كتاب عربي 21

باسم عودة.. الرجل الذي أحبه المصريون

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
حين تشاهد فيلما عربيا يمكنك من البداية التنبؤ بنهايته، وفي أحيان كثيرة يكون بمقدورك التنبؤ بالمشاهد وسير الأحداث.

ويتكرر هذا بشكل ممل منذ الانقلاب، حتى إن المشاهدين أصبحوا يتعاملون مع الأفلام العسكرية بنوع من اللا مبالاة، وقد انكشفت كل الأوراق على الطاولة، ولم يعد لدى هؤلاء جديد يقدمونه. 

ماكينات العرض العسكرية لا تكف عن العمل منذ انقلاب 1952، تبث مشاهد وهمية عبر صفحات الجرائد وشاشات القنوات على مدار اليوم، ولكن الماكينات نفسها أصيبت بالصدأ، ولم تعد قادرة على العمل كما ينبغي. 

تابعتُ ردود أفعال الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي عندما بدأت صحف الانقلاب في نشر فضائح وزير تموين الانقلاب، وأعني هنا شريحة الشباب. ومعظمها كانت ردود أفعال باهتة تعاملت مع الأمر بعدم اكتراث وتراخِ بدا واضحا، ويعني هذا نموا متزايدا في فهم عقلية العسكر وأدواتهم الإعلامية. 

كثيرون أدركوا منذ اللحظة الأولى أن نشر أخبار عن الفساد المالي لأحد وزراء الانقلاب ما هو إلا تمهيد لإقالته، وكثيرون أدركوا أن إقالة وزير تموين الانقلاب ما هو إلا محاولة من العسكر لإطفاء الغضب الشعبي المتصاعد مع قرض صندوق النقد الدولي، وزيادة أسعار الكهرباء، والتمهيد لرفع الدعم. 

الثورة أحدثت شرخا في الجدار الذي حال بيننا وبين الرؤية عقودا طويلة. فصار بمقدور الشعب أن يرى النفايات التي يحرص العسكر على إخفائها خلف شاشة العرض التي لا تتوقف. 

ربما انطلى مشهد أو اثنان على المشاهدين، لضخامة الإنتاج، كخدعة هشام جنينة وكخدعة حسان، وهما سلاحان استخدمها العسكر، ولم يصيبا هدفا، إلا لأن البعض في معسكر الثورة يصر على الانخداع وقلت وقتها أن هناك معيارا ثابتا لا يتغير في التعامل مع تلك الأفلام، الأمر شديد البساطة، فكل من قبل العمل مع العسكر الذين انقلبوا على أصوات ملايين الناخبين واختطفوا الرئيس الشرعي، ثم ارتكبوا كل تلك المجازر، وأراقوا كل تلك الدماء، شخص لا يتمتع بأدنى وازع من ضمير. 

ليس الأمر معقدا إلى هذا الحد، طبق هذه القاعدة وسيحميك هذا من ألاعيب مخابرات العسكر التي لا تتوقف. 

ربما تعلم الجميع الآن تلك الألاعيب، وهو ربما السبب الذي جعل الكثيرين يتعاملون دون اكتراث مع زفة إقالة وزير التموين الانقلابي، وينظرون بكثير من الشماتة لصوره ملتحيا قبل الانقلاب على الرئيس مرسي. 

فهو أحد أكثر الوجوه التي كرهها الشعب من بين وزراء الانقلاب، وأعترف هنا أنني اشعر ببغض شديد كلما شاهدت صوره، وأظن أن كثيرين يشاركونني المشاعر ذاتها، فوجهه يذكرني بالدكتور باسم عودة، يذكرني بصورته وهو يقف بين سنابل القمح وينظر في طيبة لا تخلو من تصميم إلى المساحة المزروعة على مدى البصر، يذكرني وجهه بالوزير الباسم الذي لم يكن يستنكف أن يقفز فوق عربات الأنابيب ليفحصها. 

أذكر فيديو للدكتور باسم عودة وإحدى المذيعات تحاوره بعد أن أذاعت تقريرا مكذوبا حاولت به أن تتحدث عن أزمة أنابيب مكذوبة، فرد عليها الرجل بالأرقام. 

الرجل الذي أحبه المصريون، واعتبره العلمانيون خطرا على مشروعاتهم، واشترط البرادعي إقالته، الرجل الذي ائتمنه الرئيس مرسي على طعام المصريين يقبع الآن أسيرا محروما من أسرته، لا لشيء، إلا لأنه رفض المشاركة في وزارة انقلابية.

أعلم أن الكثيرين الآن حتى ممن هللوا للانقلاب يفتقدون دكتور باسم عودة، ويدركون أي كارثة تسببوا فيها حين يقرأون أن وزير تموين الانقلاب انفق 7 ملايين جنيه على عدة ليال في فندق. 

وأزعم أن كثيرين منهم يتذكرون دكتور باسم عودة وجولاته في أفران الخبز، ويدركون أنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.
التعليقات (4)
محمد الدمرداش
السبت، 27-08-2016 03:42 م
بضاعتان .................... البضاعة الأولى ظهرت في بر مصر المحروسة على يد المحتل الإنجليزي مستهدفة المجتمع المصري في دينه و هويته و كبريائه و كرامته و سيادته على أرضه و امتلاكه مقدرات بلاده و ثرواته تم تنفيذها بدقة وحرفية مستعبد للشعوب و قاهر لها بإجراءات أولها نظام القضاء الشرعي الذى يذكر شعب بدينه و أصوله و فروعه إذا ما نشب بين أفراده منازعات و تم استبداله بقانون فرنسي به ثغرات تقلب الأحكام رأس على عقب و تنسى معه الشعوب أحكام و تشريعات دينها و تبجل و تعظم المحتل و جنوده و الشاهد موجود في محكمة حادث دنشواى التي أهدر فيها كرامة المصري و تمتعه بالسيادة على أرضه و ممتلكاته و امتلاكه لعدل يقضى فيما يحدث بينه و بين الأخر و فيما بينه و بين أهله ؛ و من بعد تعمل ألات الأعلام المسموعة و المرئية و المقروءة حتى السينما و المسرح لتشويه فضائل الدين في الواصى أو صاحب الوقف و العمل الخيرى و يستبدل ذلك بأعمال ظاهرها خيرى لنوادي الروتاري و الليونيز و ما شابهها من محافل ماسونية لا تمكن شعب من حقوقه الأصيلة في بلاده بل تمنْ عليه في جوعة و مرضه و حاجاته التي كان ينالها في التكافل الإسلامي و بدلاً من ذلك العمل على امتلاكه و تطويعه و ترسيخ أنه لا حق له من الأصل و أنهم رحمة الرحماء لتجريده من وطنه و مواطنته ؛ و لضرب هويته و دينه و عدم الانتباه إليهما مرة أخرى بث روح السخرية و الاستخفاف بالتعليم عموماً و اللغة العربية خصوصاً التي هي بيت القصيد في التعرف و النهل من منابع الهوية و الدين كما كان واضحاً في فيلم غزل البنات و ما تلاه من أفلام و مسرحيات . و يرث الأخطبوط الأمريكي المحتل الإنجليزي و ذراعه في السيطرة على مصر و شعبها الممثل في الجيش المصري و يقوم بالوكالة بجميع الأعمال التي يرغب فيها المستعبد لمصر و شعبها بأتقان و اقتدار لا يستطيع المستغل للبلاد و العباد أن يأتي به فتتورط مصر في سلسلة من الحروب تحت نشر حمى عنترية و الهدف منها الإجهاز على الاقتصاد المصري حتى لا تقوم قائمة لمصر هذا فضلاً عن أجهاض أي فرصة حقيقية للتنمية و التطوير و أثقال البلاد بالديون و الاستمرار في تغييب الدين و الهوية و الترسيخ في الوعى الجمعي المجتمعي للمصريين أن ما يحصلون عليه من فتات حقوق أنه منحة و هبه و ليس حق أصيل لشعب و أمعانا في تكبيل مصر و شعبها يوضع على قمة الأدرارت أهل الفساد و اللصوص و المصنوعين في الغرب فمن المفارقات التي استهدفت الهوية و الدين أن نجد مؤسسة كمؤسسة الأزهر يعتليها خريج السوربون و كأن علوم الأسلام قد أضمحلت في مصر و بلاد المسلمين و ليس لها وجود إلا في السوربون و كذلك الأمر بالنسبة لمفتي الديار المصرية خريج للسوربون و من قبل دراسات علمانية ربوية منافية لجوهر ركن من أركان الأسلام في بنائه الاقتصادي و التعاملات فيه . البضاعة الثانية روج لها في بر مصر المحروسة و هي تحت الاحتلال الإنجليزي عام 1928 على يد جماعة الأخوان المسلمين متمسكة بالدين و الهوية و الشرائع الأسلامية التي هي السمت الحقيقي لمصر و المصريين و برز بجوارها جماعات تنتمى إلى الأسلام سواء بمصداقية أو صورة مزيفة لاحتواء صورة الأسلام العائد إلى بر مصر المحروسة و ما قضى عليه كما كان يخطط و يحلم المستعبد لمصر و شعبها و كم عانت و تعانى هذه الجماعة و الجامعات الأخرى الحقيقة طوال ثماني عقود و ما وصل الأخوان صورياً إلى سدة الحكم إلا كأحد إفرازات ثورة 25 يناير2011 و كان لهم وزير تموين يعرف الله و شرعه و حدوده و يخشى الله حق الخشية و ما يذكر له على سبيل المثال لا الحصر بطاقة الخبز الذكية التي حفظت لفقير مصر كرامته في الحصول على ما يسد به رمقه من خبز فلا لصوص المخابز و وزارة التموين و بلطجيتهم يفتعلون له زحام و يهينونه في الحصول على حق أصيل له في بلاده و لا حصص الدقيق ترك لها الحبل على الغارب لتسرق و هي مسجلة دفترياً باسم " دعم خبر " أو قل هبة و منحة و ليست حق و في المقابل وزراء تموين حكومات العسكر المتعاقبة و إلى يومنا هذا ترث تباعاً الفساد و السرقة و تقديم الأقماح و الطعام المسرطن للشعب المصري منكرة عليه حقه في بلاده كمواطن و تذكره دائماً أن ما يحصل عليه من طعام أو رعاية صحية و تعليم أو أي خدمة أساسية هبة و منحة و ليست حق . فشتان بين بضاعتنا أولهما فاسدة ترها أعين ذات بصيرة و الثانية طيبة لها أصل طيب و فروعها في السماء .
اه من زمن الرده
السبت، 27-08-2016 10:48 ص
باسم عوده اىقونه سىدكرها التارىخ
أسماعيل
الجمعة، 26-08-2016 03:19 م
نحنو شعب لا يستحي
عبده
الجمعة، 26-08-2016 12:38 م
على فكرة يا ست آيات : باسم عودة كان لا يمتلك غير سيارة فيات 28 قديمة وكان يركبها دون حرج مع بعض أصدقائه ويتجول بها في أرجاء الجيزة . ويكفي أنه كان يعلم جيدا أن الله سيحاسبه . اللهم فك أسره ومن معه وأهلك صنائع الموساد واللصوص .