب والمسلمين بل تصل الى كل انحاء العالم.
ومن خلال هذه الرؤية عمدت المؤسسة على اقامة حوارات اسلامية–اسلامية في منطقة شمال افريقيا وفي العديد من المناطق العربية والاسلامية، اما بين السلفيين والصوفيين او في مواجهة بعض المشكلات العنصرية والعرقية في بعض الدول، وصولا لمتابعة ملف العلاقات السنية–الشيعية في المنطقة، والتي ازدادت توترا في السنوات الاخيرة بسبب التطورات في سوريا واليمن والعراق والبحرين ولبنان والسعودية.
وبعدما جرى عقد الورشة الاولى الموسعة في اسطنبول قبل ثلاثة اشهر تقريبا، قرر المشرفون على المؤسسة وبالتعاون مع وزارة الخارجية السويسرية القيام بمبادرات عملية في بعض البلدان، وجرى اختيار لبنان بداية نظرا لتوفر الظروف العملية والميدانية والسياسية في هذه المرحلة.
ومن خلال الاتصالات التمهيدية مع بعض المؤسسات الخيرية والحقوقية تم الاتفاق على ملفين ساخنين يمكن ان يشكل التعاون في معالجتهما مدخلا لزيادة التعاون والتواصل بين الاوساط السنية والشيعية في لبنان، والملف الاول يتعلق بتقديم الدعم والمساعدة للاجئين السوريين في لبنان، والملف الثاني يتعلق بالموقوفين او المعتقلين الاسلاميين في السجون سواء الذين يحاكمون امام المحكمة العسكرية ام الذين لم يتم البدء بمحاكمتهم حتى الان.
وقد قام المسؤولون في المؤسسة وبالتعاون مع مسؤولين في وزارة الخارجية السويسرية باجراء اتصالات عديدة مع مؤسسات خيرية واجتماعية وحقوقية وناشطين في المجالات الانسانية، وقد ادت هذه الاتصالات الى عقد اجتماعات مشتركة ضمت وفودا متنوعة وكانت اجواء اللقاءات ايجابية وجرى الاتفاق مبدئيا على القيام بمبادرات مشتركة في هذه الملفات.
وبانتظار رؤية النتائج العملية لهذه المبادرات السويسرية، ان بين السنة والشيعة او بين السلفيين والصوفيين او في بعض الدول التي تشهد توترات وصراعات ساخنة، لا يمكن الا ان نحيي مؤسسة قرطبة ووزارة الخارجية السويسرية على هذا الاهتمام، لكن في المقابل لا بد ان يسأل المراقب: لماذا نترك هذه المبادرات لمؤسسات اوروبية او غربية؟ واين هي المؤسسات العربية والاسلامية واتحادات العلماء والهيئات المعنية بالحوار الاسلامي–الاسلامي ومؤسسات التقريب بين المذاهب الاسلامية من هذه التوترات؟ ولماذا لا نشهد مبادرات عملية من هذه المؤسسات من اجل معالجة التوترات الاسلامية بدل الاكتفاء باصدار البيانات او عقد الاجتماعات البروتوكولية والاحتفالات الموسمية.
نحن اليوم نعيش في قلب الصراعات والتوترات في كل دول المنطقة، وكل الاتفاقات السابقة او المحاولات للتوصل الى حلول لم تنجح، والصراعات الدولية تتفاقم وهي تجري على ارضنا العربية والاسلامية، فلماذا لا نبادر من اجل وقف الصراعات والعمل للتوصل الى حلول عملية وسياسية بدل ان نظل نتراشق بالاتهامات ويحمّل كل طرف الطرف الاخر المسؤولية عما يجري.
المبادرات السويسرية لجمع السنة والشيعة والسلفيين والصوفيين والزيديين وغيرهم جيدة، لكن اين نحن من هذه المبادرات؟
من الأولى أن تنصح الخامنئي مرشد الثورة الخمينية وأذنابه في لبنان (نصر الشيطان،...) أن يرجعوا إلى السرداب و يتركوا المسلمين و شأنهم
مُواكب
الأربعاء، 12-10-201604:17 م
المُبادرة الوحيدة لِمُجرد مُحاولة إنهاء الإقتتال في سورية تكمن في انسحاب إيران وميليشياتها وترك السوريين يُداوون جُروحهم، ولملمة أطفالهم المُشردين في أرجاء المعمورة. لكن، هل هذا مُمكناً؟ ومن يملك الجواب على هذا السؤال؟ هل غير سيء نصر الشيطان والخامنئي المُختل؟ وحتى الآن، لا يبدو أن توأم الجريمة هذا على وعي بالكارثة العظيمة، الحاضرة والقادمة ، التي أنتجوها. آخر تُحفة استراتيجية لهما هي الإستعانة بالروس الذين يحرقون البلاد والعباد. والكاتب، الأستاذ قاسم قصير، ما يزال يعتقد أن الحرب السورية هي شجار بين ولاد الحارة!