"غزة والضفة يد واحدة".. واحد من الشعارات التي صدحت بها حناجر الجماهير
الفلسطينية خلال اللقاء التاريخي الذي جمع أبناء شقي الوطن، شباب خانيونس، بطل كأس قطاع غزة، مع أهلي الخليل، بطل كأس الضفة الغربية، في إياب كأس فلسطين الذي أقيم في 2 آب/ أغسطس الجاري على ستاد الحسين بن علي في الخليل، جنوب الضفة.
وجاء تحديد موعد اللقاء بعد تأجيله 48 ساعة من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بعد منع سلطات الاحتلال
الإسرائيلي بعثة نادي شباب خانيونس من التوجه للضفة الغربية عبر معبر إيريز/ بيت حانون، لملاقاة خصمه، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستهجان للقرارات الإسرائيلية بحق
كرة القدم الفلسطينية.
واستهجن رئيس نادي شباب خانيونس، جميل السعدوني، التضييق الإسرائيلي على بعثة النادي، معتبرا أن "الأفعال الاسرائيلية بحق كرة القدم الفلسطينية تشكل خرقا واضحا لقوانين (الاتحاد الدولي) الفيفا التي تنظم كرة القدم لتحمل رسالة الإنسانية والسلام بين الشعوب".
تقاعس فلسطيني
وأضاف لـ"عربي21" أن "ما حصل يجب عدم السكوت عليه، محملا المسؤولين الفلسطينيين مسؤولية ما جرى بتقاعسهم لردع الاحتلال عن هذه الأفعال".
ويشار إلى أن ملف كرة القدم الفلسطينية كان مسرحا للتجاذبات السياسية بين القيادة الفلسطينية والإسرائيلية، حيث أثير هذا الملف في اجتماعات الفيفا في 29 أيار/ مايو 2015، بعد رفع رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل للمرة الأولى، في رسالة واضحة أمام المجتمع الدولي لإظهار حجم المخالفات والتجاوزات التي ارتكبتها إسرائيل بحق كرة القدم الفلسطينية.
ولكن سرعان ما تراجع الاتحاد الفلسطيني عن قراره الذي يخص العمل على تعليق عضوية إسرائيل في مجلس الفيفا، بعد ضغوطات مورست عليه من قبل أطرف لم يحددها الرجوب في مؤتمره الصحفي الذي أوضح فيه أنه تلقى ضمانات إسرائيلية بعدم انتهاك كرة القدم الفلسطينية مجددا.
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، عبد السلام هنية، إن "كرة القدم الفلسطينية تحمل رسالة السلام والأمان لكل دول العالم".
وأضاف لـ"عربي21": "ما يقوم به الجانب الإسرائيلي من مضايقات في العمل الرياضي الفلسطيني هو أمر ليس بالجديد على محتل غتصب الأرض، ولن يقف أمام آلته الحديدية أحلام أطفالنا وشبابنا الذين سينقلون تلك الصورة الإجرامية لهذا المحتل أمام المجتمع الدولي في يوم من الأيام"، بحسب تعبيره.
دعم دولي
وقال هنية: "لمسنا تغييرا واضحا في مواقف الكثير من الدول تجاه
الرياضة الفلسطينية، فهناك مشاريع وبنى تحتية رياضية مولتها قطر والعديد من الدول الأخرى، وتلقينا الكثير من الرسائل والاتصالات التي رفضت تلك الإجراءات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني".
أما عن أشكال المضايقات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، فقد أخذت أشكالا متباينة، ومن إعاقة "تنقلات الأندية واللاعبين بين شطري الوطن، معيقات البنى التحتية وتأخير تنفيذ المشاريع الرياضية، والتدخل السياسي والنقابي من خلال رفض اجراء الانتخابات اتحادات الرياضة بشكل موحد بين الضفة والغربية وقطاع غزة، ورفض سفر الوفود الرياضية الفلسطينية للعالم الخارجي، والإجراءات الجمركية"، وفق هنية.
من جانبه، أشار المختص بالشأن الرياضي في غزة، إيهاب أبو دياب، إلى أن "الجانب الإسرائيلي يخشى من تفوق الرياضة الفلسطينية عليه لتصل للعالمية، فهو يعاني من عزلة في هذا الجانب، حيث تقتصر مشاركاته الرياضية على بطولة أمم أوروبا، وتمتنع الكثير من دول العالم من المشاركة في بطولات يكون الجانب الإسرائيلي ضمن الفرق المشاركة فيها".
ورأى، في حديث لـ"عربي21"، أن "هناك تقصيرا واضحا وملموسا في تعامل الاتحاد الفلسطيني مع الانتهاكات الإسرائيلية، حيث تخضع هذه الأمور إلى الحسابات السياسية"، على حد وصفه.